- خبراء لـ «الأنباء»: المستثمر الكويتي جبل على الأزمات.. والأسهم أكثر عرضة للتراجعات
- رمضان: الاقتصاد الكويتي بمنأى عن المخاطر والبورصة في أمان
رباب الجوهري ـ شريف حمدي
فيما توالت امس خسائر سوق الكويت للأوراق المالية على وقع العوامل الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة حاليا، خسرت القيمة السوقية للبورصة 422 مليون دينار خلال تعاملات أمس فقط فضلا عن خسارتها نحو 900 مليون دينار نهاية تداولات الأسبوع الماضي.
وفي هذا السياق قال خبراء في لقاءات متفرقة مع «الأنباء» ان تلك الخسائر تعزى الى العوامل الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة وتصاعد المخاوف باحتمالية نشوب حرب بين أميركا وإيران وهذا أثر بالفعل على المتداولين في بورصات المنطقة بشكل عام وبورصة الكويت بشكل خاص والدليل حدوث التراجعات التي شهدتها أروقة السوق خلال الفترة المنصرمة بيد انهم رأوا ان المستثمر الكويتي جبل على الأزمات وأصبح لديه خبرة في هذا المضمار، وأشاروا إلى ان السوق سيشهد المزيد من التراجعات خلال الأيام المقبلة التي وصفها البعض بالطفيفة نتيجة الانكشافات التي يتوقع حدوثها، في ظل تصاعد التوتر في منطقة الخليج وارتفاع سقف التوقعات للسيناريو الأسوأ باندلاع الحرب.
وتراجعت سيولة السوق امس بنسبة ٥٩%، إذ انخفضت الى ١٩.٣ مليون دينار من ٤٧.٤ مليونا في آخر جلسة تداول وخسرت القيمة السوقية لبورصة الكويت ٤٢٢ مليون دينار في تعاملات امس بنسبة ١.٣%، إذ استقرت عند ٣٢.٢٠٣ مليار دينار مقارنة مع ٣٢.٦٢٥ مليارا في نهاية تعاملات الخميس الماضي.
في البداية، قال الخبير الاقتصادي محمد رمضان ان المستثمرين في البورصة ينقسمون الى شقين المستثمر المحلي والذي لن يتأثر بتلك العوامل الجيوسياسية على الإطلاق، لاسيما انه جبل على تلك الأمور منذ فترة وأصبح محصنا ضد الأزمات والنوع الآخر من المستثمرين وهم الأجانب وتلك الفئة لا تخطو أي خطوة دون القيام بدراسات مستفيضة ودراية بالأمور ولهذا أرى ان الأوضاع ليست خطيرة بيد انني أرى إمكانية حدوث بعض الانكشافات في البورصة، لاسيما في ظل تنامي حجم الإشاعات في الوقت الراهن، كما أتوقع حدوث المزيد من التراجعات الطفيفة التي لن تترك أثرا جليا على مؤشرات السوق لأن المستثمر بات واعيا ولديه بوصلته الخاصة التي تمكنه من تحديد توجهاته الاستثمارية.
وذكر رمضان ان العراق هي المنطقة الأكثر تعرضا للمخاطر وبالتالي من الممكن ان تشهد اقتصادياتها تراجعا ملحوظا وخروجا للاستثمارات الأجنبية الباحثة عن الاستقرار.
وأشار الى ان الاقتصاد الكويتي بمنأى عن المخاطر والبورصة في أمان والدليل استمرار المتداولين في عمليات البيع والشراء، لافتا الى ان الأوضاع ستتحسن وستتلاشي كل تلك المخاوف تدريجيا دون حدوث أي أضرار.
التصعيد السياسي
من جهته، قال الخبير الاقتصادي مجدي صبري ان التصعيد السياسي الذي تشهده المنطقة خلال الفترة الحالية ينقسم الى 3 أقسام أولا التهديدات الأميركية ثانيا رفض إيران لقيام حرب ثالثا اتجاه أميركا الى نشر قواتها في المنطقة على نطاق واسع بموافقة عدة دول، وأضاف: «ناهيك عن الاتفاقية المبرمة بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية الممتدة لـ 20 عاما، كل هذه العوامل أدت الى تخوف المتداولين من وقوع حرب ودفعت البعض الى عمليات البيع العشوائي غير المحسوب.
ولفت الى ان تهديدات ايران بإغلاق مضيق هرمز الذي يمثل 75% من المنافذ الرئيسية لمرور النفط الخليجي الى المنطقة ستخنق اقتصاديات دول الخليج وبالتالي ستشهد البورصة انخفاضات متتالية.
وأكد صبري ان جل التأثيرات الجيوسياسية ستنصب على نفسيات المتداولين وقد تدفع البعض الى الهلع والهروب وبيع الأسهم بشكل عشوائي بيد ان أغلبية المتداولين يدركون جيدا ان الأوضاع اعتيادية ولا خوف منها وأن الأوضاع ستعود أدراجها من جديد ولذا أرى ان السوق سيشهد موجات تراجع ولكنها ستقل تدريجيا بعد ذلك لأن المستثمر أصبح معتادا على تلك الأمور، وأضاف: فعلى سبيل المثال شهد السوق خلال تداولات يوم الخميس الماضي تراجعات ضخمة وتراجعات ولكن في النهاية أرى ان المستثمر القوى سيبقى وسيحتفظ بأسهمه مهما كانت الظروف سيئة.
من جهة ثانية، قال: «المنطقة تشهد حالة من الضغوط المتكررة والصلابة في المواقف والبعض يرى ان الأوضاع تتجه الى حافة الهاوية، لاسيما في ظل قرار ترامب فرض ضرائب على الصين بما يعادل 200 مليار دولار فيما تفرض في المقابل الصين ضرائب على المنتجات الأميركية بما يعادل 60 مليار دولار وهو ما سينعكس سلبيا على الاستثمار في الأسهم بشكل خاص، لاسيما ان باقي القطاعات الأخرى كالعقار على سبيل المثال ليس لديها خاصية البيع السريع كمثيلاتها الأسهم.
وتوقع ان يتراجع السوق السعودي خلال الأزمة الحالية بنسبة 10% بيد انه رأى ان السوق الكويتي سيمنى بخسائر في المؤشر قد تستمر لفترة زمنية معينة ولكن سيعاود أدراجه قريبا والأمور ستتجه في النهاية الى الاستقرار.