مفرح الشمري - mefrehs@
على الرغم من التطور الذي تشهده الحركة المسرحية في سلطنة عمان الشقيقة خلال الفترة الحالية الا ان عرض فرقة «الرستاق» في اليوم السابع للمهرجان العربي لمسرح الطفل الذي حمل عنوان «التعاون» وعرض مساء امس على خشبة مسرح الشامية، جاء دون المستوى المتوقع لفكرته المستهلكة و«الحشو» الزائد في حواراته وعدم ايضاح الرؤية الاخراجية التي وقعت في اخطاء كثيرة اثناء سير احداث العرض المسرحي الذي اعده خالد الضوياني واخرجه على المعمري وجسد شخصياته كل من غادة الزدجالي وزاهر السلامي وثاني السعدي وخميس مسلط وعبدالوهاب السلماني وسعود الشقصي وحمد المعمري وسعيد المعمري.
المسرحية مأخوذة من النص العراقي «الساحرة» لكاتبه عبدالباري المعبودي وفكرتها بسيطة جدا تدور حول التعاون بين الاصدقاء للقضاء على المشاكل التي تحدث لهم وذلك من خلال قصة ام تفقد طفليها في الغابة بعد ان خطفهما الساحر ومساعده ويحولهما الى شجرتين وبعدها يفاوض الأم للافراج عنهما بان تحقق مطالبه بجلب الحنطة والشعير له فوافقت الام على طلبه وهي لا تعرف كيف تجمع الحنطة والشعير له بمفردها وفكرت بالاستعانة بحيوانات الغابة الكلب والدب والقط التي ابدت استعدادها للتعاون معها حتى تنقذ طفليها وبالفعل تحقق لهم ذلك وامسكوا بالساحر بعد ان طلب من الأم عمل قفل لكوخه الذي دخل فيه دون رجعة ليتم بعد ذلك انقاذ الأطفال بعد ان سقوا الاشجار بالماء حتى يبطلوا «السحر».
الرؤية الاخراجية في العرض المسرحي كانت فقيرة رغم جمالية الديكور ولكن كانت بعض المشاهد غير مفهومة بالعرض المسرحي ومنها ان الطفلين المخطوفين كانا على خشبة المسرح بعد ان حولهما الساحر الى شجرتين وكانت حركاتهما واضحة للجمهور الامر الذي خلق لبسا عند الحضور الذين تمنوا على مخرج العمل اخفائهما وعدم تسليط الضوء عليهما حتى لا يحرق ممثليه وحتى يتفاعل الاطفال مع الاحداث ولكن كانت الرؤية الاخراجية فقيرة جدا بهذا الجانب الذي هو محور احداث المسرحية.
ما ميز العرض العماني الاغاني الموجودة فيه لانها جاءت متماشية مع الاحداث وعبرت عن حنين الأم لاطفالها حيث كانت هذه الاغاني مأخوذة من الموروث الشعبي العماني العريق، بالاضافة الى اداء بعض ممثليه، منهم الساحر ومساعده وغادة الزدجالي التي حاولت قدر المستطاع اظهار لوعتها وحزنها على فقدان طفليها على خشبة المسرح، الامر الذي جعل الحضور يحيونها على ذلك وعلى الجهد الذي بذلته لإيصال فكرة المسرحية.