ندى أبونصر
فرض تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيدـ19)، وما نتج عنه من تداعيات وما تطلّبه من إجراءات لمكافحته، الكثير من العادات المختلفة في العالم، التي التزم بها الناس حتى بعد تخفيف إجراءات الحجر الصحي الإجباري، ومن بينها «التسوق عبر الإنترنت» الذي أصبح مفضلا أكثر لدى البعض من التنقل إلى الأسواق للتبضع.
فقد دفعت حالة الحظر التي فرضها «كورونا» كثيرين للجوء إلى منصات التسوق الإلكتروني كبديل عملي يرضي فضولهم في الاطلاع على كل جديد في عالم المنتجات، ويتيح لهم شراء ما يعجبهم بعيدا من مخاطر التقاط الفيروس، وذلك بعد أن تركت إجراءات مكافحة الفيروس الملايين في منازلهم ما جعلهم غير قادرين على التسوق في المتاجر مباشرة.
وأصبح للشراء عبر شبكة الإنترنت مغريات كثيرة، نظرا إلى المزايا التي توفرها، والتي من بينها سهولة الاستخدام ووضوح المخزون من كل منتج وتقييمات الزبائن للمنتوج، حيث تساعدهم على اتخاذ قرار الشراء من عدمه، كما أن ساعات التسوق متاحة على مدار الساعة دون توقف، والأسعار معروفة ومتنوعة وكذلك إمكانية المقارنة وخدمة الدفع عند التسلم لمن لا يملكون بطاقات بنكية، إضافة إلى ما يتميز به الإنترنت في التسوق من كثرة العروض والتخفيضات على مدار السنة.
لكن، هل كان التسوق عبر الانترنت الحل الأنسب في هذه الظروف التي أوقف فيها الطيران، وبالأخص لمحبي الموضة والماركات العالمية؟ وهل يلبي احتياجات هؤلاء الأشخاص أو أنهم فضلوا تأجيل التسوق إلى ما بعد انتهاء الأزمة وعودة الحياة إلى طبيعتها حتى يتمكنوا من متابعة السفر والتسوق التقليدي في المحال التجارية؟
«الأنباء» جالت لمعرفة آراء المواطنين والمقيمين ومدى اكتفائهم من التسوق داخل مولات ومحلات الكويت او الاعتماد على الشراء «أونلاين» عبر الانترنت أكثر مع إجراءات السفر المكثفة والمتعبة والتي جعلت الناس يؤجلون فكرة السفر إلا للحالات الضرورية، فجاءت التفاصيل كما في الأسطر التالية:
في البداية، قالت نورا جهاد إن الديرة يوجد فيها كل شيء والسوق في الكويت جميل ومتوافر به كل متطلباتنا وفي بعض الأحيان نتسوق «أونلاين» لبعض الأمور التي لا نجدها والآن صار اعتمادنا على الـ «أونلاين» أكثر حتى في طلبات المأكولات وكل شيء لأن الطلب «أونلاين» أسهل وأفضل من أن نخرج ونعرّض نفسنا للخطر.
وأضافت: اشتقنا كثيرا إلى السفر والتسوق ولكن الظروف الحالية لا تسمح لنا، لأن السفر في هذه الأيام أصبح شاقا جدا وفيه إجراءات كثيرة وممكن أن نتعرض خلال السفر لانتقال أي مرض أو فيروس.
من جانبه، قال أبو عبدالعزيز إن المجمعات في الكويت كبيرة وكل شيء متوافر ومن الأمور المبالغ فيها أن يسافر الإنسان فقط كي يتسوق، فالكويت لا ينقصها شيء، ولكن هذا الجيل أصبح معتاداً ايضا على الشراء «أونلاين» عبر الانترنت وسهّل عليهم أشياء كثيرة، لكنني ووالدتهم نفضل النزول الى الأسواق المحلية ونشتري مستلزماتنا وستزول الغمة قريبا وتعود الحياة إلى طبيعتها والله يحفظ الكويت من كل شر.
