- الدوسري: حرص الابن على حفظ كتاب الله هو حرص أيضاً على أن يلبس والديه تاجاً.. ليس من الذهب ولا الفضة ولا الألماس.. وإنما هو تاج الوقار وهو تاج في الجنة الباقية وليس من تيجان هذه الدنيا الزائلة
- وكيل الأوقاف رعى الحفل وأكد الفوائد الجمة للحلقات القرآنية المباركة لنشر الوعي وحفظ كتاب الله
- الفلاح: الكويت ساحة للتنافس الشريف في فعل الخيرات وكفالة الأيتام
- يوسف عبدالرحمن: أكثر من 70 دراسة عربية وإسلامية متخصصة أكدت أن حفظ القرآن الكريم يقي من الأمراض ويقوي مناعة الجسم ويزيده إبداعاً في حياته وتملأ نفسه الراحة والطمأنينة والاستقرار
أسامة أبوالسعود
في جو مفعم بالإيمان بين حملة مشاعل النور حفظة كتاب الله من أطفال في عمر الزهور تعلو وجوههم ابتسامة الأمل ويشع من جباههم نور القرآن الكريم وبركته، الى مختلف المراحل العمرية من الرجال والنساء الذين أتموا السند بفضل الله تعالى تكسوهم حلة الإيمان ونور البرهان، كرم وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية د.عادل الفلاح كوكبة جديدة من حفظة كتاب الله جاوزت 250 حافظا وحافظة لكتاب الله من حلقات العم خالد يوسف المرزوق - المغفور له بإذن ربه - مساء أمس الأول خلال الاحتفال الذي أقيم بمسجد سعد السلطان السالم بمنطقة الفنطاس برعاية وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية د.عادل الفلاح وحضور وكيل وزارة الأوقاف المساعد لقطاع المساجد وليد الشعيب ومدير إدارة مساجد الأحمدي كريدي الدوسري والزميل يوسف عبدالرحمن المشرف العام على حلقات العم خالد يوسف المرزوق - رحمه الله - لحفظ القرآن الكريم.
وألقى د.الفلاح كلمة أمام الحضور الحاشد الذين ازدان بهم المسجد قال فيها «كانت الكويت ومازالت واحة من واحات الدعوة الراشدة، وساحة من ساحات التنافس الشريف بين أبنائها في فعل الخيرات، وكفالة اليتامى واليتيمات، وبناء بيوت الله تعالى في جميع أرجاء الأرض والقارات، بل هي واحدة من أكثر بقاع الأرض خدمة لكتاب الله تعالى، تعليما وتدريسا وتحفيظا ورعاية للحفاظ من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، ولم يكن ينقضي فيها شهر من شهور العام إلا ونجد فيها مسابقة هنا، أو منافسة هناك بين حفظة كتاب الله لإعانتهم على تثبيت الحفظ أو فهم ما حفظ، ولا أدل على ذلك من مثل هذه الرعاية الكريمة المباركة من أبناء العم «خالد يوسف المرزوق» يرحمه الله وجزاهم الله خيرا، والتي تقام على ارض الكويت كبرهان ساطع على خيرية أهل الكويت وحبهم الجارف لكتاب الله».
وأضاف د.الفلاح قائلا «ان مما لا شك فيه ان هذا الكتاب المعجز الخالد، لاتزال آثاره الطيبة، ونور آياته المباركة تنطبع على صفحات القلوب فيفتح الله بها قلوبا غلفا، وآذانا صما وأعينا عميا، وتأخذ بنواصي العقول والألباب الى سبل الهداية والرشاد، فتنقذ من الجهالة وتنجي من الهلاك وتعبر بصاحبها الى بر الأمان في الدنيا والآخرة... ولم لا؟ وهو كلام رب العالمين، وحبله المتين، ونوره المبين، والذي وعد سبحانه من يحفظه ويعمل به أن يوفيه يوم القيامة حقه خير الوفاء فيقال له: اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان مقامك في الجنة عند آخر آية تقرؤها».
