- النظام يواصل حملته جنوب دمشق ويصعد في ريفي حمص وحماة
للمرة الثانية في غضون أسابيع، يصدر عن إسرائيل تهديدات مباشرة للرئيس بشار الأسد.
فقد حذر وزير مقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من أن حياة الأسد ستكون مهددة، إذا سمح لإيران بشن حرب على إسرائيل انطلاقا من سورية.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز من حزب الليكود في شريط فيديو على موقع «وانيت» «اذا سمح الأسد لإيران أو أي جهة أخرى بإعلان الحرب على إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية، فإنه يتحمل المسؤولية الكاملة وكافة المخاطر المترتبة على ذلك».
وحذر شتاينتز وهو أيضا عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر الذي يتعامل مع القضايا الاستراتيجية قائلا «من غير الوارد بالنسبة لنا ان يسمح الأسد بطريقة أو بأخرى بإعلان حرب من بلاده وان يبقى هو أو نظامه موجودا، اذ لن يبقى جالسا في قصره بهدوء، وستكون حياته نفسها مهددة».
وأضاف الوزير «اننا مصممون على منع التواجد الإيراني العسكري على حدودنا الشمالية وآمل ان يكون ذلك واضحا للإيرانيين ولبشار الأسد، والا يأخذ على عاتقه المخاطر التي سيندم عليها في المستقبل».
من جهته، قال الأسد، «إن عدوان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الأخير على سورية لن ينجح في وقف حربه»، متعهدا بمواصلتها «حتى استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية»، متهما الدول الثلاث بدعم من وصفهم بـ«الارهابيين» منذ اليوم الأول.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن هذا التصريح جاء خلال استقبال الأسد كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة حسين جابري أنصاري والوفد المرافق له، حيث تناولا آخر المستجدات فيما يتعلق بالوضع الميداني.
إلى ذلك، كشفت صحيفة فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ ـ نقلا عن دوائر نافذة بصناعة السياسة الخارجية بحكومة مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل ـ أن مباحثات صناع القرار الغربيين خلف الأبواب المغلقة حاليا مع موسكو تتمحور حول ثلاثة عروض أميركية وألمانية وأوروبية، لإغراء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتخلي عن الأسد، ودعمه مفاوضات سلام حقيقية لإعادة الاستقرار إلى سورية.
ونسبت الصحيفة واسعة الانتشار إلى مسؤولين بارزين بحزبي الائتلاف الألماني الحاكم (المسيحي الديموقراطي الذي تترأسه المستشارة ميركل، والاشتراكي الديموقراطي) إشارتهم إلى أن التواصل الغربي مع روسيا بشأن تخليها عن الأسد مبني على قاعدة «الأخذ والعطاء».
وأوضح هؤلاء المسؤولون أن العروض الغربية المقترحة تشمل ضمانا غربيا ببقاء روسيا في قواعدها العسكرية في اللاذقية وطرطوس، والدعم المالي، واعتراف الغرب بها قوة لا يمكن حل مشكلة بالعالم بدونها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجميع في برلين يعرفون أهمية القاعدتين العسكريتين الروسيتين بميناء طرطوس ومطار اللاذقية، باعتبارهما «يمثلان كل شيء لروسيا في جنوبي البوسفور، ولتحول بدونهما المتوسط لبحر خالص لحلف شمال الأطلسي (ناتو)».
وفيما يتعلق بالعرض الثاني المتعلق بالأموال، أوضحت الصحيفة الألمانية - نقلا عن خبراء السياسة الخارجية بحكومة ميركل- أن سورية دولة فاشلة بحالة اضطراب وتحرق فيها روسيا عقود جنودها وأموالها، وتتورط فيها بشكل ميؤوس منه، مثل ورطة الولايات المتحدة بالعراق، وهي آخر ما يريده بوتين.
ونوهت فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ إلى أن العرض الثالث يعتبر الأهم بمقترحات الغرب، ويتمثل في القبول بتطلعات الرئيس الروسي لتمكين موسكو من نفوذ عالمي، وبإعطاء بلده دور القوة العظمى.
ميدانيا، صعدت قوات النظام والميليشيات الحليفة لها عملياتها على جبهتين اساسيتين في محيط دمشق والمنطقة الوسطى، فقد واصلت قصفها العنيف والمكثف على مخيم اليرموك وأحياء الحجر الأسود والعسالي والقدم والتضامن، جنوب دمشق، حيث لا تزال هناك مواقع لتنظيم داعش.
وشنت الطائرات الحربية والمروحية عشرات الغارات الجوية بالصواريخ والبراميل ترافقت مع القصف المدفعي والصاروخي العنيف، والذي أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، بحسب شبكة «شام».
ودارت معارك عنيفة على محاور شارع الثلاثين ومنطقة الجورة في حي القدم وأطراف الحجر الأسود وشارع دعبول في حي التضامن.
كما صعدت قوات النظام وروسيا من قصفها الجوي والصاروخي على ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي بعد انتهاء الهدنة وفشل التوصل الى اتفاق جديد.
وطال التصعيد منطقة الحولة وقرى وسليم والعامرية ودلاك وعز الدين وخرفان وعيدون والمجدل ومنطقة بريف حمص، وبريغيث وقنيطرات والحمرات والنزازة وحربنفسة بريف حماة.
وحاولت قوات النظام التقدم عسكريا على محاور سليم والحمرات والقنطرة، لكن مصادر المعارضة قالت ان مقاتليها صدوا هذه المحاولات، وسط معلومات عن إلقاء طائرات النظام مناشير تدعو المدنيين إلى مغادرة المنطقة.