بيروت - عمر حبنجر
التهاني من الداخل والخارج بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، انهالت على الرئيس ميشال سليمان قبل ان يغادر بيروت، وبعد وصوله الى باريس امس، محصنا بتأليف حكومة عهده الاولى.
البطريرك الماروني نصرالله صفير رحب من استراليا بولادة الحكومة، واتصل رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري بالوزراء الجدد مهنئا وتوجه بالشكر الى الوزراء الخارجين من الحكومة، قائلا انهم قدموا نموذجا للعمل العام والتفاني في خدمة لبنان، وقال تمنيت على الرئيس السنيورة القبول بعلي قانصوه في الوزارة لمصلحة لبنان، في حين رحب رئيس الحزب السوري القومي اسعد حردان بالحكومة الجديدة وقال ان مشاركة حزبنا «تعزز السلم الاهلي».
وزيرة التربية بهية الحريري، باركت للبنانيين بالحكومة الجديدة متمنية ان تكون على قدر الآمال، فيما توجه نائب رئيس الحكومة عصام ابوجمرة الى الرابية شاكرا العماد ميشال عون على توزيره، في حين وعد وزير المواصلات عن التيار الوطني الحر جبران باسيل بتقديم نموذج جديد في العمل الوزاري، بينما اعتبر النائب مصطفى علوش (المستقبل) ولادة الحكومة، احدى العجائب الكبرى.
بدوره الرئيس نبيه بري اجرى اتصالين هاتفيين بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ورئيس وزرائه حمد بن جاسم شاكرا لهما ثمار جهودهما التي لاتزال تقطف في لبنان، بينما تمنى نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان يكون تشكيل الحكومة مقدمة لمعالجة القضايا التي يحتاجها لبنان واولاها الشأن الاقتصادي والاجتماعي.
وزير الرياضة والشباب طلال ارسلان اتصل بالنائب وليد جنبلاط، شاكرا دعم توزيره، كما تلقى جنبلاط اتصالا من وزير التنمية الادارية ابراهيم شمس الدين للشكر على الدعم، وقد اكد له جنبلاط ان اختياره للوزارة بداية ايجابية برغم كل الاعتراضات.
من جانبه الناطق بلسان الخارجية الاميركية شون ماكورماك رحب بالحكومة، وقال: كانت في النهاية عملية لبنانية، ووصف بان كي مون الامين العام للامم المتحدة الحكومة الجديدة بالعمل الهام الذي يؤكد خروج لبنان من الازمة السياسية، بينما هنأ وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير الرئيسين سليمان والسنيورة باسم رئاسة الاتحاد الاوروبي على التوافق حول الحكومة، وأمل وزير خارجية ايران منوچهر متكي ان تؤدي الحكومة الجديدة الى وحدة اللبنانيين والاستقرار داخل البلد.
حكومة بناء الدولة والانتخابات
الرئيس فؤاد السنيورة اوضح ان مهمة حكومته باتجاهين: اعادة بناء الدولة وانجاز الانتخابات النيابية، مشددا على انها ستكون حكومة كل لبنان.
الوزير السابق دميانوس قطار، رأى في تقييم جزائي للحكومة الجديدة ان الرئيس ميشال سليمان اثبت انه يستطيع المحاورة التكتيكية مع الاطراف السياسيين للوصول الى ما هو الافضل من الممكن.
وقد انشغلت القيادات بالاسماء والحقائب، علما ان هذه الحكومة هي بالنهاية حكومة انتخابات.
اتصالات ومساومات ما قبل إعلان الحكومة
وبالعودة الى ربع الساعة الاخير قبل ولادة الحكومة، يتبين ان العامل الاساسي الضاغط كان اصرار رئيس الجمهورية ميشال سليمان على تشكيلها قبل اقلاع طائرته الى باريس، والا فسيكون له موقف.
ولعبت ضغوط خليجية ودولية - خاصة فرنسية - دورا حاسما في عدم تأجيل اعلان الحكومة، ساعة واحدة بعد الثالثة عصرا، التي حددها الرئيس سليمان، التزاما بموعد زفاف كريمته في الساعة الخامسة عصرا.
وكان واضحا ان سليمان اراد ان تكون زيارته الخارجية الاولى في ظل حكومة الوحدة الوطنية، تنفيذا للبند الثاني من اتفاق الدوحة، وقد نجح في تسريع اعلان الحكومة.
وقبل الوصول الى هذه النتيجة، دارت امور كثيرة، وقامت تحديات انتهت بتنازلات، فالرئيس نبيه بري الذي اصر كما حزب الله على توزير القومي علي قانصوه رغم معارضة الرئيس المكلف، كان يرفض المس بالمواقع الشيعية، لكنه لم يلبث ان تنازل عن وزارة الزراعة لإلياس سكاف بناء على رغبة العماد ميشال عون، الذي هدفت المعارضة الى اعطائه حصة الاسد، بوجه الموالاة المسيحية.
الرئيس السنيورة، كان يطمح الى 3 وزراء، او بالحد الادنى واحد، وهو وزير المال، لكنه بمقابل تنازله عن رفض علي قانصوه حصل على 5 وزراء ووزارات: المالية لمستشاره السفير محمد شطح، المهجرين لصديقه ريمون عودة، الاعلام لصديقه الآخر طارق متري، الى مقعدي وزير دولة: جان اوغاسبيان، وخالد قباني الذي حل في آخر لحظة محل نهاد المشنوف الذي كان متقدما لهذا الموقع.
من جانبه تعاطى سعد الحريري مع تشكيل الحكومة بنوع من التعفف، ونكران الذات، من اجل تسهيل الخروج من المأزق الحكومي، الا ان وجود عمته بهية الحريري كوزيرة للتربية داخل مجلس الوزراء، يشكل ضمانة على حضور فكر ونهج والده الرئيس الشهيد، الى جانب رئيس الوزراء والوزراء الحلفاء، الذين قدروا له تخليه عن بعض الحلفاء المقربين، مثل د.غطاس خوري، والنائب غازي يوسف لمصلحة توزير نسيب لحود من قرنة شهوان، وابراهيم محمد مهدي شمس الدين من الشيعة المستقلين، بناء على نصيحة وإلحاح النائب وليد جنبلاط، الذي اشترط لسحب ترشيح صديقه النائب نعمة طعمة لحساب ريمون عودة، اختيار نسيب لحود، الشخصية المتنية القوية الى المقعد الوزاري، ورفض ان يسحب ترشح نائبه في رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي دريد ياغي، لغير ابراهيم شمس الدين، الذي حل محل المستقبلي غازي يوسف.
الصفحة في ملف ( pdf )