عبدالله الراكان
على الرغم من تصدر ألعاب الفيديو لسوق العاب الاطفال وانتشار تطبيقات الالعاب على الاجهزة المحمولة وانخفاض الطلب على الالعاب الحركية التقليدية إلا أن الاخيرة ماتزال محافظة على اسعارها الغالية مع ارتفاع جنوني بشكل يثقل كاهل الأسرة في الكويت، حيث يقبل المواطنون والمقيمون بشكل مستمر على محلات الالعاب لشراء تلك الألعاب خاصة مع أيام العيد في محاولة لرسم البسمة على وجوه أطفالهم في وقت اختلف فيه معنى العيد عن ذي قبل واصبح من الصعب أن تفرح قلب طفل أو ترضيه في ظل تنوع البضائع واختلافها، وكذلك مع انتهاء الدراسة واقتراب عطلة الصيف.
وقال مواطنون من مرتادي المحلات لـ «الأنباء»: اننا نرتاد هذه المحلات غالبا لشراء السكوتر الكهربائي والدراجات الهوائية وايضا اصلاحها، موضحين ان الامر لا يتوقف عند شراء الالعاب فقط بل ايضا نرجع في بعض الاوقات لاصلاحها فيما يرى بائعون في تلك المحلات ان الاقبال ضعيف لعدة اسباب اهمها الحظر الذي كان مفروضا على الكويت بسبب جائحة «كورونا» وأيضا بسبب انتشار العاب الفيديو، كما ان اسعار الالعاب ارتفعت عن السابق بسبب ارتفاع اسعار الشحن من الدول التي تصدر الالعاب، مشيرين إلى ان اسعار الالعاب تتباين حسب الجودة ومكان الصنع او بسبب الأوضاع الاقتصادية وغلاء مستوى المعيشة، حيث ان الأولويات اصبحت لأشياء اخرى والفائض فقط للألعاب فهموم المواطن اصبحت كثيرة والمسؤوليات كبيرة وأصبح هذا الجيل غير قنوع بالألعاب التقليدية واتجه نحو الالكترونية تقريبا.
وخلال جولة «الأنباء» تم استطلاع آراء عدد من اولياء الأمور والبائعين حول شراء الالعاب والطلب عليها وأسعارها، فإلى التفاصيل:
في البداية، قال المواطن علي الشمري لـ «الأنباء»: ان اسعار الالعاب مرتفعة بشكل مبالغ به، حيث اصبحت ضعف ما كانت عليه، مشيرا إلى أن اطفاله يستخدمون العاب الفيديو لكنه اضطر لشراء الالعاب التقليدية خاصة «السكوتر» والدراجات الهوائية تفاديا لاضرار العاب الفيديو وأيضا لأنه لا تتوافر اماكن للترفيه عن الاطفال في هذه الفترة، مضيفا انه لا يكتفي بشراء الالعاب فقط بل يجب العودة لاصلاح الالعاب والحصول على قطع الغيار وغيرها من الأمور التي تصاحبها من أعطال وتخريب.
أسعار متقلبة
وبدوره، قال المواطن بوعبدالله الشمري ان الاسعار متقلبة في سوق الالعاب على حسب المواسم، مشيرا الى انه اشترى دراجة هوائية لابنه بسعر مرتفع لكنه عاد لإصلاحها رغم ان المدة التي استخدم بها الدراجة بسيطة جدا، مشيرا الى ان الجودة اختلفت عن السابق بسبب الغش من المصنع الاساسي وعلى الرغم من اننا ندفع مبالغ مرتفعة للحصول عليها، لافتا الى ان العاب الفيديو اكتسحت اغلب البيوت في الكويت خاصة لدى الأطفال من سن 8 سنوات فما فوق، واصبحت تراهم جالسين في المنزل فقط ويمارسون تلك الالعاب مع اقرانهم عبر الاتصال والى آخره، كما اصبحت الالعاب الحركية نادرة الاستخدام.
وتوجه الشمري بالنصيحة لأولياء الامور بضرورة متابعة ابنائهم في جميع الالعاب التي يمارسونها والبرامج التي يقومون باستخدامها لأن هناك برامج وتطبيقات فيها الكثير من المضار عليهم سلوكيا ونفسيا، إضافة إلى أضرارها الصحية المباشرة على العيون والعمود الفقري، والان مع رفع الحظر بات من الضروري اخراجهم إلى الحدائق والمنتزهات وتحريرهم من قيود الغرف المغلقة.
