- تزايد الاستعدادات التركية للعملية المرتقبة
تزامنا مع الاستعدادات التركية المتزايدة عبر الحدود الجنوبية قبيل المعركة التي اعلن الرئيس رجب طيب أردوغان قرب إطلاقها شرق نهر الفرات، قالت مصادر إعلام محلية من الحسكة، إن مدينة رأس العين بدأت تشهد حركة نزوح من قبل المدنيين، فيما تقوم قوات سوريا الديموقراطية «قسد» بتغطية عدة شوارع في المدينة بـ «الشوادر الزرقاء» لتجنب الغارات.
وذكرت صفحة «الخابور» المحلية أن وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي والتي تهيمن على «قسد»، غطوا شوارع حي العبرة في مدينة رأس العين، خوفا من استهداف الطيران لهم، في وقت شهدت المدينة حركة نزوح كبيرة باتجاه المناطق الريفية.
في هذه الاثناء ازدادت وتيرة النشاط العسكري «التركي» بشكل ملحوظ على الحدود السورية- التركية، خلال اليومين الماضيين، وقالت صحيفة «يني شفق» التركية إنه «تم تجهيز 14 ألف مقاتل من (الجيش الحر) لخوض العملية، بالعتاد الكامل من ذخائر ومعدات وأسلحة، وطلب منهم أن يكونوا جاهزين للعملية».
في السياق ذاته، قال الرائد «يوسف حمود» الناطق العسكري باسم «الجيش الوطني» في تصريح خاص لـ «زمان الوصل»، إن أعداد عناصر المقاومة السورية المشاركين بالعملية العسكرية شرق الفرات ستكون كافية، وبمشاركة من جميع فيالق «الجيش الوطني» الذي تشكل قبل نحو عام من الآن، كما أن العملية العسكرية ستتغير تبعا لتطورات ومتطلبات المعارك على الأرض.
حول المناطق التي ستشملها العملية العسكرية المرتقبة شرق الفرات، أوضح «حمود» أن عدد النقاط المستهدفة يصل إلى نحو 150 نقطة، وتتركز على ثلاثة مراكز وهي مدن (منبج، تل أبيض، رأس العين).
وتشير كل المعطيات إلى أن منطقة «تل أبيض»، ستشكل النقطة الأولى لانطلاق المعركة شرقي الفرات، وذلك لعدة أسباب منها: الموقع الاستراتيجي المهم الذي تتحلى به المدينة، ووجود معبر «تل أبيض» الشهير فيها، بالإضافة إلى أنها تتشابه إلى حد كبير مع مدينة «أقجة قلعة» المقابلة لها في تركيا، إذ ترتبط كلا المدينتين بعلاقات أسرية متداخلة ومتينة فيما بينها، مع العلم أن العرب يشكلون الغالبية العظمى من سكان المدينة، ناهيك عن وجود أعداد قليلة من (الأرمن، التركمان، الكرد) فيها.
من جهته، أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبدالرحمن مصطفى أمس، دعم الائتلاف للعملية العسكرية التركية المرتقبة شرقي نهر الفرات لطرد المسلحين الأكراد.
وقال في بيان إن الائتلاف يدعم أي عملية عسكرية «تحارب التنظيمات الإرهابية وتعيد الاستقرار للبلاد وهو ما من شأنه أن يسمح للمهجرين والنازحين بالعودة إلى مواطن سكنهم الأصلية». وقال: «إننا نعمل مع حليفنا التركي لتحرير جميع المدن والبلدات من سيطرة القوى الإرهابية».
وأضاف ان «الميليشيات الكردية ارتكبت الجرائم بحق المدنيين في جميع المناطق طوال الأعوام السابقة من خلال عمليات القتل وهدم المنازل وحرق الأراضي والاستيلاء عليها والتهجير والإخفاء القسري، إضافة إلى عمليات الاعتقال والتجنيد الإجباري وقمع الحريات».
وأشار إلى «أن جميع تلك الممارسات جعلت المدنيين يرفضون وجود تلك الميليشيات ونظموا تظاهرات عديدة طالبت بخروجها فورا».