بدأت ملامح الرد الإسرائيلي على اعلان موسكو عزمها تزويد النظام السوري بمنظومة «اس - 300» الصاروخية، تتبلور ما يوحي بمزيد من التعقيد.
فقد تعهدت إسرائيل بأنها ستواصل تنفيذ الغارات على الاهداف الايرانية في سورية، وذهبت أبعد من ذلك، معلنة أنها ستستهدف هذه الدفاعات الجوية في حال تم تشغيلها، الأمر الذي قد يزيد التوتر بين البلدين.
وقال المدير السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يدلين، إنه إذا جرى تشغيل منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس-300» فإنها ستكون هدفا لإسرائيل، وسيتم ضربها».
وأضاف يدلين في تغريدة على صفحته في «تويتر» «إذا كان من المقرر أن يشغل الروس أنظمة إس-300 فهذا ليس جديدا، هم يشغلون إس-400 الأكثر تقدما في سورية منذ أكثر من عامين ولم يفتحوا النار على الطائرات الإسرائيلية. أما إذا تم تشغيل البطاريات من قبل السوريين، فإن إسرائيل سوف تعرف كيف تضربها وسوف تتضرر سمعة أنظمة الدفاع الجوي الروسية».
تجدر الإشارة إلى أن يدلين شارك في يونيو عام 1981 في العملية، التي سمتها إسرائيل «أوبرا» والتي تم خلالها قصف المفاعل النووي العراقي.
وبعد اتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتبر فيه ان تسليم الـ«إس-300» لأيد غير مسؤولة في سورية يهدد أمن المنطقة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، أن حكومته ستواصل العمل على استهداف المواقع الايرانية في سورية.
وقال نتنياهو للصحافيين قبيل مغادرته إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الامم المتحدة، إن إسرائيل حققت خلال ثلاث السنوات الماضية نجاحا كبيرا جدا في إجهاض التموضع العسكري الإيراني في سورية، وفي إحباط المحاولات لنقل أسلحة فتاكة إلى حزب الله في لبنان».
وكان نتنياهو قد ترأس اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية «الكابينت»، قبيل مغادرته الى نيويورك.
وقال: «منذ وقوع الأحداث المأسوية في سماء سورية، تحدثت مرتين مع الرئيس بوتين وعبرت عن حزني العميق على فقدان حياة أفراد طاقم الطائرة الروسية التي أسقطت بنيران سورية غير مسؤولة».
وأضاف:«نحن ندعم الجيش الإسرائيلي في عملياته التي تدافع عن الدولة دعما كاملا، سنواصل العمل على إجهاض التموضع العسكري الإيراني في سورية وسنواصل التنسيق الأمني بين الجيش الإسرائيلي والجيش الروسي».
وفي السياق، أوعز «الكابينت» للجيش الإسرائيلي، بمواصلة العمل ضد الميليشيات والمواقع الايرانية.
وقال «الكابينت» في تصريح مكتوب نقلته الأناضول على نسخة منه: «يوعز المجلس الوزاري المصغر لجيش الدفاع، بمواصلة العمل ضد المحاولات الإيرانية للتموضع عسكريا في سورية، وبمواصلة التنسيق الأمني مع روسيا».
وكان «الكابينت» قد انعقد لمدة 3 ساعات، برئاسة نتنياهو، وبحث تداعيات قرار روسيا تسليم سورية منظومة إس-300.
من جهتها، كشفت وزارة الدفاع الروسية خطوات جديدة لتعزيز قدراتها في مجال الحرب الإلكترونية في سورية.
وأفادت صحيفة «إزفيستيا» الروسية أمس، بأنه تم إيصال أولى وحدات الحرب الإلكترونية إلى قاعدة حميميم على متن طائرة من طراز «إيل-76» أمس الأول.
وأوضحت أن مهمة تلك الوحدات ستكون التشويش على عمل الرادارات وأنظمة الاتصالات والتحكم بالطائرات التي ستهاجم الأراضي السورية، والتشويش على عمل أنظمة الملاحة الفضائية.
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن أن توريد «اس - 300» للنظام السوري، ليس موجها ضد إسرائيل.
وقال مدير قسم منع الانتشار والرقابة على التسليح في وزارة الخارجية الروسية، فلاديمير يرماكوف أمس، إن «هذه الواردات، حتما ليست موجهة ضد إسرائيل. إنها شريكتنا».