بيروت ـ عمر حبنجر
تركزت الانظار على يوم الاحد السابع من يونيو، موعد الانتخابات التشريعية في لبنان، والذي سيرسم المشهد السياسي اللبناني للسنوات الاربع المقبلة.
وقد ارتفعت امس وتيرة الاستعدادات الانتخابية السياسية واللوجستية، وكان اللافت بيان مجلس المطارنة الموارنة، الذي جاء اقل حدة مما كان يتوقعه الموالون، حيث اكتفى بدعوة الناخبين «للصمود بوجه الاغراءات المادية والتأثيرات الخارجية».
وجاء بيان مجلس المطارنة الذي كان يفترض صدوره في نهاية خلوته السبت، ثم عجل موعده لأن قانون الانتخابات يحظر المواقف والحملات الانتخابية في هذا اليوم لافساح المجال للمواطنين كي يفكروا بهدوء، متناسقا مع بيان هيئة الحوار الوطني الذي حث اللبنانيين على الاقتراع ودعاهم الى تقبل النتائج بصورة حضارية، في حين شدد الرئيس سليمان على التقيد بحدود اللياقات.
وتضمن بيان مجلس المطارنة سلسلة توصيات ابرزها تجديد الثقة بالميثاق الوطني الفريد، حيث يعيش اللبنانيون اخوة دون انشقاقات.
أما التوصيات الأخرى فهي: اقبلوا على الانتخابات النيابية بمسؤولية يقتضيها الواجب الوطني الديموقراطي، ومارسوا حريتكم كاملة في خياراتكم محكمين ضميركم المستنير بالمعرفة الصحيحة، وما الضمير الحي سوى صوت الله في داخلنا.
وتابع البيان: تقبلوا نتائج الانتخابات بروح عالية، فالدولة حريصة على تأمين حريتها وسلامتها وبادروا بتهنئة بعضكم بعضا بالفوز، وافتحوا في الايام التالية صفحة جديدة عنوانها لبنان الجديد للجميع وبالجميع.
عون: تغيير إيجابي
إلى ذلك توقع رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون، ان يؤدي نجاح المعارضة الى تغيير سياسي ايجابي في لبنان، لاسيما على صعيدي الممارسات السياسية والاصلاحية.
وعما إذا كان يتوقع مشكلات أمنية، قال عون: نحن نسعى لتحاشي المشاكل، لكني لا أتوقع حدوثها، وقال ان فريق الموالاة يسعى الى زرع الخوف من حزب الله الذي يتهمه بأنه سيستولي على الحكم، ويتهمني بأنني سأقصر ولاية رئيس الجمهورية.
بدوره النائب علي خريس (امل) قال ان المناخ السياسي الذي تنشره بعض قوى السلطة في عملية التشكيك بجدوى المقاومة واستمراريتها مقابل الخطر الاسرائيلي الداهم يسهم في تدني مستوى الممانعة ضد الاحتلال.
النائب السابق زاهر الخطيب والمرشح عن المقعد السني في دائرة الشوف، قال بعد اجتماعه الى حليفه الوزير ماريو عون ان العلاقة مع العماد عون علاقة تحالفية وهو يشكل ضمانة اساسية للوحدة الوطنية.
حزب الله بين بري وعون
وكان العماد ميشال عون التقى في الرابية عضو المكتب السياسي لحزب الله غالب ابوزينب الذي اكد طموح المعارضة للحصول على الاكثرية.
ويبدو ان ابوزينب جاء موفدا من الحزب لمعالجة قضية الخلاف الانتخابي بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والعماد عون، حول الوضع الانتخابي في جزين، حيث يتواجه الرجلان انتخابيا رغم تحالفهما السياسي ضمن نطاق المعارضة التي يقودها العماد ميشال عون.
وكان اعضاء اللائحتين المتنافستين وكلاهما من المعارضة قد تبــادلا الاتهامات، حول ما يصفه العونيون بـ «مصادرة قرار جزين» وهو الشعار الذي رفعه العماد عون وأثار غضب الرئيس نبيه بري.
الحريري يذكّر باتفاق الدوحة
رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري كرر امس الالتزام بالتفاهم الذي تم التوقيع عليه في الدوحة بالنسبة للدائرة الثانية في بيروت، «بالرغم من محاولة بعض الاطراف التملص منه وعدم الايفاء بتعهداتها في هذا الخصوص».
بيد ان الحريري شدد في خطاب انتخابي على التزام تياره بالاتفاق المذكور، ودعا ناخبيه في الدائرة الثانية الى النـــزول بكثافة الى اقلام الاقتراع لانتخاب ممثلهم في المجلس.
وينص اتفاق الدوحة على اختيار النائب السني في هذه الدائرة من مرشحي المستقبل مقابل اختيار الشيعي من حركة امل، وهذا ما وافق عليه حزب الله، لكن تيار المستقبل وجد في استمرار ترشيح المعارضة للنائب السابق عدنان عرقجي بوجه مرشحه الاعلامي نهاد المشنوق اخلالا بهذا التعهد، وقد أثار مفتي الجمهورية الشيخ د.محمد رشيد قباني هذا الأمر خلال لقائه نقابة محرري الصحافة، فرد الرئيس نبيه بري بإيفاد مرشحه في الدائرة الثانية هاني قبيسي إلى دار الفتوى ليؤكد له التزام حركة أمل بالاتفاق.
حزب الله يؤكد التزامه
لكن عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب أمين شري سارع الى التأكيد على ان «الالتزام بالنسبة لنا هو مصداقيتنا، وليس له لزوم هذا الضجيج الإعلامي، وخلال 48 ساعة ستبلغ آليتنا الانتخابية بقرارنا وسيكون الفوز لنهاد المشنوق وهاني القبيسي»، مؤكدا انه «لا يمكن لأحد ان يلزمنا بآلية معينة ولكن نحن ملتزمون بالوصول الى النتيجة وهي فوز قبيسي والمشنوق».
شري، وفي حديث الى «الجديد»، أكد «تجاوز الضجيج والحملة الاعلامية التي يشنونها»، مضيفا ان «حزب الله» يعتبر اي مرشح في المعارضة هو مرشحا لـ «حزب الله».
المستقبل وغطاس خوري
الى ذلك، دعا رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري جميع مؤيدي ومناصري تيار «المستقبل» في إقليم الخروب، الى الاقتراع للائـــحة الشوف بكامل اعضائها واعتــــبار اي مرشح خارج عن هذه اللائحة بأنه لا يعبر عن إرادة تــيار «المستقبل» ولا عن توجه رئيـــسه، بعدما كان النائب الحريري طلب في وقــــت سابق من جميع المرشحــــين المنخرطين في التيار، الانسحاب من خوض غمار الانتخابات النيابية، في حال تعارض ترشيحهم مع تحالفات تيار «المستقبل» والتزاماته مع القوى السياسية الأخرى.