عبدالحميد الخطيب
دائما ما يكون الغموض والاثارة والرعب اسسا في اعمال الفنان عبدالعزيز المسلم سواء في المسرح او التلفزيون، وفي مسلسل «العاصفة» يقدم لنا كمؤلف نصا متشعبا فيه الصراعات العائلية والرومانسية والاكشن، متمضنا خطين دراميين رئيسيين، اولهما تسليط الضوء على حياة رجال الداخلية وتضحياتهم لحماية أمن وأمان الوطن، والثاني جريمة اختطاف امرأة في ظروف غامضة.
ينطلق العمل في اجواء اسرية هادئة يعيشها كبير العائلة
بوراشد (ابراهيم الصلال) وزوجته أم راشد (اسمهان توفيق) وولداه راشد (مشاري البلام) وحمد (محمد الشعيبي)، لكن تنقلب حياتهم رأسا على عقب بعد اختفاء ابنتهم نور (شوق) في ظروف غامضة، ويبدأون رحلة البحث عنها. وتشير القصة الى العقيد سعود (عبدالعزيز المسلم) الذي يعطي معظم وقته ومجهوده لعمله في وزارة الداخلية، فلا يكاد يكون لديه وقت لأسرته، وزوجته المحامية المشهورة وفاء (شهد الياسين) والتي تتصدى لأكبر القضايا بنجاح وترعى في نفس الوقت ابنتها الوحيدة وتعاني من انشغال زوجها الدائم بعمله، والتهديدات التي تتلقاها من مجرمين وقفت ضدهم بالمحكمة، وتدور خلافات بينها وبين شريكتها في مكتب المحاماة عواطف (زهرة الخرجي).
يتولى «العقيد سعود» التحقيق في قضية تغيب «نور» والتي تتحول قضيتها إلى جريمة خطف، لتتصاعد الاحداث وتتشابك الخطوط الدرامية، فيدخل «حمد» في حالة نفسية سيئة بسبب «معايرة» زملائه له لأن اخته «انحاشت» ولتخيله الدائم لها، و«راشد» يقرر هو وزوجته ريهام (غرور) ان ينتقلا الى بيت جديد بعيدا عن بيت العائلة، و«ام راشد» تحاول مواجهة هذا التفكك الذي يضرب اسرتها، والتماسك في مواجهة المشكلة التي امامهم، و«عواطف» تدخل في صراعات مع «وفاء» لاختلافهما في وجهات النظر، كما تعيش «وفاء» حالة خوف شديد وهواجس بسبب التهديدات التي تأتيها.
ومع التحقيق في قضية اختفاء «نور» تدخل أربع شخصيات في دائرة الاتهام، الاول خليف (عبدالله بهمن) ابن عم «نور» وطليقها والذي «خلعته» بالمحكمة وبينهما خلافات شديدة، وصباح يوم اختفائها تشاجر معها، لكن لم تتثب عليه أي ادانة ويتم إخلاء سبيله، والثاني السائق الهندي «سراج» ولم يتم إيجاد أي دليل عليه، والثالث خالد (محمد الوادي) والذي تربطه قصة حب مع «نور» وتقدم لخطبتها اكثر من مرة لكن اهلها يرفضون ارتباطها به، وغادر الكويت في يوم اختفائها، اما المتهم الرابع فهو بو عادل (ناصر كرماني)، مدير «نور» بالوزارة والذي يرغب في الارتباط بها، ويقوم بنقلها الى إدارته، وتحدث بينهما مشكلات نظرا لمغازلته الدائمة لها، وفي يوم الاختطاف لم يذهب الى الدوام، وتستمر الاحداث حتى يوم اكتشاف ماذا حدث لـ«نور»!
كادرات واسعة
التقنيات الاخراجية التي استخدمها المخرج مناف عبدال ساعدت في تقديم النص بصورة جيدة على الشاشة، وتميز بالاعتماد على كادرات واسعة في مشاهد الاكشن، رغم ان بعض هذه المشاهد كانت تحتاج الى تدريب اكثر من الممثلين حتى يتم تنفيذها بطريقة اكثر احترافية. ويعاني المسلسل من بطء المشاهد والتي كانت تحتاج الى انسجام بين الايقاع والحركة.
لا يمكن وصف اداء الممثلين في «العاصفة» بـ «السهل»، فالشخصيات تمر بتحديات داخل سياق القصة تحتاج الى تمكن الفنان من ادواته:
ـ يقدم ابراهيم الصلال دور «بوراشد» واسمهان توفيق «أم راشد» وعبدالامام عبدالله «اللواء سالم» ويشكل الثلاثة بخبرتهم الفنية الطويلة اضافة للمسلسل.
ـ يقدم عبدالعزيز المسلم دور «العقيد سعود»، واداء الشخصية اعتدنا رؤيته يقدمها.
ـ محمد الشعيبي يجسد شخصية «حمد» الذي يمر بحالة نفسية عميقة بسبب «معايرة» البعض له لان شقيقته «انحاشت»، وهو مقنع بانفعالاته ويقدم دورا مناسبا له.
ـ تجسد زهرة الخرجي بخبرة دور «عواطف» المحامية معدومة الضمير، والتي لا يهمها إلا مصلحتها الخاصة.
ـ تؤدي شهد الياسين ببراعة دور «وفاء» المحامية القوية في عملها، والراضية بجهود زوجها في خدمة بلاده حتى لو على حساب بيتها وراحتها.
ـ يظهر مشاري البلام بدور «راشد» وهو دور مختلف عن اعماله السابقة، وبأداء تمثيلي مميز.
ـ يتواجد بالمسلسل عدد من الفنانين الشباب الذين يكملون خيوط الحبكة الدرامية مثل عبدالله بهمن وعبدالله المسلم وعبدالرحمن الديين وغيرهم.
تجارب فنية
«العاصفة» بشكل عام لم يخرج من عباءة الفنان عبدالعزيز المسلم والتي تعودنا عليها في اعماله المسرحية والتلفزيونية، وحصيلة لتجاربه الفنية التقليدية التي تعتمد على الغموض والاثارة والرعب وعنصر «المفاجأة»، ومن خلالها ينقل هاجسه الفني تجاه الوطن والحفاظ عليه ضد التهديدات الداخلية والخارجية.
اقرا ايضا