- موقع أميركي ينقل عن الرئيس اللبناني استمرار حزب الله في وجه الاستفزازات الإسرائيلية.. والإعلام الرئاسي يعتبر الكلام المنقول غير دقيق
بيروت ـ عمر حبنجر
عكس الرئيس ميشال عون في خطابه امام الامم المتحدة الاجماع اللبناني على رفض توطين النازحين او اللاجئين، مهما كان الثمن، وان القرار في هذا الشأن يعود الينا وليس الى غيرنا، الى جانب ارتياح البعض للنبرة الحاسمة التي تميز بها خطاب الرئيس فيما بدا ردا على خطاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب بمعزل عن تصحيح ترجمة خطابه والتي جاء فيها ان ترامب كان يتحدث عن التوطين في اطاره الواسع.
وردا على سؤال لموقع «مينيتور» الاميركي، قال الرئيس عون: وضعنا خطتنا لعودة النازحين، ودور حزب الله مستمر نظرا لأن اسرائيل تستفز لبنان، مُذكرا بخرقها الاجواء اللبنانية عندما ضربت موقعا عسكريا سوريا في مصياف واخترقت طائراتها جدار الصوت فوق صيدا خلال مناوراتها العسكرية الاضخم مؤخرا.
واضاف: ان حزب الله بات يشكل احد مكونات الازمة الاقليمية، وعلينا حل مشكلة الحزب كجزء من حل اكبر لازمات الشرق الاوسط، لاسيما في سورية.
وردا على المطالبة الاميركية بتوسيع مهمات اليونيفيل في جنوب لبنان، قال: ان مهمة اليونيفيل مراقبة وقف اطلاق النار، ولا يمكن تفويضها بمهمة قتالية او بتفتيش منازل السكن.
ولاحقا، قال مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ان الحديث المنسوب للرئيس عون تضمن مواقف غير دقيقة وان بعضها اتى خارج سياق العرض.
البعض يخشى من تعقيدات، قياسا على ارتباكات الحكومة حيال الملفات الاساسية الاخرى، وبينها كيفية التعاطي مع النظام السوري، وآخر تجليات هذا الموضوع لقاء وزير الخارجية جبران باسيل مع وزير الخارجية السورية وليد المعلم وممثل سورية في الامم المتحدة بشار الجعفري بناء على طلب باسيل، حيث جرى الحديث عن موافقة الجانب السوري على عودة النازحين، لكن المعلم استمهل لترتيب بعض المسائل على الساحة السورية الداخلية، واكد الطرفان على ان العلاقة القائمة حاليا هي علاقة بين البلدين.
هذا اللقاء لفت الانتباه الى تغريدة للنائب وليد جنبلاط سبقت اللقاء، وكأنها توقعته، حيث قال: لن نقبل بعودة العلاقات اللبنانية ـ السورية الى سابق عهدها من الوصاية.
وتحدث جنبلاط عن شياطين التفاصيل بنبرة تحذيرية، مستخدما كلمات لها دلالات قد توحي بأنه يقصد وزير الخارجية جبران باسيل شخصيا برفضه ان تكون وزارة الخارجية مسؤولة عن تصويت المغتربين بدلا من وزارة الداخلية.
ويمكن ربط حدة هذه التغريدة بتوتر الاجواء الانتخابية بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر، والتي من دلالاتها القطيعة الحاصلة بين الرئيس ميشال عون والنائب وليد جنبلاط والتي تظهرت بغياب عون عن مقر الرئاسة الصيفي في بيت الدين مكتفيا بزيارة ليوم واحد، لم يفسح فيها مجال استقبال جنبلاط له على رأس وفد شوفي كما درجت العادة.
ويمكن ادراج زيارة مشايخ عقل الموحدين الدروز في سورية الى الوزير السابق وئام وهاب كدعم من النظام السوري لوهاب العازم على ترشيح نفسه لاحد المقعدين الدرزيين في الشوف بوجه زعامة جنبلاط.
وقد سعت دمشق الى مصالحة وهاب مع الوزير الدرزي الآخر طلال ارسلان تعزيزا للجبهة المعارضة لجنبلاط، لكن يبدو ان ارسلان يجد مكانه في صف التحالف الانتخابي مع زعيم المختارة.
وبالعودة الى خطاب الرئيس عون في الامم المتحدة، لفتت اوساط ديبلوماسية متابعة لـ «الأنباء» الى نقطتين: الاولى ان مركز حوار الحضارات والاديان الذي اقترح الرئيس عون على الامم المتحدة اقامته في لبنان موجود مثيله في المملكة العربية السعودية، وقد اسسه خادم الحرمين الشريفين المغفور له باذن الله تعالى الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
والثانية فكرة اقامة «سوق اقتصادية مشرقية مشتركة»، وسألت المصادر: لماذا مشرقية وليست عربية مثلا؟ هل لأن الغرض ادخال دول غير عربية في هذه السوق؟ ام للاستقلال عن دول المغرب العربي؟ ام هي العودة الى منطق تحالف الاقليات المشرقية الاتنية والطائفية؟
هاتان النقطتان ستكونان محل نقاش سياسي الاسبوع المقبل.
امنيا، نفذ حزب الله انتشارا واسعا في الضاحية الجنوبية وبعلبك والجنوب مع بدء ايام عاشوراء تحسبا لتحرك الخلايا الانتحارية النائمة، وقد اقفلت الطرق الى مجالس العزاء.
وفي كلمة له في المجلس العاشورائي المركزي في الضاحية، قال الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله: اننا لسنا هواة حرب وقتال، لكن لو كان تكليفنا ان نقاتل فسنقاتل حتى لو وقف بوش وترامب واسرائيل وكل العالم امامنا، فكل الذي امامنا لا يخيفنا.
وقال: المقاومة وسيلة لتحقيق هدف ولا يجوز ان نتحول الى هدف.
وفي السياق الامني، رصدت الاجهزة والكلاب البوليسية سيارة محملة بمواد قابلة للاشتعال في طريق موكب وزير الداخلية نهاد المشنوق عند جسر فؤاد شهاب، ما اضطره الى تغيير طريقه ليتبين لاحقا ان المواد المخشي منها للتنظيف المنزلي.
وكشف النقاب امس عن مقتل احد عناصر الامن الخاص بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في عملية تصفية، كما رددت بعض مواقع التواصل.
ونقلت اذاعة «صوت لبنان» عن الموقع ان موسى محمد وهبي، وهو احد المرافقين الدائمين للسيد حسن نصرالله، قد قتل الاسبوع الماضي في عملية «تصفية داخلية»، وانه كان يمتلك معلومات مهمة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.