تسلمت الحكومة التونسية الجديدة بعد ظهر امس مهامها بشكل رسمي بالتزامن مع جنازة بائع متجول احرق نفسه الثلاثاء الماضي في قلب العاصمة في حادثة اعادت الى الاذهان انتحار البائع المتجول محمد البوعزيزي مفجر «الثورة» التي اطاحت مطلع 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وتضم الحكومة الجديدة ممثلين عن حركة النهضة الاسلامية اكبر الاحزاب وحزبي «المؤتمر» و«التكتل» شريكيها العلمانيين في الائتلاف الحكومي الثلاثي، اضافة الى مستقلين اسندت اليهم وزارات السيادة (الدفاع والداخلية والعدل والخارجية).
ونبهت الصحف التونسية الصادرة امس الى ان الحكومة الجديدة «ليس من حقها الخطأ» نظرا لما تعيشه البلاد من تحديات ومشاكل اجتماعية وسياسية وامنية متفاقمة يقول مراقبون انها تستدعي حلولا سريعة.
وقد قال رئيس الحكومة الجديدة علي العريض لوكالة فرانس برس ان حكومته ستعلن جملة من الاجراءات العاجلة للتخفيف من وطأة البطالة والفقر والحد من غلاء المعيشة الذي »انهك» المواطنين.
وامس ايضا جرت جنازة البائع المتجول عادل الخزري (27 عاما) الذي توفي امس الاول متاثرا بحروق بليغة اصيب بها بعدما اضرم النار في نفسه الثلاثاء في قلب العاصمة تونس.
ولفتت جريدة «الصريح» الى ان هذا الحادث «عاد بنا الف خطوة الى الوراء ونبهنا الى اننا الان لم نغادر منطقة ومنطق محمد البوعزيزي واننا مازلنا في نقطة الصفر (..) وكأن (..) الانتحار حرقا مازال هو الحل».
ومن جهته اعرب الرئيس التونسي المنصف المرزوقي عن «عميق حزنه والمه» اثر وفاة الخزري التي قال انها حصلت «بنفس الكيفية المؤلمة المرعبة التي توفى بها شهيد ثورتنا (محمد البوعزيزي) وربما لنفس الاسباب، نتيجة فقدانه الامل وانسداد الافق في عيونه كغيره من شبابنا الذين لا يرون من بصيص لحل مشاكلهم ومعاناتهم».
وقال علي العريض لفرانس برس ان حكومته تستهدف توفير 90 الف فرصة عمل جديدة منها 23 الفا في القطاع العام قبل نهاية 2013.
واعلنت حكومة حمادي الجبالي انها وفرت في العام الماضي 100 الف فرصة عمل جديدة منها حوالي 25 الفا في القطاع العام فيما تشكك منظمات للعاطلين من خريجي الجامعات باستمرار في صحة هذه الارقام وتتهم الحكومة بـ«تضخيمها لغايات سياسية وانتخابية».