وقال عدي الصلخدي وهو مسؤول عن محل للملابس في أحد المولات، إن نسبة المبيعات ضعيفة جدا تصل الى 40% فقط، وأصبحت الناس تعتمد أكثر على الشراء «أونلاين» والسوق تأثر كثيرا بأزمة فيروس كورونا ولكن لديهم أمل في أن تعود الأمور قريبا إلى طبيعتها وينتعش السوق المحلي وتزداد نسبة المبيعات بشكل أكبر.
بدوره، قال البائع حسن فهيم إنه بعد أزمة كورونا تأثرت الأسواق بشكل كبير وقلت نسبة المبيعات بشكل ملحوظ لأن الناس خائفة من الاختلاط وأن محبي الموضة والسفر أصبحوا يعتمدون على الشراء «أونلاين» لوجود الكثير من الماركات التي يحبونها لأنه للأسف هناك ركود بالأسواق وأصبح التجار لديهم تخوف من شراء البضائع ووضعها في الأسواق خوفا من تخزينها وعدم بيعها، وبهذا أصبحوا يشترون بضائع بشكل أقل من قبل.
تخوف من التسوق
أما إيمان القطان فقالت إنها في بداية الأمر كانت تتخوف من النزول إلى الأسواق ولكن فيما بعد أصبحت تتخذ الإجراءات اللازمة هي وأولادها وينزلون إلى التسوق.
وأضافت أن أسواق الكويت يوجد فيها كل شيء والمولات جميلة وتوجد بضائع تناسب الجميع وجميع الإمكانات وجميع البراندات والموديلات وان السفر في الوقت الحالي صعب ولا نحبذ السفر في هذه الأوضاع غير المستقرة ونتمنى أن تعود الحياة إلى طبيعتها في الكويت وجميع بلدان العالم.
بدورها، قالت لجين العوض: أحب الشراء «أونلاين» أكثر لأنني أجد كل العلامات التجارية وبأسعار مناسبة أكثر من شرائها من داخل الكويت لأنه في بعض المحلات بالكويت في بعض الأحيان أجد نفس القطع التي انتقيتها «أونلاين» ولكن بأسعار مرتفعة أكثر ومبالغ فيها، مضيفة: أحب السفر للتسوق ولكن في الوضع الحالي صعب جدا ولهذا التسوق «أونلاين» عوضنا عن السفر ونستطيع شراء كل الملابس التي تعجبنا وبسهولة.
من جانبه، قال أبوأحمد: الآن الشراء «أونلاين» أصبح مكتسحا الأجواء بالأخص لجيل الشباب الذي أصبح يسهل عليهم كل شيء ويطلبون ما يحبون دون عناء.
وأضاف: لم نتأثر كثيرا بعدم سفرنا للتسوق وحتى الأسواق فيها كل شيء ومتوافرة فيها كل البضائع التي نحتاج اليها ومن جميع الماركات ونحن الكبار نستمتع بالنزول للأسواق والتبضع اكثر من الشراء «اونلاين»، ونتمنى عودة الحياة إلى طبيعتها وتنتعش الأسواق اكثر ويزول الخوف من الأجواء العامة من العدوى او المرض.
مدونة الموضة رشا جباخانجي: للتسوق «أونلاين» متعة خاصة
قالت مدونة الموضة (فاشن بلوغر) رشا جباخانجي إن السفر كان من أكثر النشاطات الممتعة للتسوق من أجمل البراندات والماركات العالمية، لكن بسبب انتشار فيروس كورونا عالميا والظروف التي مررنا بها من إغلاق المطارات والحجر الصحي وغيرها فرض علينا التسوق «أونلاين».
وأضافت أن السوق المحلية وفرت جميع البضائع ولكن أنا شخصيا استمتعت بالتسوق «أونلاين»، وكانت له نكهة خاصة وممتعة من مواقع داخل الكويت وخارجها وشعرت بأن التسوق عبر الانترنت أسهل وأكثر أمنا في ظل الظروف الراهنة.