أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امس أن قوات أنقرة ستتولى إقامة «المنطقة الأمنية» التي تحدث عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للفصل بين وحدات حماية الشعب الكردية، والحدود التركية.
وقال اردوغان إنه خلال مكالمة هاتفية «إيجابية للغاية»، طرح ترامب أن «نقيم منطقة أمنية عرضها أكثر من 30 كلم» على طول الحدود التركية.
وإذ تحدثت الرئاسة التركية مساء امس الاول عن أن أردوغان وترامب ناقشا مسألة إقامة «منطقة أمنية» في سورية خلال مكالمتهما التاريخية، إلا أن هذه أول مرة يذكر أن تركيا هي التي ستقيمها.
وتهدف هذه المنطقة التي طالبت تركيا بإنشائها منذ سنوات عدة، إلى فصل الحدود التركية عن مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سورية.
وقال أردوغان امس أمام كتلته البرلمانية في أنقرة: «لن نسمح أبدا بإقحام تنظيمات داعش، «وي ب ك» الإرهابية في حدودنا. سندفنهم في حفرهم» وتابع: «أمامنا الآن العناصر الإرهابية في منبج، وفي شرق الفرات (شمالي سورية) فضلا عن بقايا تنظيم داعش».
وأضاف: «نأمل أن نكون قد توصلنا إلى تفاهم مع ترامب (حول سورية). ترامب أكد لي مجددا في المكالمة الهاتفية قراره بسحب القوات الأميركية من سورية».
إلى ذلك، حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس إيران من إبقاء قوات في سورية وطالبها بإخراج هذه القوات منها بسرعة وإلا فإن إسرائيل ستواصل استهدافها.
وقال في حفل تنصيب رئيس الأركان الجديد الجنرال أفيف كوخافي: «سمعت بالأمس المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية يقول: إيران ليس لها وجود عسكري في سورية، نحن نقدم لهم النصح فقط».
وأضاف: «دعوني أقدم لهم نصيحة إذن - أخرجوا من هناك بسرعة لأننا سنواصل سياستنا القوية بشن هجمات عليهم، بلا خوف وبلا هوادة».
هذا، وقد وصل مبعوث الأمم المتحدة الرابع إلى سورية غير بيدرسون الى دمشق امس، في أول زيارة له منذ تعيينه في منصبه خلفا للموفد الدولي السابق ستافان ديميستورا.
وفي سياق آخر، كثفت قوات الشرطة العسكرية الروسية انتشارها في سورية وذكرت صحيفة «نيزافيسيمايا جازيتا» الروسية أن هذا الانتشار يتم عبر تعزيز وحدات الشرطة العسكرية التابعة للقوات المسلحة الروسية، قالت: «إنه تم للمرة الرابعة إرسال كتيبة الشرطة العسكرية التابعة للواء المشاة الآلية الـ 19 المرابط في جنوب روسيا إلى سورية».
بموازاة ذلك، كشف القيادي في حركة فتح، عزام الأحمد، عن زيارة قريبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى سورية، وأكدت مصادر فلسطينية نبأ قيام عباس قريبا بزيارة دمشق ولقاء الرئيس بشار الأسد.
وفي السياق نفسه، أبلغ منسق القوى الوطنية الفلسطينية عصام بكر إنه من المتوقع في ضوء التطورات الأخيرة في المنطقة أن يقوم الرئيس عباس بزيارة سورية في إطار تنسيق المواقف ضد ما يعرف بصفقة القرن وتعميق العلاقات الثنائية بين الجانبين.
وقال الأحمد في تصريحات صحافية إن زيارة عباس إلى دمشق «واردة في أي وقت، وستكون قريبة».
وأضاف: «أنا اليوم في دمشق بزيارة معلنة، وليس سرا، وهناك من سبقني قبل أيام في زيارات غير معلنة».
وشارك الأحمد الذي يزور دمشق، في افتتاح مكتب لهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، في دمشق. وقال إن تلفزيون فلسطين سيكون صوت فلسطين في سورية، وصوت سورية في فلسطين وصوت الأمة العربية.
ورأى الأحمد أن «سورية تتعافى وخياراتها لاتزال واضحة وبوصلتها لاتزال تتجه صوب فلسطين، وهذا سيكون له انعكاس ليس فقط على القضية الفلسطينية، وإنما أيضا على عموم المنطقة»، على وحد وصفه.