تزامنت التحذيرات الأممية من «كارثة انسانية» بحجم 3 ملايين مدني، مع معلومات عن مفاوضات ماراثونية روسية ـ تركية حول الوضع في منطقة خفض التصعيد بمحافظة ادلب ومحيطها، وحديث عن هدنة 72 لا يبدو أنها ستصمد كثيرا.
فقد نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن قائد ميداني تأكيده «توقف إطلاق النار على جبهات إدلب وريفي حماة واللاذقية لمدة 72 ساعة». ونقلت الوكالة عن القائد الميداني دون ذكر اسمه أو منصبه، أن «وقف إطلاق النار بدأ سريانه» عند منتصف الليلة قبل الماضية «ولمدة 72 ساعة».
ويأتي ما سبق بالتزامن مع مفاوضات تجريها تركيا وروسيا، للتوصل إلى وقف إطلاق نار شامل في محافظة إدلب. وقال رئيس المكتب السياسي لـ«الجبهة الوطنية»، أبو صبحي نحاس، بحسب موقع «عنب بلدي»، إن الجانب الروسي طلب من الأتراك وقف إطلاق النار في إدلب بشرط بقاء الجيش السوري في المناطق التي سيطر عليها، في الأيام الماضية، في ريف حماة الغربي.
ووافقت تركيا على وقف إطلاق النار، لكنها اشترطت انسحاب الجيش من المناطق التي تقدم إليها.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن السفير التركي في الامم المتحدة فريدون سينيرلي أوغلو أن فريق مفاوضات روسي ـ تركي يعمل على سبل فرض احترام «خفض التصعيد».
ميدانيا، أعلنت فصائل المعارضة استهداف مواقع الجيش السوري في ريف حماة الغربي.
وقالت «الجبهة الوطنية للتحرير» عبر صفحتها على «تلغرام» أمس أن مقاتليها دمروا عربة «BMP» لقوات بصاروخ مضاد للدروع من نوع «كورنيت» على جبهة الحويز بريف حماة الغربي.
بدورها ذكرت قناة روسيا اليوم، أن مدنيا قتل وأصيب عدد آخر بجروح أمس الأول، في قصف صاروخي على قريتي الشراشير والحويز. وأوضحت أن وحدة من الجيش السوري ردت على مصدر النيران. كذلك نقلت «رويترز» عن التلفزيون الرسمي السوري أن الدفاعات الجوية في قاعدة «حميميم» الجوية تصدت لقذائف صاروخية وطائرات مسيرة استهدفت القاعدة الروسية.
سبق ذلك، مقتل 6 مدنيين، جراء القصف المتواصل للجيش السوري على منطقة «خفض التصعيد». وطالت معرة النعمان، وبلدتي كفر روما وبدامة، وقرية ناجية، وأسفرت عن مقتل 4 مدنيين في معرة النعمان واثنين في كفر روما، وإصابة 15 آخرين بحسب الأناضول.
في خضم ذلك، دقت الأمم المتحدة أمس الأول، ناقوس الخطر حيال خطر حصول «كارثة إنسانية» في محافظة إدلب إذا تواصل تصعيد الجيش السوري المدعوم بروسيا، وذلك خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي أمس الأول.
اذ دعت الكويت المجلس الى متابعة ما يجري من احداث متسارعة في منطقة (ادلب) وضواحيها.
جاء ذلك في كلمة الكويت التي القاها القائم بالاعمال بالانابة لوفد الكويت الدائم لدى الامم المتحدة المستشار بدر المنيخ والتي دعا لعقدها حاملي القلم للملف الانساني السوري في مجلس الامن (الكويت وبلجيكا والمانيا).
وقال المنيخ «نشاطر ونؤيد الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس في نداءاته الاربعة التي اطلقها مع دخول الازمة السورية عامها التاسع وهي حث كل الاطراف على الحفاظ على اتفاق وقف اطلاق النار الروسي ـ التركي في ادلب واحترام القانون الانساني الدولي وحماية حقوق الانسان في حال قيام اي طرف بعملية عسكرية».
وتابع المنيخ «في الوقت الذي ندين فيه الاعمال الارهابية التي تقوم بها الجماعات الارهابية المتواجدة في ادلب نؤكد بأن مكافحة الجماعات الارهابية لا تعفي بأي شكل من الاشكال اي طرف في النزاع من التزاماته بموجب القانون الدولي بما في ذلك الامتثال لمبادئ التمييز والتناسب والاحتراز وحماية المدنيين والاهداف المدنية».