دعاء خطاب
Doua_khattab
تواصل «الأنباء» استطلاع آراء المتخصصين في الإعلام والتكنولوجيا للوقوف على حقيقة انتهاك التحديثات الأخيرة لتطبيق «واتساب» لخصوصيات المستخدمين، والتي أثارت حالة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة ان الموعد المحدد من قبل إدارة التطبيق للموافقة على هذه التحديثات أو غلق حسابات الرافضين لها أصبح قريبا.
وفي هذا السياق، أكد الخبــراء ان تحديثـــات الخصــوصية الأخيـــر لتطبيق «واتساب» والتي تفيد بمشاركة بيانات مستخدمي التطبيق مع الشركة الأم «فيسبوك»، لن تخترق خصوصيات المستخدمين ولن يتم نشرها على العامة، ولكنها ستبقى داخل «سيرفرات» شركة «فيسبوك» وسيتم العمل عليها وتحليلها لاستخدامها في عمليات تسويق المنتجات والاعلانات فقط.
وشددوا على أن بيانات المستخدمين على تطبيق «واتساب» ستبقى محفوظة سواء المحادثات الخاصة والصور والفيديوهات، وجميعها في آمان لا أحد يستطيع الدخول إليها أو مشاهدتها، وذلك لأن المحادثات مشفرة بتقنية عالية تقوم بتشفير أي شيء موجود على السيرفر بين المستخدم وذاك الشخص الآخر الذي يرسل له البيانات، وبمجرد أن يتم تسلم الرسالة يتم مسحها من السيرفر نفسه، فهي موجودة مشفرة وحتى القائمون على السيرفر لا يستطيعون رؤيتها.. وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال الخبير التكنولوجي سيد الهاشمي إن تحديثات الخصوصية الجديدة لتطبيق «واتساب» أثارت حالة من الجدل، خاصة في ظل الشائعات التي تشير الى ربط ونشر بعض البيانات من حسابات المستخدمين على «واتساب» إلى حساباتهم على موقع «فيسبوك».
وشــدد هاشــم على ضرورة أن يعلم الجميع أن عملية مشاركة البيانات مع «فيسبوك»، والتي أصبحت مالكة لتطبيق «واتساب» والمسؤولة عن التحديث الأخير المثير للجدل، ليس معناها ان يتم نشر ومشاركة هذه البيانات مع المستخدمين الآخرين، وإنما تهدف العملية الى تحليل تلك البيانات من قبل «فيسبوك» لأغراض تسويق المنتجات والإعلانات فقط لا غير.
وأضـــاف: «اطمئــــن الجميع بأن بياناتهم على واتساب محفوظة سواء المحادثات الخاصة والصور والفيديوهات، جميعها في أمان لا أحد يستطيع الدخول إليها أو مشاهدتها، وذلك لأن المحادثات مشفرة بتقنية عالية تقوم بتشفير أي شيء موجود على السيرفر بين المستخدم وذاك الشخص الآخر الذي يرسل له البيانات، وبمجرد أن يتم تسلم الرسالة يتم مسحها من السيرفر نفسه، فهي موجودة مشفرة وحتى القائمون على السيرفر لا يستطيعون رؤيتها».
ونصح الهاشـمـــي المستخدمين بقبول رسالة تحديثات الخصوصية لتطبيق «واتساب» التي تظهر الآن على التطبيق لأنه في حالة عدم قبولها، سيتم غلق حسابات الرافضين للتحديثات في 8 فبراير المقبل، كما ان «فيسبوك» و«واتساب» صرحا بأن هذه البيانات غير قابلة للنشر، والأمر كله مجرد جمع بيانات لتكوين قاعدة بيانات خاصة بالفيسبوك لعمليات التسويق فقط لا غير.حماية الخصوصية
ومن جانبه، قال الكاتب المتخصص في الدراسات الإعلامية والسياسية داهم القحطاني إن عملية الخصوصية في التطبيقات التي نستخدمها في هواتفنا المتنقلة تشكل أهمية قصوى، فانتهاكها يمثل أثرا تدميريا على الفرد.
وأضاف: «سمعنا قصصا كثيرة عن انتشار صور معينة أو رسائل معينة تسببت في مآس لدى البعض، لذلك القوانين والتشريعات تحمي هذه الخصوصية، ولكن مؤخرا بعض التطبيقات ومنها «واتساب» أعلن أنه سوف يشارك بعض معلومات المستخدمين مع شركة «فيسبوك» وهي الشركة الأم المالكة للتطبيقين، وهذا لا يعني انتهاك الخصوصية بشكل مباشر أو نشر صور المستخدمين الخاصة، ولكنه يعني مشاركة نمط استخدام الشخص، وقد تستخدم هذه المعلومات لاحقا في أمور لا نعلمها».
وأكد القحطاني ضرورة أن يكون هناك تطبيق محلي أو عربي يحمي خصوصية الفرد، وعلى الرغم من أن البعض يعتبر هذا الاقتراح مستحيلا، إلا انه أشار الى نجاح دول كثيرة في هذا منها الصين وكوريا الجنوبية، ومؤخرا تركيا، جميعهم نجحوا في استحداث تطبيقات مشابهة لتطبيق واتساب تحمي الخصوصية وتمنع انتهاكها بحيث لا يحق حتى للحكومات أن تنتهكها. وحول البدائل المتاحة، أشار الى أن البدائل لتطبيق «واتساب» حاليا أصبحت كثيرة، من بينها على سبيل المثال تطبيقي «تليجرام»، «وسيجنال»، وهذه تطبيقات تقوم على حماية خصوصية الفرد.
مشاركة بياناتك للأغراض التسويقية.. فقط
أوضح الهاشمي ان التحديثات الجديدة تشمل مشاركة بيانات متعلقة بنوع الجهاز الذي تستخدمه، وتحديد المواقع من الأماكن التي تذهب إليها، ومن خلال هذه الأماكن سوف يتم بتصنيف اهتماماتك، مثلا لمعرفة انك شخص رياضي، أو تهتم بالتسوق، أو أي نوع من الاهتمامات، فهما يسعيان إلى تصنيف المستخدمين، حتى إذا جاءهما أي شخص يرغب في إعلان دعائي تسويقي على فيسبوك أو انستجرام يستطيعان هنا اختيار الفئة المستهدفة، بحيث أن الإعلانات التي تأتيك على حسابك بفيسبوك أو انستغرام تكون إعلانات مطابقة لاهتماماتك.
أما موضوع البرامج البديلة، فوجود أكثر من تطبيق منافس لـ «واتساب» يعتبر شيئا جميلا جدا، وذلك للمنافسة فقط، أما الأمان فلا قلق من هذا فجميع البيانات محمية على واتساب.