- أردوغان يستضيف قمة رباعية تستثني إيران
- «قسد» تطلق عملية جديدة ضد «داعش» في بلدة السوسة
يشهد الملف السوري حراكا «سياسيا» مكثفا منذ إعلان استقالة مبعوث الامم المتحدة ستافان ديمستورا، حيث تفيد تقارير بأن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس يبحث عن مبعوث جديد، تزامنا مع زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الى روسيا، وعلى رأس جدول أعماله الحل السياسي وإخراج الميليشيات الايرانية منها. كما تستضيف أنقرة قمة رباعية «مؤجلة» لبحث الملف في 27 الجاري وتضم الى جانب روسيا كل من ألمانيا وفرنسا.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس، ينسق مع النظام، في موضوع تعيين خليفة لديمستورا. وقال بوغدانوف للصحافيين أمس: «هذا الأمر يقرره الأمين العام للأمم المتحدة بالاتفاق مع الحكومة السورية بالطبع».
وفي غضون ذلك، تستضيف مدينة إسطنبول قمة تضم إلى جانب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كلا من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون، إضافة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
القمة أعلن عنها الرئيس التركي منذ أشهر، وكان من المفترض انعقادها في سبتمبر الماضي، لكن الوضع في مدينة إدلب حينها حال دون ذلك، إذ قررت ألمانيا وفرنسا تأجيل القمة حتى التوصل إلى اتفاق حول إدلب، ومنع تدفق موجة جديدة من اللاجئين في حال شن النظام السوري عملية عسكرية على المنطقة التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين و867 ألف نسمة، بحسب إحصائية «منسقي الاستجابة» في الشمال السوري.
اللقاء الروسي ـ التركي ـ الأوروبي يعتبر الأول من نوعه بين الزعماء الأربعة حول سورية، ويتوقع كل طرف طرح أولوياته في الملف السوري، إذ تنتظر منه تركيا دعما أوروبيا للوقوف أكثر في وجه الداعم الروسي للنظام والذي يبقي ملف الهجوم على إدلب على الطاولة بالرغم من الاتفاق بينهما في إدلب، بحسب ما قاله الكاتب والمحلل السياسي التركي، فراس رضوان أوغلو.
وقال رضوان أوغلو إن روسيا تريد بحث عملية إعادة الإعمار لأنها غير قادرة على القيام بالعملية وحدها، إضافة إلى أخذ الموافقة على ذلك من الأطراف المجتمعة، كونها تستطيع قلب الأمور ضدها في سورية، بحسب ما نقل عنه موقع عنب بلدي.
من جهته، قال الباحث في «مركز عمران» للدراسات، ساشا العلو، إن كل طرف سيطرح أولوياته في سورية، فروسيا تريد إقناع أوروبا في مسألة عملية إعادة الإعمار وتمويلها، وخاصة مع ألمانيا كونها تعتبر الوحيدة القادرة على تمويل العملية، إلى جانب التفاوض مع الأطراف الثلاثة على إعادة اللاجئين.
في حين ستبحث مع تركيا المنطقة العازلة والاستحقاقات التي بعدها، مثل تفكيك «هيئة تحرير الشام» وموضوع الفصائل في المنطقة، إلى جانب المعابر الحدودية والطرق الرئيسية، خاصة بعد فتح معبر نصيب الحدودي بين سورية والأردن، والذي لن يكون ذا أهمية كبيرة دون فتح الطريق الدولي الذي يصل الأردن بأوروبا عبر سورية وتركيا.
أما ألمانيا وفرنسا، فتريدان طرح مسألة تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب الذي من شأنه أن يوقف موجة اللاجئين المتوقعة في حال تم أي هجوم عسكري، إلى جانب طرح مسألة الحل السياسي وتشكيل اللجنة الدستورية، وربط مسألة إعادة الإعمار وعودة اللاجئين بعودة آمنة وحل سياسي حقيقي في سورية.
لكن اللافت في القمة الرباعية أنها استثنت حضور إيران بالرغم من أنها دولة أساسية فاعلة في الملف السوري، إذ تعتبر من أكبر داعمي النظام السوري عسكريا واقتصاديا.
غير ان التواجد الايراني كان احد ابرز الملفات التي بحثها بولتون في موسكو أمس. إلى جانب والوجود الأميركي في شرقي الفرات والتنف، وأهمية استمرار التنسيق بين العسكريين لمنع التصادم في سورية، حسبما نقلت صحيفة الحياة عن مصدر روسي.
ميدانيا، زار وفد من الجيش الأميركي مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي يهيمن عليها الاكراد، لدعم المعارك المستمرة ضد تنظيم داعش، تزامنا مع اعلان الميليشيات الكردية اطلاق عملية عسكرية في بلدة السوسة بريف دير الزور.
وتحدثت الخارجية الأميركية عبر حسابها في «تويتر» أمس، أن الجنرال دانيال ديلي، زار جنود جيشه في مناطق «قسد» لدعم عملية «العزم الصلب» التي تخوضها الأخيرة ضد تنظيم «داعش».