- نشطاء المعارضة يدعون إلى الإضراب العام اليوم ومظاهرات حاشدة في «جمعة أسرى الحرية» غداً
بعد يوم على انتهاء اللقاء التشاوري للحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس بشار الأسد، واصلت السلطات الأمنية السورية حملة اعتقالاتها في صفوف المتظاهرين المناهضين للحكومة، بينما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الأسد فقد شرعيته لتقاعسه في إنجاز تحول ديموقراطي في بلاده لكنه لم يصل إلى حد المطالبة صراحة بتنحيه عن الحكم.
وقد جدد النشطاء المعارضون الدعوة الى تنفيذ اضراب عام اليوم الخميس، وإلى تظاهرات حاشدة غدا تحت مسمى جمعة «أسرى الحرية»، في حين استمرت المظاهرات الليلية في عدد من المحافظات لاسيما ادلب وحمص ودير الزور وريف دمشق، كما نظم مجموعة من النشطاء والمثقفون والفنانون السوريون مسيرة سلمية في منطقة الميدان أمس تضامنا مع الشعب السوري ومطالبه.
وشارك بالمظاهرة التي انطلقت من امام جامع الحسن المئات من المثقفين والفنانين المعارضين السوريين ومن ابرزهم الفنان والممثل السوري خالد تاجا والمخرج نبيل المالح والفنان فارس الحلو والناشطون رياض سيف وفايز سارة ومازن درويش.
وقال عبدالكريم ريحاوي الذي شارك بالمظاهرة ان القوات الأمنية تصدت للمتظاهرين ومنعتهم من الخروج وعملت على تفريقهم بالقوة واعتقلت 20 شخصا عرف منهم الممثلان الأخوان ملص والكاتبة ريما فليحان والممثلة مي سكاف والمؤلفة يم مشهدي والممثل فادي زيدان والمخرج نضال حسن وسارة الطويل واياد شربجي والمصورة غيفاره نمر ومحمد زاكر الخليل.
وبدأت المظاهرة بالنشيد الوطني السوري وهتافات (الله سورية حرية وبس.. سلمية سلمية).
وعلى اثر تفريق القوات الأمنية لمظاهرة المثقفين خرجت مسيرة أخرى حمل فيها المشاركون لافتات وشعارات مؤيدة للرئيس بشار الأسد.
وقال بيان للمثقفين نشر على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إن «انتفاضة شعبية انطلقت منذ 4 شهور في الداخل السوري جاءت كنتيجة طبيعية للقهر والظلم الذي عاشه المواطن السوري على مدى عقود، وقد أخذت هذه الانتفاضة طابعا مدنيا حضاريا سلميا رفع بالمجمل شعارات الحرية والوحدة الوطنية لكن هذا الحراك المشروع المكفول بحكم القانون قوبل من قبل السلطات بشتى أنواع العنف والقمع واستباحت فيه كل المحرمات فسقط ما يناهز 1800 شهيد بينهم 82 طفلا واعتقل ما زاد على 12000 مواطن».
وأشار إلى أن «المثقفين والفنانين والصحافيين السوريين يعتبرون أنفسهم أفرادا من هذا الشعب العظيم وهم منسجمون كل الانسجام مع تطلعاته ومؤيدون لمطالبه المشروعة وحقه الكامل في العيش في ظل دولة عادلة وعصرية يحكمها القانون وتكفل حرية الأفراد».
واعتبر المثقفون أنه آن الآوان كي يقولوا كلمتهم بهذا المقام والنزول إلى الشارع إلى جانب الذين قدموا من دمائهم الكثير ليجلبوا الحرية.
وأضاف البيان أن المثقفين السوريين «قرروا الخروج بمظاهرة سلمية تطالب بالوقف الفوري والنهائي للحل الأمني ولاستخدام العنف بالشارع بحق المتظاهرين السلميين والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم ومطالبهم بحرية كاملة وفق ما نصت عليه المادتان 25 و26 من دستور الجمهورية العربية السورية».
ودعا الى «معاقبة ومحاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوري بمحاكمات عادلة ومعلنة» كما دعا إلى «إيقاف التحريض والهجمة الإعلامية التي يشنها الإعلام المحلي على المواطنين المطالبين بالحرية وعلى المثقفين والإعلاميين السوريين الذين أعلنوا مواقف أخلاقية ومبدئية من هذا الحراك الشعبي».
وطالب «السماح للإعلام العربي والعالمي والمستقل بتغطية الأحداث في البلاد بحرية كاملة لنقل الحدث على حقيقته».
كما طالب «بالإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين سواء الذين اعتقلوا في السابق ومازالوا أسرى السجون السورية أو جراء الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد والذين كان من بينهم الكثير من المثقفين والجامعيين».
ودعا البيان «قوى المعارضة الوطنية في الداخل والخارج والتي تنشط خارج حسابات وأجندات القوى الخارجية الى توحيد صفوفها والخروج بتصور مشترك للدولة المدنية الديموقراطية التي نحلم بها جميعا».
واعتبر أن «الدعوة للتظاهر هي بمثابة إخطار للسلطات السورية لاسيما أنها تسمح يوميا بعشرات المسيرات المؤيدة التي تخرج دونما ترخيص في كل المحافظات السورية وتمدها بكل الدعم الذي تتطلبه».
وحمل البيان السلطات السورية كامل المسؤولية في حال تم التعرض للمظاهرة بأي سوء من أي جهة كانت.
وقال رامي عبدالرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان في اتصال مع «فرانس برس» «كان من المقرر تنظيم تظاهرة للمثقفين في حي الميدان امام جامع الحسن في دمشق، وقبل انطلاق التظاهرة بدقائق تم اعتقال 20 شخصا في الميدان».
