أغلق حي «سورا» في ضواحي سريناغار كبرى مدن كشمير، نفسه أمام قوات الأمن في تحد لقرار الهند المثير للجدل بإلغاء الحكم الذاتي للشطر الهندي من كشمير ذات الغالبية المسلمة في الخامس من اغسطس الجاري.
وأقام سكان الحي الذين يسمونه «غزة كشمير» حواجز من الصفيح وألواح الخشب وخزانات الوقود وأعمدة خرسانية.
كما حفروا خنادق وحفرا في الشوارع للحيلولة دون دخول قوت الأمن إلى حيهم وسط احتجاجات يومية ضد الهند، وبثوا شعارات حماسية تدعو إلى «التحرير».
وقال مفيد وهو من سكان الحي وتطوع لحراسته ليلا لوكالة فرانس برس «لا يمكنهم الدخول إلى سورا إلا على جثثنا.
لن نعطي الهند شبرا من الأرض».
وأضاف «مثلما تقاوم غزة إسرائيل، سنقاتل من أجل وطننا بكل قوتنا».
وتحيط قوات الأمن من ثلاث جهات بحي سورا المكتظ بالسكان ويضم أكثر من ألفي منزل والواقع على ضفاف بحيرة.
وبات المسجد الشهير جناب صائب نقطة تجمع لآلاف المحتجين في الحي.
وكل ليلة، يسير السكان عبر ممرات الحي الضيقة حاملين الكشافات بجوار كتابات على الجدران تقول «الحرية لكشمير» وأخرى تطالب الهند بالتراجع عن قرارها.
ويتناقل السكان المحليون الرسائل سريعا إذا رصدوا أي حركة للشرطة على الطريق السريع الرئيسي خارج سورا.
وحاولت الشرطة التي نشرت طائرات مسيرة وطائرات مروحية، الدخول إلى سورا ثلاث مرات على الأقل ولكن تم صدهم من قبل شباب رشقوا عناصرها بالحجارة، وبعضهم مسلح بالفئوس والحراب.
ومع علمهم بأساليب الشرطة في تفريق الاحتجاجات، يستخدم المحتجون المياه المالحة لغسل وجوههم بعد إطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الفلفل الحار كما يرتدون خوذا ونظارات لحماية أنفسهم من طلقات الخرطوش.
وحي سورا هو مسقط رأس رئيس وزراء كشمير السابق الشيخ محمد عبدالله، الذي وافق على الانضمام إلى الهند كولاية تتمتع بحكم ذاتي.
وأدار حزبه المؤتمر الوطني، الذي حاول الحصول على مزيد من الحكم الذاتي تحت حكم الهند، المنطقة منذ أكثر من ثلاثة عقود، وشغل ابنه فاروق عبدالله وحفيده عمر عبدالله منصب رئيس الوزراء.