لندن ـ عاصم علي
فيما شن قائد الجيش البريطاني خلال حرب العراق السر مايك جاكسون هجوما على القرارات «المرعبة» لواشنطن في العراق ولاسيما حلها الجيش السابق، انتقد مسؤولون أميركيون في مقابلات صحافية «تقاعس» رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون عن الحرب، ولاسيما انسحابه المبكر من العراق وعدم ارساله عددا كافيا من الجنود إلى أفغانستان.
وأبدى مسؤولون في الپنتاغون قلقا حيال استسلام براون للتعب من الحرب داخل بريطانيا، وعدم تأمينه عددا كافيا من الجنود البريطانيين في المدى الطويل لمواجهة النشاط المتزايد لمقاتلي حركة «طالبان».
كما أعرب هؤلاء المسؤولون عن خشيتهم من أن يجعل تصاعد العنف في أفغانستان الحرب ضد «طالبان» مشابهة لحرب العراق لناحية عدم شعبيتها داخل المملكة المتحدة.
وكان قائد القوات الجوية الملكية البريطانية المارشال السر جوك ستيروب قال الأسبوع الماضي إن بريطانيا قد تكون قادرة على نشر بعض الجنود العائدين من العراق في أفغانستان، إلا أنها غير مجهزة بشكل كاف لقتال طويل الأمد هناك.
وأشار مسؤول أميركي رفيع المستوى في تصريحات صحافية إلى أن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس والقادة العسكريين الأميركيين يشعرون بالضيق من الرد البريطاني على طلبهم المساعدة في أفغانستان.
وقال هذا المسؤول إن غيتس والمسؤولين العسكريين الأميركيين «ينظرون الى الحكومة البريطانية تنسحب من العراق ويتساءلون: هل لديهم القدرة على تحمل أفغانستان؟ غيتس قلق من مستوى الموارد المطلوبة (لمواجهة طالبان) والنقص في الارادة السياسية اللازمة لتحقيق ذلك».
في المقابل، وجه القائد السابق للجيش البريطاني مايك جاكسون انتقادات قاسية لسياسات واشنطن في العراق خلال الحرب.
وقال في مقالة نشرتها صحيفة الصنداي تليغراف إن العنف الذي أعقب عملية تحرير العراق عام 2003 تضاعف كثيرا نتيجة الفراغ الأمني الذي خلقته قرارات أميركية «مرعبة»، مشيرا الى قرار الحاكم المدني الأميركي بول بريمر حل الجيش العراقي السابق.
وزاد السر مايك الذي كان قائدا للقوات البريطانية وقت الحرب أن سياسة اجتثاث البعث الأميركية ضاعفت مرتين الفترة اللازمة لبقاء قوات «التحالف» في العراق.
وانتقد الحكومتين البريطانية والأميركية لفشلهما في فهم الوضع المعقد في العراق، وبالتالي وضع خطة ملائمة لاعادة اعمار هذا البلد.
وفي انتقاد عنيف لإيران، اعتبر أن دعم طهران الميليشيات الشيعية في جنوب العراق زاد من تعقيد الوضع فيه وأسفر عن وقوع مئات الاصابات في صفوف الجيش البريطاني.
إلا أن هذا الجنرال البريطاني رأى أن «التحالف»، وعلى رغم هذه الاخفاقات، حقق نجاحا في مهمته، وبالتالي يمكن للجنود البريطانيين أن يعودوا مرفوعي الرؤوس الى بلادهم العام المقبل.
وذكر «أن هذا المسلسل لا يبدأ عام 2003 بل عام 1990 مع احتلال المقبور صدام حسين الكويت، وهو عمل عدواني دولي صريح.
وفي أعقاب ازالة قواته بالقوة من الكويت، مر عقد من ممارسته مزيدا من الوحشية في حق شعبه ومن تحديه لـ 16 قرارا ملزما صادرا عن مجلس الأمن».