بيروت ـ عمر حبنجر
نائب الرئيس الاميركي في بيروت قبل اسبوعين من الانتخابات النيابية اللبنانية، جوزف بايدن الذي وصف في كوسوڤو «بالرجل الطيب» جدد الدعم الاميركي للرئاسة اللبنانية، ولاجراء انتخابات تشريعية حرة ونزيهة، مؤكدا انه لم يأت الى لبنان لدعم شخص او فريق محدد ولكن استدرك قائلا: ان الولايات المتحدة ستقيم برنامج مساعدتها المستقبلية للبنان استنادا الى سياسات الحكومة المقبلة، وبعد انتهاء المؤتمر الصحافي بين بايدن وسليمان في بعبدا، انتقل نائب الرئيس الاميركي الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن ثم زار السراي والتقى الرئيس فؤاد السنيورة برفقة سيسون وعدد من المسؤولين الاميركيين، واختتم زيارته الى منزل النائبة نايله معوض حيث التقى زعماء قوى 14 أذار.
هذا وقد تناقلت وسائل الاعلام اللبنانية امس ان الرئيس اللبناني ميشال سليمان تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الاميركي باراك أوباما اثناء اجتماعه ببايدن.
من جانبه، أبدى حزب الله اللبناني ريبته من الاهتمام الأميركي بلبنان ومن الأسباب الكامنة وراءه، معتبرا ان هذا الاهتمام يشكل تدخلا صريحا في الشأن الداخلي.
ورأى الحزب ـ في بيان له امس تعليقا على زيارة بايدن ـ أن معيار الاهتمام الأميركي بلبنان محكوم بمدخل القضية الفلسطينية لأن الإدارة الأميركية تضع في أولوياتها المطلقة مصلحة إسرائيل وممارسة الضغوط واستدراج التنازلات لمصلحتها.
وشجب الحزب إمعان أميركا في استمرار تطابق مصالحها مع اسرائيل، داعيا المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمتهم الرئيس ميشال سليمان إلى إثارة موضوع شبكات التجسس والخروقات الإسرائيلية واستمرار الاحتلال الإسرائيلي لمناطق لبنانية.
إلى ذلك أطل أمين عام حزب الله السيد نصرالله في خطاب جماهيري كبير اقامه حزب الله في منطقة النبطية بمناسبة عيد المقاومة والتحرير اكد وجوب التعاون على الجميع في مسألة رفع الغطاء عن الجواسيس والعملاء الى اي بلدة وعائلة ومنطقة انتموا وعدم حماية احد وايجاد المبررات والذرائع لهم. مطالبا باسم عوائل الشهداء والجرحى ومن هجروا ودفعوا الضرائب بانزال عقوبة الاعدام بالعملاء.
واضاف نصرالله ان من يتساهل في هذا الامر شريك في سفك دماء اللبنانيين «وفي هذا الموضوع اريد ان كون صريحا وقاسيا: لا تلعبوا لعبة 6 و6 مكرر في القضاء. اقول لكم ابدأوا باعدام العملاء من الطائفة الشيعية».
وتوجه الى بقية الجواسيس والعملاء الذين لايزالون على الارض اللبنانية طالبا منهم تسليم انفسهم الى الاجهزة الامنية عسى ان يساعد ذلك بالتخفيف عن العقوبة.
وعن الملف الانتخابي اكد السيد نصرالله أن كل المناطق اللبنانية معنية بالانتخابات في 7 يونيو لكن أهل الجنوب هم أولى الناس لأن يحضروا بكثافة نهار الاقتراع عند صناديق الإقتراع، وتابع السيد «في جزين كنا حريصين على أن تكون هناك لائحة واحدة للمعارضة لكن تشكلت لائحتان ولكل من الحليفين العزيزين حيثياته وأنا أؤكد ان كلا الحليفين غاليان على قلب كل واحد وواحدة في حزب الله ونحن سنعمل بالتعاون معهما بطريقة تحوز رضاهما بأكبر قدر. وفي جزين أؤكد أن تنافس لائحتين للمعارضة يجب ألا يكون سببا لانكفاء أي من أنصار المعارضة ويجب ان نحضر بقوة لنضمن فوز 3 مرشحين للمعارضة».
زيارة بايدن على اهميتها الدولية والاقليمية، لم تشغل اللبنانيين عن الهم الانتخابي اليومي، ولا عن متابعة الخطب شبه اليومية للسيد حسن نصرالله، الذي نادرا ما يتحدث بهذه الكثافة.
حقيقة أم بالون اختبار؟
وعلى هذا، فقد بدأت قوى 14 آذار الغربلة النهائية للوائحها في بيروت الأولى وكسروان وجبيل وزحلة، حيث تتالت انسحابات المرشحين المنفردين في بيروت والشوف ودوائر الشمال تحضيرا للمواجهة الحاسمة مع قوى الثامن من آذار، حيث لم يطرأ عامل ضاغط يحاكي تخوفات جريدة «الأخبار» القريبة من حزب الله والتي طرحت امس احتمال طرح فكرة تأجيل الانتخابات على الدورة السابعة من مؤتمر الحوار الوطني المقرر عقده في بعبدا مطلع يونيو، على خلفية التحسب لمخاطر محتملة، لم تحدد ملامحها.
وواضح لقوى الأكثرية ان مثل هذا الاحتمال، يصبح مؤكدا حينما يتضح للمعارضة وعلى رأسها حزب الله أن حليفها العماد ميشال عون سيفقد اكثريته النيابية المسيحية، هنا يصبح تأجيل الانتخابات عبر افتعال احداث أمنية في الداخل او في الجنوب باتجاه اسرائيل، امرا واردا.
أما في دائرة كسروان فقد أعلنت امس، وبصورة نهائية، لائحة الائتلاف بين المستقلين ومرشحي 14 آذار بعدما اتفق اعضاؤها على البيان الانتخابي وصفوا خلافاتهم وتنقاضاتهم بمساع وجهود ذاتية وديبلوماسية.
وتضم اللائحة النواب السابقين فارس بويز ومنصور غانم البون وفريد هيكل الخازن وعميد الكتلة الوطنية سجعان قزي.
ومن شأن الافراج عن اللوائح في بيروت الاولى وكسروان ان يعجل بالاجتماع العام لقوى 14 آذار في فندق البريستول، علما ان هذا الاجتماع مرتبط من حيث الموعد بخطاب السيد حسن نصرالله في ذكرى تحرير الجنوب في 25 مايو، وما قد يعلنه فيه على الصعيد الانتخابي والسياسي والأمني، ويرجح ان يعقد الاجتماع، وفق معلومات «الأنباء» في 28 الجاري، حيث ستكون هناك كلمات للقادة تشدد على التصويت للوائح دون اي تشطيب.