- ريابكوف يلمح إلى وجود معادلة «تخفيف العقوبات مقابل شيء ما»
كشف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن عرض قدمته روسيا لإسرائيل والولايات المتحدة يقضي بتخفيف العقوبات عن إيران مقابل سحب قواتها من سورية، لكن موسكو نفت وجود هكذا اقتراح.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، للصحافيين أمس إن موسكو لم تقترح على إسرائيل والولايات المتحدة رفع جزء من العقوبات المفروضة على طهران، مقابل سحب الأخيرة قواتها من الأراضي السورية.
وأضاف ريابكوف: «فيما يتعلق بهذا الجانب تحديدا من معادلة «رفع العقوبات مقابل شيء ما»، فلا يمكنني تأكيد ذلك الأمر.
وتابع: «كانت هناك أفكار تشبه هذه الفكرة، دون أن تكون مطابقة لها. وهذه الأفكار لم تحصل على متابعة».
وأكد ريابكوف أن روسيا تتحلى بأقصى درجات المسؤولية في مقاربتها لمسألة ضمان أمن إسرائيل، وقال: «لا نتناول المسائل المتعلقة بأمن إسرائيل عبر تصريحات، بل بأقصى درجات المسؤولية. ونبقى منخرطين في الحوار المكثف على مختلف المستويات».
وأضاف: «الأمر يشمل في أحد جوانبه مدى تعرض أراضي إسرائيل للأسلحة القادرة على إصابة أهداف على مسافات بعيدة»، مشيرا إلى أن «هذا الموضوع كان على أجندة نقاشاتنا وحوارنا» مع كل من إيران وإسرائيل.
وكانت القناة العاشرة الاسرائيلية نقلت عن ثلاثة أعضاء في الكنيست (البرلمان) قولهم إن نتنياهو قال لأعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، يوم الإثنين الماضي: «عرض الروس تخفيف العقوبات الأميركية على إيران مقابل انسحاب القوات الإيرانية من سورية».
وكان لقاء نتنياهو مع أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، مغلقا ولم يسمح للصحافة بحضوره.
وقالت القناة الاسرائيلية: «حتى يومنا هذا، حاول الروس كبح النشاط الإيراني في سورية والتوصل إلى تفاهمات مع الإيرانيين حول المناطق التي سيسحبون منها قواتهم، ومن ناحية أخرى، قال الروس بانتظام إن الوجود الإيراني في سورية مشروع».
واستدركت: «هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها الروس اقتراحا للإقصاء التام للإيرانيين من سورية، وربطه بالعقوبات الأميركية المفروضة على إيران في ضوء انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي» واعادة فرض العقوبات على طهران.
وفي اشارة الى اللقاء الذي جمع بين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في باريس على هامش احياء مئوية انتهاء الحرب العالمية الاولى قبل ايام، قالت القناة الاسرائيلية: «ليس من الواضح ما إذا كان الاقتراح الروسي قد نقل إلى إسرائيل في تلك المحادثات».
ونقلت عن نتنياهو قوله في الاجتماع: «إن روسيا وحدها لا تستطيع إزالة القوات الإيرانية من سورية، وتحتاج إلى التعاون مع الدول الأخرى من أجل إيجاد حل للقضية».
وأضاف نتنياهو في اللقاء إن روسيا والولايات المتحدة «تتفاوضان حاليا على طرق للحد من نفوذ إيران في سورية، بما في ذلك فكرة التوصل إلى اتفاق لتخفيف العقوبات مقابل مغادرة الإيرانيين لسورية».
وقالت القناة «خلال اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والأمن طلب أعضاء الكنيست من نتنياهو التوضيح ما إذا كانت إسرائيل قد أعربت عن رأيها بشأن الاقتراح الروسي، فرد إنه في هذه المرحلة هذه ليست سوى فكرة لم يتم بعد تحديد أي موقف منها».
وفي السياق، جدد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية الفريق أول غادي أيزنكوت، التحذير من التموضع الإيراني في سورية، مشيرا خلال جولة قام بها في الجولان المحتل إلى أن حزب الله بعيد جدا عن القدرات التي يطمح الإيرانيون إلى تشكيله بها، رغم اكتسابه خبرة عسكرية وعملياتية متزايدة.
من ناحية أخرى، انتقدت الخارجية الروسية، فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على أشخاص وكيانات أجنبية بينها روسية، لاتهامها بتمويل الإرهاب عن طريق إنشاء شبكة نفطية غير شرعية لدعم النظام السوري وتمويل فيلق القدس وحزب الله اللبناني.
وأضافت أن العقوبات ضد روسيا باتت «روتينية»، مشيرة إلى أن قرارات العقوبات نابعة عن الخلافات السياسية المحلية في الولايات المتحدة.
ولفتت الى أن واشنطن تضغط على روسيا لتغيير موقفها المستقل على الساحة العالمية.
وزادت: «ينبغي على السياسيين الأميركيين البدء بالتخلص من أوهامهم حول قدرة الولايات المتحدة على فعل كل شيء. خداع الذات أمر خطير».
ومن ناحيتها، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن العقوبات الأخيرة التي تشمل كيانات وشخصيات إيرانية «غير مجدية».
وقالت إن «هذا الحظر غير مجد وغير فاعل، ولن يؤدي بالتأكيد إلي النتائج المرجوة من قبل مصمميه ومنفذيه، وسوف يعلمون عدم جدواه عاجلا أو آجلا».