أعلن وزير العدل الكوسوفي، أبيلارد طاهري، إعادة 110 مواطنين من سورية، في عملية غير مسبوقة في أوروبا التي يسودها خلاف حول رعاياها المنضمين لداعش وأسرهم واطفالهم بعد خسارة التنظيم جميع مواقعه.
وقال «تاهيري»، في مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة بريشتينا أمس، إنه يوجد بين الذين تمت إعادتهم جوا عبر إسطنبول، أطفال ونساء.
وأضاف أن العملية تأتي في إطار التزام الحكومة بتعهدها خلال أكتوبر، حول إعادة مواطنيها من سورية.
وأكد «تاهيري» أنهم سيعملون على إعادة دمج الأطفال الذين مروا بـ«فترة صدمة»، حسب تعبيره.
بدوره، قال مدير الشرطة في البلاد «رشيد كيلاج»، إنه يوجد بين الأشخاص الذين تمت إعادتهم، 4 مقاتلين من داعش، و32 امرأة، و74 طفلا.
وكشف عن وجود 30 مقاتلا، و49 امرأة، و8 أطفال كوسوفيين، في سورية لم تتم إعادتهم بعد.
وقال رئيس النيابة العامة ألكسندر لوميزي لوسائل الإعلام إن تهمة المشاركة في نزاعات في الخارج وجهت الى المقاتلين الأربعة رسميا.
و«حيت» سفارة الولايات المتحدة في بريشتينا كوسوفو في بيان بعد العملية التي اعتبرتها «نموذجا مهما يقتدى به» بالنسبة للأسرة الدولية.
وتابع البيان «نشيد بالتعاطف» الذي أبدته سلطات كوسوفو «بقبولها عودة هذا العدد الكبير من المدنيين».
وأثارت مسالة إعادة أقرباء مسلحي التنظيم الاجانب سجالات في العديد من الدول. وكانت فرنسا التي تشملها هذه الظاهرة أعادت في منتصف مارس خمسة أطفال بعد أسابيع من العرقلة والتأجيل، وسط رفض الرأي العام لعودة المتطرفين وأقربائهم.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 300 شخص من كوسوفو توجهوا للقتال في سورية والعراق. وقتل حوايى 70 منهم فيما عاد حوالي 120 وسجنوا في غالب الأحيان.
وقامت كوسوفو التي تعتبر من أقرب حلفاء الولايات المتحدة عام 2015 بتشديد تشريعاتها وقضت بعقوبات تصل إلى السجن 15 عاما بحق مواطنيها الذين يذهبون إلى القتال في الخارج.
وقال طاهري لوسائل الإعلام في كوسوفو: إن المدنيين الذين تمت إعادتهم «يستحقون إعادة الاعتبار والأمل بحياة هادئة بعيدا من النزاعات» فيما دعا الرئيس هاشم تاجي أقرباءهم عبر فيسبوك «لمساعدتهم في إعادة الاندماج في مجتمعنا بأسرع ما يمكن».
وتم اقتيادهم في مرحلة أولى إلى معتقل فرانيدول قرب بريشتينا، الذي يخصص عادة للمهاجرين وتقوم الشرطة بحراسته. وشاهد صحافيون من وكالة فرانس برس أطفالا يلعبون كرة القدم.
وأعلن رئيس المديرية الوطنية للصحة العامة في كوسوفو ناصر رمضاني أن هؤلاء الأشخاص الذين تم اقتيادهم إلى مخيم للاجئين سيخضعون لفحوص طبية، مضيفا أن «النساء والأطفال تعرضوا لصدمات خطيرة».
من جهتها أعلنت البوسنة والهرسك السبت إعادة مقاتل، وأوضح مصدر في النيابة العامة في ساراييفو لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه أنه يدعى إيبرو كفوروفيتش وعمره 24 عاما وقد غادر إلى سورية عام 2013، وهو من بين حوالي 25 بوسنيا مطلوبين لدى الإنتربول.
واتهم والد الشاب إماما متطرفا هو الزعيم السابق للتيار الإسلامي في البوسنة حسين بوسنيتش المعروف بلقب «بلال» بتجنيد ابنه.
وحكم على بوسنيتش عام 2015 بالسجن سبع سنوات لاتهامه بتشجيع أتباعه على الذهاب للقتال في سورية والعراق.