حلقات قرآنية مباركة
وتابع قائلا «لا يخفى عليكم الفوائد الجمة من إقامة مثل هذه الحلقات القرآنية المباركة التي تكون سببا في نشر الوعي القرآني وترديد آياته في كل مكان في المجتمع، فتطال بركته كل شيء، ويعم نوره أرجاء الوطن، فجزى الله خيرا هذه الأسرة الكريمة القائمة على هذه الحلقات والمشاركين فيها والمشرفين عليها، ونسأله تعالى ان يجعل هذا العمل في ميزان صاحبها وان يثيب أولاده عليها خير الثواب».
وشدد د.عادل الفلاح على ان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على استعداد تام لتقديم ما تستطيعه من عون ومساعدة لأي جهة تعمل في مجال خدمة كتاب الله وعلومه وأهله تحقيقا لمبدأ الشراكة المجتمعية وإعلاء لقيم التعاون رفعة لوطننا الكويت وأهله الخيرين الطيبين. بارك الله لنا ولكم في القرآن العظيم وجعلنا وإياكم من أهله الذين هم أهل الله وخاصته، وتقبل الله من الجميع وشكرا لكم».
تاج الوقار أغلى من كل التيجان
ومن جهته، هنأ مدير إدارة مساجد الأحمدي كريدي الدوسري، حفظة كتاب الله الكريم بما أنعم الله عليهم به من أعظم النعم وهي العناية بكتاب الله وحفظه وتجويده، سائلا المولى ان يحفظهم ويحفظ معلميهم والقائمين على هذا المشروع المبارك.
ووجه الدوسري عددا من الرسائل أولاها لحفظة كتاب الله ممن حفظوا القرآن في هذه الحلقات الطيبة، متمنيا منهم الحرص على استمرار هذا الحفظ لان الحلقات متصلة ومتكررة، مؤكدا ان الأصـــل ان يحرص الحافظ على إكمال حفظ القرآن الكريم كاملا.
وقال الدوسري ان حرص الأبناء على حفظ كتاب الله هو حرص ايضا على ان يلبس والديه تاجا ـ ليس من الذهب ولا الفضة ولا الألماس ـ وانما هو تاج الوقار، وهو تاج في الجنة الباقية وليس من تيجان هذه الدنيا الزائلة.
وتمنى مدير إدارة الأحمدي ان يحرص حفظة كتاب الله على العمل بما جاء في هذه الآيات المباركة التي أتموا حفظها ولا يتوقفوا عند حفظها فقط، مشددا على انه ليس القصد بحفظ الآيات وانما بالعمل بما جاء بها.
كما وجه الدوسري رسالة شكر لأولياء الأمور لما قاموا به من أعمال حرصوا من خلالها على إيصال أبنائهم إلى هذه المكانة بحفظ كتاب الله الكريم والمثابرة عليه.
ووجه الدوسري الشكر للقائمين على حلقات العم خالد يوسف المرزوق المباركة لحفظ القران الكريم وفي مقدمتهم الشيخ احمد صالح والإخوة القائمون على المشروع معه والذين يحرصون منذ سنوات عدة على القيام بهذا العمل المبارك بتعريف أبنائنا بكتاب الله وحفظه وتجويده، فلهم كل الشكر.
وطلب الدوسري من الوكيل د.عادل الفلاح والوكيل المساعد وليد الشعيب ان يكون هناك تقدير خاص من وزارة الأوقاف للعاملين بمسجد سعد السلطان السالم لما يبذلونه من جهود كبيرة في خدمة كتاب الله وأنشطة اخرى متنوعة وليكونوا قدوة للائمة الآخرين في مختلف مساجد البلاد.
جهود كبيرة
ووجه الدوسري في ختام كلماته الشكر لورثة العم المغفور له خالد يوسف المرزوق ـ على دعمهم المشهود والأخ يوسف عبدالرحمن الذين يقوم بجهود كبيرة لدعم هذه الحلقات، سائلا المولى ـ عز وجل ان يجعلها في ميزان حسناتكم.
كما وجه الشكر للوكيل د.عادل الفلاح والوكيل المساعد وليد الشعيب على حضورهما الذي اعتبره حافزا قويا ودافعا لأبنائنا حفاظ كتاب الله ليكملوا مسيرتهم مع القران الكريم حفظا وتجويدا وعناية ـ بإذنه تعالى.