إسعاد الأبناء
أما أم جاسم فأكدت أن جميع الأسعار صارت مرتفعة وليس الألعاب فقط، مشيرة إلى أن الإقبال على ألعاب العيد يكون لإدخال الفرح والبهجة إلى قلوب الأبناء وإسعادهم، خصوصا أن شراء تلك الألعاب يعتبر المتنفس الأسهل لهم مع عدم وجود أماكن للترفيه فلا مدينة ترفيهية ولا مراكز للألعاب ولا متنزهات، ونتمنى أن تصبح لدينا مراكز للترفيه ليقضي الأطفال اوقاتهم فيها ويستمتعوا بالألعاب الممتعة التي يمكن أن تضمها كما في مدن وبلدان العالم، فقد كانت لدينا المدينة الترفيهية وهي مغلقة الآن وبالتالي ليس أمام الأطفال سوى ألعاب الفيديو أو بعض الألعاب العادية والتي يملون منها بسرعة ومع ذلك علينا أن نشتريها لهم.
إقبال ضعيف
من جهته، قال بي شنو وهو بائع في احد المحلات: ان الاقبال ضعيف على شراء الالعاب بشكل عام رغم توفر جميع الالعاب الجديدة وبكل المراحل العمرية، موضحا ان الطلب الغالب على السكوتر الكهربائي وعلى الدراجات الهوائية.
وأضاف شنو: ان الأسعار ارتفعت بسبب غلاء الشحن من البلد المصدر وتتراوح اسعار السكوتر الكهربائي من 100 دينار الى 250 دينارا، وهناك ألعاب أسعارها متفاوتة حسب النوع والجودة وبلد المنشأ.
ألعاب الفيديو
من جانبه، اكد محمود الفارس، وهو أيضا بائع في احد المحلات، ان العاب الفيديو اثرت على سوق الالعاب التقليدية لكن الطلب على السكوتر الكهربائي «الشومي» و«الدرفت» وعلى الدراجات الهوائية مازال مرتفعا وعليها إقبال كبير ومن مختلف الأعمار، موضحا ان الاسعار مناسبة للجميع وتناسب أصحاب الدخل البسيط والانسان المقتدر وتختلف الأسعار على حسب مكان المحل فكل انسان يستطيع ان يشتري لاطفاله الالعاب التي تناسب ميزانيته، وفي النهاية هي لعبة تفرح قلب الطفل وتدخل البهجة والسرور غلى نفسه.
الأولاد والبنات
كذلك تحدث البائع شفيق لـ«الأنباء» قائلا: ان جميع الالعاب متوافرة للجنسين، مشيرا إلى ان الاولاد يشترون السكوتر والبنات العاب العرائس مثل «باربي»، والمطبخ وأدوات الخياطة وغيرها، مشيرا الى ان الاسعار معقولة ولم تتأثر بالظروف الحالية، موضحا ان السوق لدينا محكوم بفئة عمرية الى سن 6 سنوات، اما الفئات العمرية الاخرى فتتجه إلى العاب الفيديو والتلفونات المحمولة.
ألعاب الحظر
وبدوره، قال علي حسين، وهو بائع في احد المحلات: ان في فترة الحظر بدأت الناس تقبل على محلات الالعاب لشراء السكوتر الجديد والدراجات الهوائية بسبب قلة الاماكن المخصصة للأطفال والمنتزهات المغلقة بعد قرارات السلطات الصحية في البلاد، مشيرا الى ان الفئات العمرية التي ترتاد المحلات من سن 3 سنوات الى 15 سنة وفي الفترة الاخيرة لاحظنا توافد الشباب على المحلات لشراء السكوتر والدراجات الهوائية.
وأوضح حسين ان العاب الفيديو اثرت على الالعاب التقليدية وخففت الطلب عما كان عليه في السابق، موكدا ان الاسعار متفاوتة في الفترة الاخيرة بسبب ان الموزعين الرسميين في الكويت يقولون ان اسعار الشحن ارتفعت خاصة القادمة من الصين، مشيرا الى انه في فترة الحظر زاد الطلب على لعبة «الكيرم» و«الهوكي» والألعاب الجماعية التي يستخدمها الكبار الصغار.