هددت كوريا الشمالية بشن هجوم عسكري على شقيقتها الجنوبية، بعد يوم واحد من اعلان سيئول انضمامها إلى المبادرة الأمنية التي تقودها الولايات المتحدة لاعتراض السفن التي تحمل أسلحة الدمار الشامل، مؤكدة انها لم تعد ملزمة باتفاقية الهدنة الموقعة عام 1953 التي وضعت حدا للحرب الكورية.
كما حذرت كوريا الشمالية في بيان عسكري من انه ليس بوسعها ضمان أمن السفن على ساحلها الغربي، وأضاف البيان على لسان الجيش «ان اي عمل معاد تجاه جمهوريتنا، خصوصا توقيف سفننا او البحث عنها سيعتبر انتهاكا لا يغتفر بسيادتنا وسنرد على الفور بضربة عسكرية قوية».
وتابع البيان «ان جيشنا لن يكون ملزما باتفاقية الهدنة مع ادخال الولايات المتحدة دمى (كوريا الجنوبية)» الى المبادرة الأمنية لمكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل».
في المقابل، عبر الرئيس الأميركي باراك اوباما عن ارتياحه لقرار كوريا الجنوبية الانضمام كعضو كامل الى المبادرة الأمنية لمكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل. وجاء في بيان للبيت الابيض «نحن متشوقون للعمل مع الحكومة الكورية الجنوبية من اجل وضع حد لانتشار المواد المرتبطة بأسلحة الدمار الشامل ولتعزيز هذه المبادرة في المستقبل».
تشغيل منشأة البلوتونيوم
جاء التصعيد في موقف بيونغ يانغ بعد كشف إعادتها تشغيل منشأتها لاستخراج البلوتونيوم المستخدم في صناعة القنابل، في تنفيذ لتهديد أطلقته منذ شهر باستئناف العمليات في هذه المنشأة المتقادمة. ونقلت أكبر صحف كوريا الجنوبية «تشوسون البو» عن مصدر حكومي لم تذكر اسمه، وجود «عدة مؤشرات على ان منشآت إعادة المعالجة في يونغبيون استؤنف تشغيلها الذي رصدته اقمار المراقبة الصناعية الأميركية ومن بين هذه المؤشرات البخار المتصاعد من المنشأة».
اختبار صاروخ سادس
كذلك، أجرت كوريا الشمالية تجربة جديدة لإطلاق صاروخ قصير المدى، وهو السادس من نوعه يتم إطلاقه في غضون 3 أيام، كما افادت وكالة انباء يونهاب الكورية الجنوبية.
ونقلت الوكالة عن مصدر في حكومة سيئول طلب عدم الكشف عن هويته ان بيونغ يانغ اطلقت صاروخا قصير المدى في البحر الاصفر. واضاف المصدر بحسب الوكالة ان «اجهزة الاستخبارات تراقب الوضع عن كثب».
وكانت بيونغ يانغ اجرت الاثنين الماضي، تجربة اطلاق اولى شملت 3 صواريخ قصيرة المدى من مواقع قريبة من الساحل الشرقي للبلاد. وذلك في نفس اليوم الذي اجرت فيه تجربة نووية تحت الارض استنكرها المجتمع الدولي بشدة ودانها مجلس الامن الدولي. وأمس الأول اطلق النظام الشيوعي صاروخين آخرين بحسب يونهاب. وبلغ مدى الصواريخ التي اطلقتها بيونغ يانغ امس وامس الاول 130 كلم.
وسبق لبيونغ يانغ ان عمدت مرارا خلال السنوات الفائتة الى القيام بتجارب اطلاق صواريخ في البحر الاصفر او بحر اليابان، وغالبا ما كانت هذه التجارب تحصل في فترات توتر.
ويتزامن اطلاق الصاروخ السادس مع انكباب مجلس الامن على صياغة مشروع قرار من المتوقع ان يفرض عقوبات جيدة على بيونغ يانغ.
اتفاق
في نفس السياق اتفق الرئيسان الكوري الجنوبي لي ميونغ ـ باك والروسي دميتري مدڤيديڤ امس على القيام بمساعي مشتركة في التعامل مع كوريا الشمالية ودعا إلى «رد قوي» من قبل المجتمع الدولي لمعاقبة بيونغ يانغ.
وأوضح لي دونغ ـ كوان المتحدث باسم المكتب الرئاسي الكوري الجنوبي في تصريح نقلته وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية أن الدعوة المشتركة جاءت في محادثة هاتفية بين الزعيمين بعد يومين من إعلان كوريا الشمالية نجاحها في تفجير ثاني قنبلة نووية. وقال المتحدث: «طلب الرئيس لي من نظيره الروسي مواصلة إيلاء القضية اهتماما خاصا حتى يستطيع مجلس الأمن الدولي اتخاذ قرار سريع وقوي ضد كوريا الشمالية». وأوضح المتحدث أن مدڤيديڤ قال إنه وافق على الحاجة إلى اتخاذ قرار جديد وقوي ضد بيونغ يانغ.
من جانبه، أكد مايكل شيفر مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون شرق آسيا أن الولايات المتحدة ستواصل العمل على حل ديبلوماسي مع كوريا الشمالية رغم اختباراتها النووية والصاروخية الاخيرة، وقال لن نغلق الباب امام الديبلوماسية.