- بري لديفيد هيل: مثلنا مثلكم.. لا عندكم حكومة ولا عندنا
بيروت ـ عمر حبنجر
العاصفة المناخية الجديدة بلغت اشدها عصر امس، مجتاحة برياحها العاتية السواحل اللبنانية من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال، ومعيدة النفايات الملقاة في البحر الى الشواطئ، ومهددة العديد من المنازل والمنشآت المتخطية للحدود البحرية.
والعاصفة السياسية توزعت بين بكركي، حيث عقد اللقاء التشاوري الماروني تحت مظلة الخوف على الوحدة الوطنية والدستور والكيان، وبين الارتدادات السياسية للمواجهة الديبلوماسية الاميركية ـ الايرانية التي شهدتها بيروت يوم الثلاثاء الماضي بين مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد هيل والسفير الايراني محمد جلال فيروزنيا، عبر منبر «بيت الوسط» مقر رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري.
فمنذ الصباح، تحولت الانظار الى مقر البطريركية المارونية في بكركي، حيث انعقد اللقاء التشاوري الماروني بدعوة من البطريرك الراعي، حيث حضر اللقاء 34 شخصية من اصل 36 تمت دعوتهم، فيما اعتذر رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع وزوجته النائب ستريدا بداعي السفر، ومثله في اللقاء النائب جورج عدوان، كما حضر 14 نائبا من تكتل لبنان القوي برئاسة الوزير جبران باسيل و6 نواب من تكتل الجمهورية القوية و3 نواب من كتلة حزب الكتائب ونائبان من كتلة المردة ورئيس المردة سليمان فرنجية.
وعلمت «الأنباء» ان اعتذار د.جعجع شخصيا مردود لعدم التشاور المسبق معه من جانب بكركي، اضافة الى ما يقال ان هذا اللقاء اقترحه الوزير باسيل وهو ما لم تؤكده مصادر بكركي، بيد ان اجواء القلق خيمت على اللقاء، كما على كلمة الافتتاح التي القاها البطريرك الراعي «القلق على الوحدة الوطنية»، مما يطرح في الساحة السياسية من المؤتمر التأسيسي الى المثالثة الى انتهاك اتفاق الطائف، وبالتالي الدستور الذي انبثق منه لمصلحة اعراف وممارسات مخالفة له، في اشارة ضمنية الى ما حصل في موضوع مشاركة ليبيا في القمة الاقتصادية العربية.
وتوقف بعض المشاركين امام دعوة مقربين من حزب الله عبر قناة «الجديد» الى المؤتمر التأسيسي الذي كانت ايران طرحته في بداية «الربيع العربي» والى «المداورة» في رئاسة الجمهورية وليس المثالثة وحسب.
كما تناول المجتمعون الصراعات الزعاماتية بين القيادات المارونية، لكن البطريرك الراعي الذي ارجأ سفره الى الولايات المتحدة الاحد الماضي الى 6 فبراير المقبل، حرص في كلمته على القول ان هذا اللقاء هو من اجل لبنان وكل اللبنانيين «وانه ليس في نيتنا اقصاء احد او التباحث في أمور خاصة لنا دون سوانا، ونرغب ان يكون هذا اللقاء ملتئما بصورة دائمة كي ندرأ الخطر عن الوطن الحبيب ونعمل مع كل مكوناته المسيحية والاسلامية على حمايته، كيانا ومؤسسات وشعبا ليستعيد مكانته العربية والدولية، ويثبت هويته ونظامه وخصوصيته».
رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رد على مداخلة للنائب زياد اسود (التيار الوطني الحر) بقوله: لم نأت الى هنا لدعم الثلث المعطل لرئيس الجمهورية، والحكومة بتمشي اذا تخلى التيار الحر عن اسم واحد، يجب التخلي عن الوزير الحادي عشر، لأن حزب الله صبور ولن يتراجع.
نواب التيار قالوا انهم لم يطالبوا بالثلث المعطل وان هذا ان حصل فهو مكسب لجميع المسيحيين.
وتحدث نواب عن سجال خلال اللقاء، لكن النائب آلان عون نفى السجالات، واشار الى تبادل وجهات النظر.
وقد شكلت لجنة لاعداد البيان الختامي للقاء من النواب: جورج عدوان، ابراهيم كنعان، سامي الجميل، اسطفان الدويهي، فريد الخازن، هادي حبيش وبحضور المطران سمير مظلوم.
على صعيد المواجهة الاميركية ـ الايرانية في بيروت، اكدت مصادر معنية ان زيارة السفير الايراني لبيت الوسط لم تكن من قبيل الرد على زيارة ديفيد هيل، وانما هي مقررة سابقا.
الرئيس نبيه بري قال في لقاء الاربعاء النيابي امس انه تناول موضوع الحكومة مع هيل، ردا على سؤال ممازحا بقوله: مثلنا مثلكم، لا انتم في اميركا عندكم حكومة ولا نحن عندنا حكومة.
وطالب بري بترسيم الحدود اللبنانية الجنوبية برا وبحرا، وليس في البر فقط كما ترى واشنطن واسرائيل، ان يطرح هذا الموضوع سريعا على اللجنة الثلاثية التي ترعاها الامم المتحدة في الناقورة.