واوضح عبدالرحمن ان من ضمن المعتقلين «الفنانة السورية مي سكاف والناشطة ريما صليحان، وقد وضعوا جميعا في باصات للأمن».
وقال عبدالرحمن ان المثقفين دعوا الى التظاهرة بهدف «وقف العمليات العسكرية والأمنية ضد المتظاهرين والافراج عن معتقلي الرأي والضمير والسماح بالتظاهر السلمي وتغيير المادة 8 من الدستور التي تقول ان البعث هو الحزب القائد للدولة والمجتمع ومواد اخرى تعطي الرئيس صلاحيات واسعة»، وأضاف انهم يطالبون كذلك بصوغ «دستور عصري وحضاري يتناسب مع المرحلة».
من جهتها، اتهمت «المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان» السورية السلطات باستمرارها القيام بحملة اعتقالات ضد معارضيها رغم إعلان اللقاء التشاوري في دمشق ضرورة صون حقوق الإنسان في سورية ودعوته الى الإفراج عن كل معتقلي الرأي.
وقالت في بيان تلقت وكالة «يونايتد برس انترناشونال نسخة منه أمس ان السلطات السورية تواصل «حملتها واعتقالاتها المتواصلة للمواطنين السوريين الأمر الذي يصعد الأزمة ويجعل الخروج منها أعقد».
وأوردت المنظمة في بيانها أسماء أكثر من مائة شخص قالت انه تم اعتقالهم مؤخرا، وحملت المنظمة «النظام السوري جراء انتهاكاته لحقوق الإنسان تكاليف باهظة».
واضاف البيان «في حين يشير مؤتمر الحوار التشاوري الذي عقده نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الى حقوق الإنسان ويحض في بيانه الختامي على ضرورة إعلاء قيمة حقوق الإنسان وصونها وفق أرقى المعايير الدستورية والإنسانية والعصرية والتوصية بإنشاء مجلس أعلى لحقوق الإنسان في سورية تؤكد الوقائع على الأرض انتهاك هذه الحقوق على نحو أبشع يوميا».
وفي السياق، قال نشطاء سوريون أمس إن عشرات المحتجين أصيبوا في بلدة الزبداني جنوب غرب سورية خلال مهاجمة قوات الأمن تظاهرة سلمية الليلة قبل الماضية.
ونقلت منظمة «آفاز» الحقوقية عن شاهد عيان القول إن قوات الأمن بدأت بإلقاء الغاز المسيل للدموع ثم قامت بإطلاق النار على المتظاهرين.
وأوضح أن عدد المصابين لم يتضح على وجه الدقة بسبب الظلام، كما أن أهالي معظم المصابين يرفضون نقلهم إلى المستشفيات خوفا عليهم. في الوقت نفسه أعلنت لجان التنسيق المحلية أن عدد المعتقلين في مختلف أنحاء البلاد تجاوز خمسة عشر ألف شخص.
تولاي هارون: عبرنا عن غضبنا برشق السفارة الأميركية بـ «البندورة».. ورغدة: أنا مع الرئيس الأسد حتى آخر قطرة من دمي
قالت الفنانة السورية تولاي هارون: «انها شاركت في الاحتجاجات أمام السفارة الأميركية في دمشق للتعبير عن رفضها لما اعتبرته تدخلا خارجيا في بلادها».
وأضافت تولاي بحسب موقع «رادار» على الرغم من ان قوات حفظ النظام طلبت منا ان نتروى ونضبط أعصابنا كي يكون اعتصامنا سلميا، نقدم من خلاله رسالتنا بصورة راقية، الا اننا لم نضبط أعصابنا وعبرنا عن غضبنا برشق السفارة بالبندور.
وفي الوقت الذي أكدت فيه الفنانة السورية وجود مجموعة من الفنانين في الاعتصام، مثل لورا أبوأسعد وسحر فوزي، أشارت الى انهم شاركوا بالاعتصام بشكل طوعي، ولم تكن المشاركة مبنية على طلب نقابة الفنانين أو غيرها. وأوضحت تولاي هارون ان أهم مطالب المعتصمين امام مقر السفارة تجلت في المطالبة برحيل السفير الأميركي، الذي اتهمه المتظاهرون بمحاولة زرع الفتنة بين أبناء الشعب السوري بزيارته لمدينة حماة التي تشهد احتجاجات متصاعدة ضد نظام بشار الأسد. ولفتت هارون الى ان أعداد المحتجين لم تتجاوز عشرين شخصا في بداية الاعتصام، إلا انهم سرعان ما تزايدوا بسرعة لتصل أعدادهم الى الآلاف خلال ساعة، مشيرة الى انها انتقلت بعد هذا الاعتصام الى اعتصام في ساحة «باب توما». واعتبرت الفنانة ان مشاركتها بالاعتصامات منذ بداية الاحتجاجات السورية وتفاعلها هو أقل واجب من الممكن ان تقوم به تجاه وطنها، وأضافت «من المفترض ان يقدم الفنان رسائل وطنية لبلده الذي أعطاه كثيرا، وحان الوقت لأن يرد له الجميل بدوره».
رغدة: أنا مع الرئيس الأسد حتى آخر قطرة من دمي
من جهتها أعلنت الفنانة رغدة أنها مع الرئيس بشار الأسد حتى آخر قطرة من دمها قائلة: «هو قائدنا إلى الأبد وعليه التخلص من بعض الفاسدين حوله الذين يشكلون عبئا عليه» بحسب ما نقله عنها موقع «التيار» اللبناني. وعن موقف أصالة من النظام تعلق رغدة: «أصالة كذابة وأصبحت اليوم خليجية، يعلمونها هناك ما يجب أن تقول، أنصحها بالنزول للتظاهر في ساحة المرجة».