- مخاوف من استنساخ مصير نمرود والموصل في المدينة
اقترب تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أمس من مدينة تدمر الأثرية الواقعة في وسط سورية في ظل استمرار المعارك العنيفة بينه وبين قوات النظام في المنطقة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ولجأت إلى تدمر 1800 عائلة هربا من المعارك التي تسببت في مقتل اكثر من 110 مقاتلين من الطرفين خلال اليومين الماضيين، بحسب المرصد.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المرصد قوله إن مقاتلي التنظيم الذين وصلوا حتى بعد كيلومترين من المدينة التاريخية الواقعة في محافظة حمص، مشيرا إلى أن الاشتباكات دارت في محيط تدمر من الجهة الشرقية.
وقالت مصادر اخرى في المعارضة إن داعش دخل بعض الأحياء هناك.
وجاءت اشتباكات الأمس بعد أن تمكن مقاتلو «داعش» من السيطرة على بلدة السخنة التي تقع على طريق سريع يربط محافظة دير الزور أحد معاقل التنظيم، بمدينة تدمر الخاضعة لسيطرة قوات النظام.
وأعلن التنظيم على مواقع إلكترونية تابعة له «تحرير مدينة السخنة بشكل كامل (...) ما أدى إلى فتح الطريق الدولي بين ولايتي حمص والخير»، وهي التسمية التي يطلقها على محافظة دير الزور.
ونشر التنظيم صورا تظهر مقاتلين منه في مواقع عسكرية قال إنها كانت لقوات النظام. كما نشر صورا أخرى لأسلحة وذخائر وقذائف موضبة في صناديق قال إنها «غنائم» حصل مقاتلوه عليها بعد سيطرتهم على الحواجز العسكرية.
وبدوره قال محافظ حمص طلال البرازي لوكالة فرانس إن «1800 عائلة من بلدة السخنة فرت إلى مدينة تدمر» اثر احتدام الاشتباكات امس الأول.
وأشار إلى إيواء العائلات النازحة في ثلاثة مراكز في المدينة.
وأكد المرصد من جهته نزوح عدد من العائلات باتجاه تدمر بينها عائلات الضباط المقيمة في مساكن مخصصة للضباط تقع شرق تدمر.
وارتفعت حصيلة القتلى في المعارك منذ اندلاعها، وفق المرصد، إلى سبعين عنصرا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم ستة ضباط، وما لا يقل عن أربعين عنصرا من التنظيم بينهم قياديان تولى احدهما قيادة الهجوم.
ونعى التنظيم «الشيخ المجاهد أبي مالك انس النشوان» الذي قال انه قضى في معارك السخنة.
وأشار المرصد إلى «إصابة مئة عنصر على الأقل في صفوف الطرفين بجروح».
وتعد آثار مدينة تدمر واحدة من ستة مواقع سورية مدرجة على لائحة التراث العالمي في العام 2006، أبرزها قلعة الحصن في حمص والمدينة القديمة في دمشق وحلب.
وقال المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم لوكالة فرانس برس الخميس ردا على سؤال في اتصال هاتفي «انها اللحظة الأصعب بالنسبة الي منذ اربعة اعوام. اذا دخل تنظيم داعش إلى تدمر فهذا يعني دمارها. إذا سقطت المدينة فستكون كارثة دولية».
وأضاف «سيكون ذلك تكرارا للبربرية والوحشية التي حصلت في نمرود والحضر والموصل»، في إشارة إلى المواقع والآثار العراقية التي دمرها مقاتلو التنظيم في العراق في شهري فبراير ومارس الماضيين.
وتعرض اكثر من 300 موقع ذي قيمة إنسانية للدمار والضرر والنهب خلال اربع سنوات من النزاع السوري وفق ما أعلنت الأمم المتحدة بناء على صور ملتقطة من الأقمار الاصطناعية.