نعى أعضاء غرفة تجارة وصناعة الكويت سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، حيث قالوا ان الفقيد ترجل وترك خلفه انجازاته وأعماله ومآثره الباقية، والتي سيشهد له التاريخ بعطائه الانساني اللامتناهي، وكان الفقيد انسانيا وأبا عطوفا قبل أن يكون حاكما.
وأكدوا ان سمو الأمير، رحمه الله، كان أبا حكيما مخلصا لوطنه ولشعبه، حيث قدم أمير الانسانية للكويت وشعبها الكثير في عدة مجالات، ولم يكن رجل سياسة فقط إنما مظلة حكمة وعطف للكويت، وأنه استحق هذه المكانة بفضل جهوده وحكمته ونيته الصادقة في نشر السلام بين الدول والشعوب في شتى أنحاء الارض.. وفيما يلي التفاصيل:
أمير الانسانية
في البداية، قال النائب الأول لرئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت عبدالوهاب الوزان إن أمير الانسانية ترجل وتبقى انجازاته وأعماله ومآثره باقية، فما أن أعلن عن نبأ وفاة سموه حتى عم الحزن والأسى في جميع المحافل الدولية، والدول العربية والاسلامية لهذه الفاجعة الكبيرة وبكته القلوب قبل العيون.
وأضاف الوزان: «خسرت الأمة العربية والاسلامية رمزا من أوفى وأكبر وأعظم رموزها في العصر الحديث، رمز سيشهد له التاريخ بعطائه الانساني اللامتناهي، وكان الفقيد انسانيا وأبا عطوفا قبل أن يكون حاكما، شهما في انسانيته فاعلا للخيرات، وكان ابو الديبلوماسية العربية والاقليمية، وحين تقلد سدة الحكم كان همه خلق أجواء ايجابية بين دول مجلس التعاون والدول العربية، فجهوده واضحة ومميزة في حل خلاف البيت الخليجي وسعيه الدائم للم شمل وحدة الصف الخليجي وبالرغم من مرضه وتعبه، إلا أنه آثر على نفسه التنقل بين عواصم دول الخليج العربي لرأب الصدع وجمع كلمتهم وتقريب وجهات النظر بينهم بعد أن دب الخلاف بينهم واستمر على سياسته المميزة سياسة عدم الانحياز».
وأكد الوزان أن موقف سمو الأمير الراحل من القضية الفلسطينية لم يتزحزح، واستمر على موقفه الدائم لرفض التطبيع ومناصرة القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية، وكان همه الأكبر أن يعود الحق لأصحابه وعودة المسجد الأقصى وتحريره من براثن الاحتلال.
ولم يأل جهدا في المساندة والمساعدة وبذل ما يستطيع من جهود ومساعدات مالية في سبيل تحقيق الهدف المنشود وهو عودة الحق لأصحابه الفلسطينيين.
وأشار الى ان سموه، رحمه الله، اسس سياسة خارجية للكويت حقق بها عدم الانحياز بالمعنى الحقيقي، وهذه السياسة الحفيصة وغير المنحازة اعطت الكويت احتراما عالميا منقطع النظير، كما أن كل المساعدات الكويتية المالية والعينية لكل الدول المحتاجة الأفريقية، الآسيوية، الأميركية اللاتينية والشرق أوسطية، قدمت لوجه الله تعالى ثم لوجه الانسانية منزوعة المصالح السياسية.
وأضاف: «الأمير الراحل متواضع جدا يشارك عوائل الكويت أفراحهم وأتراحهم بدون تكلف وتجده دائما بينهم يواسيهم بأحزانهم ويبارك لهم بأفراحهم، وكلماته السامية دائما يؤكد فيها على الوحدة الوطنية، واحترام القانون، ومعالجة الأمور بالحكمة والموعظة الحسنة، ويحث السلطات الثلاث على التعاون والعمل على مصلحة الشعب وتحقيق مطالبه وامانيه واحقاق الحق بدون تمييز، ان الكويت اذ تودعك اليوم باكية، انما تبكي أبا حكيما عطوفا وحاكما متواضعا تبكي شخصيتك الفذة ومواقفك المشرفة».
وفي الختام، قال: «عظم الله أجرنا وأجر أسرة الصباح الكرام والشعب الكويتي والعربي والاسلامي، ونتضرع إلى الله أن يتغمد أمير الانسانية بواسع رحمته ورضوانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون».
أب حكيم
من جانبه، قال عضو غرفة تجارة وصناعة الكويت خالد الخالد إن الكويت فقدت أبا حكيما مخلصا لوطنه ولشعبه، مضيفا أن أمير الانسانية قدم للكويت وشعبها الكثير في عدة مجالات، ولم يكن رجل سياسة فقط إنما مظلة حكمة وعطف للكويت، سائلا المولى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويرزقه جناته، وإننا نعزي أنفسنا وأسرة آل الصباح وشعب الكويت بوفاة صاحب القلب الكبير، حكيم وأمير الإنسانية، إذ كان سموه مساهما في نشر الخير بجميع أرجاء الأرض، ولا نقول الا ما يرضي الله عز وجل (إنا لله وإنا إليه راجعون).
وتوجه الخالد بالعزاء لعموم أهل الكويت حكومة وشعبا وللأسرة الحاكمة، في مصابنا الجلل برحيل أمير الإنسانية رحمه الله، فقد ترجل فارس العمل الإنساني عن صهوة جواده تاركا بصمات أياديه البيضاء في أرجاء المعمورة، رحل القائد والوالد الإنسان، فسموه رمز للتواضع والحكمة والخير.
وأكد الخالد ان سموه سيبقى، رحمه الله، في قلوبنا قائدا ووالدا، حفظ الكويت وأهلها في قلبه وعقله، ونعزي انفسنا برحيله ونطلب من الله ان يتغمده بواسع رحمته وان يجزيه عنا خير الجزاء، وان يوفق أميرنا صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه ليكمل المسيرة.