أفضل الأعمال إلى الله
ومن جانبه ألقى الزميل يوسف عبدالرحمن المشرف العام على حلقات العم خالد يوسف المرزوق ـ رحمه الله ـ لحفظ القرآن كلمة بدأها بقول الله ـ عز وجل في كتابه الكريم (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لله تعالى أهلين من الناس، قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: هم أهل القرآن أهل الله وخاصته»، مؤكدا ان أفضل الأعمال التي تقرب العبد إلى ربه حفظ وتلاوة القرآن الكريم، والعناية به ورعاية حفاظه معنويا وماديا».
تأثير إيجابي على شخصية الإنسان
وتابع قائلا: «ومن تجربتي الشخصية مع القرآن الكريم داعما للمعلمين والحفظة وطلاب العلم ترسخت عندي قناعة، وهي ان القرآن الكريم يؤثر إيجابا بشكل كبير على شخصية الإنسان».
طمأنينة النفس
وأضاف عبدالرحمن قائلا: «وتؤكد أكثر من 70 دراسة عربية وإسلامية متخصصة في هذا السياق ان عملية حفظ القرآن تقي من الأمراض وتقوي مناعة الجسم وتزيد حافظ القرآن إبداعا في حياته وتملأ نفسه بالراحة والطمأنينة والاستقرار، وثبت بما لا يدع مجالا للشك ان حفظ القرآن يحوي القواعد والأسس الثابتة لبناء الشخصية السوية».
وتابع قائلا: «سألت احد أبنائي الذين حصلوا مؤخرا على السند، ماذا وجدت بعد رحلة حفظ القران؟ فقال باسما: والله يا عم صفت لي الحياة، وأشعر بالطمأنينة والفرح والسعادة والإقدام والشجاعة، وزادت ذاكرتي قوة، وتحسن أسلوبي ولفظي، وزاد احترام الناس لي من حولي، وتيسرت أموري، وأنا أرى والدي يدعوان لي في كل الأوقات، فقلت: ستلبسهما تاج الوقار يوم القيامة.. فأبشر».
احتفال مبارك
وختم الزميل يوسف عبدالرحمن بتوجيه الشكر إلى وكيل وزارة الأوقاف على رعايته لهذا الحفل وللمسؤولين الذين حضروا هذا الحفل، وأضاف قائلا: «يشرفني ويسعدني أن نقل إليهم تحيات وتقدير الأستاذ فواز خالد يوسف المرزوق وإخوانه على تفضلكم بالرعاية والحضور لهذا الاحتفال المبارك الداعم لمشروع حلقات العم خالد يوسف المرزوق، طيب الله ثراه، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، ومثواه الفردوس الأعلى، ونأمل ان نلتقي في الاحتفال القادم مع كوكبة جديدة من الحفظة الكرام.
دور عظيم
ومن جانبه، ألقى إمام المسجد والمشرف على حلقات تحفيظ القرآن الداعية أحمد صالح كلمة رحب فيها بوكيل الوزارة د.عادل الفلاح والحضور الكريم وتابع قائلا: «تاهت أمام جمعكم عبراتي وتناثرت على طول المدى كلماتي، طلبت من مدرسة البيان ان تعينني على وصف الكلمات ترحيبا بكم، فاعتذرت، تتيه العبرات وتتناثر الحروف ويتلعثم اللسان ويحار البيان ويقف الشعر عاجزا عن الترحيب، الا ان قلوبنا مازالت تنبض فرحا وسرورا برؤيتكم».
وتابع قائلا: «ان للمسجد دورا عظيما في تاريخنا الإسلامي فمنه تخرج العظماء وفيه تربى القادة وفيه نحفظ ويحفظ أبناؤنا وبناتنا القرآن ونتعلم العلوم الشرعية».
رب أوزعني أن أشكر نعمتك
بدأ الحفل بآيات كريمة من كتاب الله تلاها الطالب عبدالله محسن المري بصوت عذب، حيث قرأ قوله تعالى من سورة الأحقاف: (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون).
أنشطة تربوية وثقافية
تم عرض فيلم وثائقي عن برامج وأنشطة مسجد سعد السلطان التابع لإدارة مساجد محافظة الأحمدي وقدم له الداعية أحمد صالح حيث أوضح ان المسجد يقوم بعدد من الأنشطة المتعددة منها حلقات تحفيظ القرآن الكريم وأنشطة تربوية وثقافية وألعاب ترفيهية وغيرها من الأنشطة الاجتماعية.
