تنفس نحو 4 ملايين سوري يقطنون منطقة خفض التصعيد في شمال غرب سورية ولو الى حين، بعد أن أسفرت المفاوضات الماراثونية في أروقة مجلس الأمن الدولي عن إقناع روسيا بتمديد تفويض إرسال المساعدات الانسانية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا والتي كان يفترض ان تنتهي أمس.
غير ان الفرحة ستكون مؤقتة على ما يبدو، اذ تعارضت تأويلات القرار 2165، حيث تصر روسيا على أن التمديد هو لستة اشهر فقط قابلة للتجديد في ضوء تقرير مرتقب لأمين عام الأمم المتحدة في نهاية العام، بينما تقول الولايات المتحدة هو لعام واحد.
وهنا اختلف الديبلوماسيون أيضا، إذ يؤكد بعضهم عدم وجوب التصويت مجددا على نص جديد بعد ستة أشهر، بينما رأى ديبلوماسيون آخرون أنه لا مفر من هذا التصويت.
ونددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بيان بالإبقاء على معبر حدودي واحد، فيما أعربت منظمة اوكسفام عن الخشية من «مستقبل غامض» مع التمديد «لستة اشهر» فقط.
عمليا سيبقى المعبر الذي يمثل شريان الحياة الوحيد لسكان المنطقة مفتوحا للأشهر الستة المقبلة، وتقنيا تلوح في الأفق معركة ديبلوماسية جديدة بعد انقضاء هذه المدة.
وقد سبق ان قدمت الدول الغربية تنازلا لموسكو، حيث كانت تريد زيادة عدد المعابر وإضافة معبر اليعربية مع العراق الى منافذ إيصال المساعدات لكنها سحبت الاقتراح لمنع استخدام الفيتو الروسي.
وبعيدا عن هذا الخلاف، رحب الاتحاد الاوروبي بقرار تمديد العمل بآلية إيصال المساعدات عبر الحدود السورية - التركية،.
وقال الممثل الاعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ومفوض الاتحاد الاوروبي لإدارة الأزمات يانيس لينارسيك في بيان مشترك أمس انه «أمر حيوي لأنه لا يوجد بديل مناسب لتلبية الزيادة المتزايدة للاحتياجات الانسانية في سورية».
كما رحبت تركيا المعنية مباشرة بهذا القرار. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان «تعد مساعدات الأمم المتحدة المرسلة عبر معبرنا الحدودي ضرورية لاستمرار الاستجابة الفعالة للأزمة الإنسانية في سورية ومن أجل الاستقرار والأمن الإقليميين».
وأشار السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نبينزيا إلى أن الاتفاق «تاريخي».
وقال «للمرة الأولى، لا تكتفي روسيا والولايات المتحدة بالاتفاق، ولكنهما تقدمتا أيضا بنص مشترك يؤيده كل الزملاء في المجلس».
وأضاف «نتمنى أن يشكل هذا السيناريو نقطة تحول لا تستفيد منها سورية فحسب، وإنما أيضا كافة منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره».
وأكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد أنه «من المهم أن الولايات المتحدة وروسيا تمكنتا من التشارك في مبادرة إنسانية تخدم مصالح الشعب السوري».
بدوره، رحب أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بالقرار ولكن من دون أن يتناول مسألة المدة الزمنية للتمديد.