٭ ترتيب البيت الداخلي: في التحرك الأخير لحزب الله حيال حلفائه من أجل إعادة ترتيب شؤون البيت الداخلي، تم التأكيد على التمسك بحكومة الرئيس ميقاتي والمحافظة عليها، والحؤول دون تعريضها لأي خطر لأنها الحكومة البديلة من وجود الحريري في السلطة. يقول الحزب إنه لم يطح حكومة الحريري كي يأتي بسواها لا تصمد، أو كي يعيد فتح الأبواب أمام عودة ثانية للحريري، بل من أجل ألا يعود الى الحكم أبدا. وهو مغزى رهانه على ميقاتي ودعمه وتجاوز التباين في الرأي معه، وأحيانا على خيارات مؤلمة للحزب كتمويل المحكمة الدولية.
٭ عقلية «القطعة»!: حول الموقف من الحكومة وطريقة التعاطي معها يقول مصدر بارز في تكتل الإصلاح والتغيير: «نتعامل على القطعة، كل جلسة بجلسة وكل موقف بموقف وكل مشكلة بمشكلة، لأسباب عدة، أولا: لأنهم يعتبروننا من خارج التركيبة، ثانيا لأن دخولنا الى هذه التركيبة كمسيحيين أقوياء في تكتل كبير وبعدد كبير من الوزراء لا يريح بل «ينقز» بعدما اعتادوا من التسعينيات على التعامل مع المسيحيين كأطراف وليس كمجموعة كبيرة مكونة لتمثيل كبير شعبي ونيابي. العقلية لم تتغير لأن المشكلة في النظام. وبالتالي نتعامل مع هذه العقلية بهذه العقلية، أي بعقلية «القطعة».
٭ موقف الصفدي من المشروع «الأرثوذكسي»: توقفت أوساط سياسية مراقبة باهتمام عند الموقف اللافت والمدعم بالمنطق الوطني والسياسي مكثف الذي أدلى به وزير المال محمد الصفدي إزاء ما آل إليه اجتماع بكركي الأخير من توافق ماروني على الطرح الأرثوذكسي بالنسبة لقانون الانتخابات، مستغربا أن يتجه الفكر السياسي المسيحي في لبنان الى عزل المسيحيين عن شركائهم في الوطن بدافع الخوف على الذات. ووردت في هذا الموقف النقاط التالية:
ـ إن الهواجس المشروعة للمسيحيين لا يبددها قانون انتخابي يكرس المذهبية والطائفية، لأن قانونا كهذا سيأتي بالمتطرفين داخل كل مذهب، وعندها سيزداد القلق لدى المسيحيين ولدى كل المؤمنين بمشروع الدولة المدنية الضامنة لحقوق المواطنين بغض النظر عن دينهم وطائفتهم.
ـ إن ما يعرف بالطرح الأرثوذكسي يمكن تفهم دوافعه، لكن لا يمكن تبريره أو القبول به لأنه يقضي على مبرر وجود لبنان كدولة متنوعة.
ـ لابد من التفكير في مشروع يجعل اللبنانيين ينتخبون نوابهم على أساس الحزبية السياسية، تمهيدا لإلغاء الطائفية على جميع المستويات وهذا ما يوفره قانون الانتخابات على قاعدة النسبية في الدوائر المتوسطة أو الكبرى.
ـ الحفاظ على الخصوصيات الثقافية يكون بإقرار قانون اللامركزية الادارية الذي يحقق التنمية المناطقية ويعطي للمناطق هامشا واسعا في الإدارة الذاتية من ضمن الوحدة السياسية للدولة اللبنانية.
٭ طغيان حضور 14 آذار في ذكرى العيد الوطني القطري: بمناسبة العيد الوطني لدولة قطر، ذكرى تولي «مؤسس قطر الحديثة» الشيخ جاسم بن حمد بن ثاني الحكم، أقام سفير قطر في بيروت سعد بن علي المهندي حفل استقبال في فندق الفينيسيا حضره حشد واسع ومتنوع من الشخصيات السياسية (مع طغيان لون 14 آذار السياسي هذا العام) والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية، ومثل نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل الرؤساء الثلاثة.
ألقى السفير المهندي في المناسبة كلمة مقتضبة ومعبرة، عباراتها منتقاة بعناية، شدد فيها على متانة العلاقات اللبنانية ـ القطرية التي كانت ولاتزال تنطلق من معاني الأخوة العربية الأصيلة ومن اقتناعات الوقوف الى جانب لبنان وشعبه.
وأكد حرص قطر الدائم على «استمرار الحوار الوطني كوسيلة وحيدة لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار».
وأشار السفير القطري الى «ما بلغته دولة قطر من تطور وتقدم وما حققته من نهضة اقتصادية مؤثرة وحركة تنموية شاملة تقف على أرضية صلبة جعلت من قطر رائدة تساهم بفاعلية والتطور في منطقتها ومحيطها وفي العالم مع المحافظة على أصالتها وتقاليدها. منوها بدور الجالية اللبنانية في قطر ومحييا الحضور القطري المميز في لبنان.