وأشار إلى ان المسجد له خطة سنوية تتضمن أهدافا عامة من منطلق قول الله تعالى (في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال) وفكرة المشروع احياء دور المسجد وتحقيق الرسالة التربوية داخل المسجد.
وتابع عن الأهداف الخاصة ومنها رفع الجانب الايماني لرواد المسجد وتوطيــد العلاقة بينهم ورفع الجانب التربوي والثقافي لرواد المسجد وربط رواد المسجد بالقرآن الكريم حفظا وتلاوة وتصحيحا.
ولفت الى ان مسجد سعد السلطان السالم ارتبط بهذا المشروع المبارك وهو حلقات المغفور له العم خالد يوسف المرزوق قبل 5 سنوات تقريبا وظل ينمو حتى رعى هذه الحلقات ودعمها الأستاذ يوسف عبدالرحمن حتى وصلت الحلقات الى 25 حلقة وبلغ عدد الطلاب 250 طالبا وطالبة من حفظة كتاب الله وتتضمن حلقات تحفيظ القرآن وحلقات المتون والسند والتي كان لها الاثر الطيب على رواد المسجد من الصغار والكبار.
وأشار الى ان الحلقات تعقد يومي الجمعة والثلاثاء من كل اسبوع.
راجي عفو ربه
خلال الحفل قرأ الطالب بلال أحمد بعضا من أبيات الشعر من الجزرية وهي قصيدة في التجويد لشيخ الإسلام ابن الجزري تتكون من مائة وتسعة أبيات 109 حيث قرأ مقدمتها التي تقول:
يقول راجي عفو رب سامع محمد بن الجزري الشافعي.
(الحمد لله) وصلى الله على نبيه ومصطفاه.
(محمد) وآله وصحبه ومقرئ
القرآن مع محبه.
(وبعد) ان هذه مقدمه
فيما على قارئه ان يعلمه.
إذ واجب عليهم محتم
قبل الشروع أولا ان يعلموا.
مخارج الحروف والصفات
ليلفظوا بأفصح اللغات.
محرري التجويد والمواقف
وما الذي رسّم في المصاحف.
من كل مقطوع وموصول بها
وتاء أنثى لم تكن تكتب بها.
كلمة الأستاذة أمينة الخلف ـ المشرفة على حلقات خالد يوسف المرزوق ـ رحمه الله ـ لحفظ القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
نجتمع اليوم في هذه الليلة المباركة في رحاب بيت من بيوت الله في حفل مشروع والدي العم خالد يوسف المرزوق ـ طيب الله ثراه ـ وأرجو أن تدعوا له جميعا بأن يكون قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته مع الصديقين والشهداء والأبرار في جنة الخلد إن شاء الله.
هذا الوالد ـ رحمه الله ـ كان محبا للخير ولأهل الكويت يد عليا في الإنفاق ما قصده أحد إلا وجد حاجته، ويواصل اليوم أولاده وبناته السير على خطاه، وما هذا المشروع إلا جزء بسيط من عملهم الخيري الذي يرتجون فيه الأجر من الله لوالدهم، رحمه الله، دون حب الظهور ولا منة.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه».
أخواتي:
إنني أتوجه بالشكر للقائمين على أمر هذا المشروع الداعمين له ماديا وأطلب من أهلنا في الفنطاس والمناطق المحيطة أن يرسلوا أولادهم وبناتهم لهذا المشروع، فكلنا نحب أن يلبسنا أولادنا وبناتنا تاج الوقار في الآخرة إضافة الى فضل ومنزلة حافظ القرآن في الدنيا.
أخواتي:
إن الله تعالى يباهي بالمجتمعين على القرآن الكريم الملائكة، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه خرج على حلقة من أصحابه فقال: «ما يجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنّ علينا به، فقال: أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة» صحيح مسلم.
بناتي الحافظات:
ان التي تقرأ القرآن وتحفظه وتعمل به ستكون مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو يشتد عليه فله أجران.
وأخيرا: ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ان الله تعالى يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع به آخرين.
اللهم وفق هذه الجهود المباركة رجالا ونساء لحفظ كتاب الله والعمل به، وآمل أن أرى هذا المشروع في كل مساجد الكويت ومن أحب القرآن وأهله فليبشر بسعادة الدنيا والفوز في الآخرة.