أحمد مغربي
قال وزير النفط الأسبق د.علي العمير إن الكويت في تحد حقيقي نتيجة لإقبالها على عجز محتمل في الميزانية الحالية، حيث ما يتم بيعه من النفط الخام لا يكفي المصروفات، موضحا انه بحلول شهر أبريل المقبل قد يتبين وضع الميزانية سواء أكان هناك عجز او فائض في الموازنة العامة.
واضاف العمير في تصريحات على هامش ندوة تم عقدها مساء أول من أمس بعنوان «أوپيك بين الإنتاجية والخلافات السياسية»، ان ما مر على الدول المنتجة للنفط خلال السنوات الماضية يجعل عليها استحقاقا لإيجاد حلول وذلك من خلال 3 محاور، الأول تنويع مصادر الدخل وذلك عن طريق تصنيع المواد البترولية وبيعها ذات قيمة مضافة.
واشار الى ان ثاني تلك المحاور هي المهارة البشرية في ادارة ذلك المورد الاقتصادي، مشددا على ضرورة الادارة الجيدة لمرفق النفط المهم الذي يمثل المصدر الأوحد للدخل في الكويت.
وبين العمير ان المحور الثالث يتمثل في اغلاق منابع الهدر والفساد الذي قد يستنزف موارد الدولة والمال العام.
وحول دور منظمة «أوپيك»، قال العمير أن نقطة التحول الكبيرة في تاريخ المنظمة كانت عقب الأزمة المالية العالمية والتي وصلت الأسعار وقتها الى 147 دولارا للبرميل، وتهاوت الأسعار بعدها الى 40 دولارا للبرميل.
واضاف انه كان لثورات الربيع العربي اثر كبير على سعر برميل النفط الذي وصل الى نحو 80 دولارا بعد انقطاع بعض الإمدادات النفطية عن السوق العالمية مع تنامي الطلب ما أدى الى وصول الأسعار الى 112 دولارا.
وقال ان منظمة «أوپيك» كانت تسيطر على الأسواق العالمية عندما كانت تشكل حوالي ثلثي منتجي العالم بانتاج يقدر بنحو 34 مليون برميل يوميا، مشيرا الى أن الدول المنتجة خارج المنظمة تحاول التنسيق مع دول المنظمة سعيا لاستقرار السوق وهو ما حدث مؤخرا.
وقال ان ابرز الخلافات بين دول المنظمة كانت للتسابق على حصص المستهلكين، موضحا ان المؤثر السلبي الاخر هو دخول الطاقات البديلة على خط الاستخدام اليومي للطاقة.
وقال إن الكويت لديها التزام داخلي لتحقيق استراتيجية مؤسسة البترول 2020 وذلك بالوصول الى 4 ملايين برميل يوميا.
وشدد العمير على ضرورة ان تكون هناك استراتيجية للتحول الى بيع النفط كمشتقات نفطية ذات قيمة اقتصادية أعلى ولذلك فان الكويت لديها مشاريع في هذا الصدد تقدر بحوالي 27 مليار دولار لانتاج منتجات عالية الجودة ووقود نظيف وتحويل النفط الخام الى منتجات.
من جانبه، قال الخبير النفطي محمد الشطي ان انشاء مصفاة الزور ومشروع الوقود البيئي يعدان من المشاريع البيئية الاقتصادية التي تحقق قيمة مضافة للنفط الخام، مشددا على أن التأخر في انجازهما سيؤثر سلبا على الكويت.
واكد ان النفط والوقود الاحفوري باقيان لمدة 100سنة وهناك تحديات منها التوسع في انتاج النفط والغاز وتحويل النفط الى منتجات اكثر قيمة.
واشار الشطي الى ان القطاع النفطي يعمل وفق سيناريوهات مدروسة ومحددة المخاطر، مشيرا الى ان الحديث عن نهاية النفط بعيد في ظل ان اكبر منتج للنفط في العالم هو اميركا تستثمر في النفط والغاز في مشاريع ضخمة.