انه الثاني من ديسمبر.. اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، يوم اكتمال عقد اللؤلؤ المنضود بجواهره السبع: أبوظبي، دبي، أم القيوين، الشارقة، الفجيرة، عجمان، ورأس الخيمة.
هذا وتمضي الامارات بخطى راسخة وقوية بكل حكمة وعزيمة، على خطى مؤسسها وباني نهضتها، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وبسواعد أبنائها المخلصين، الذين يشكلون عماد البناء والتنمية، نحو تحقيق العديد من الإنجازات التنموية والحضارية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وتكتسب الذكرى الـ47 لهذا العام أهمية خاصة لتزامنها مع «عام زايد» الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة.
واحتفلت الدولة طوال العام 2018 بمرور 100 عام على مولد مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عرفانا وتقديرا بسيرة المؤسس وباني نهضة الإمارات.
وشكلت الإمارات خلال عام 2018 نموذجا استثنائيا في جوانب التنمية كافة من خلال ما حققته من إنجازات علمية واقتصادية واجتماعية مثلت إضافة حقيقية استطاعت خلالها السير بخطى حثيثة نحو غد أفضل لشعبها وللأمتين العربية والإسلامية.
وللعام الخامس على التوالي حافظت دولة الإمارات على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياسا على دخلها القومي.. فيما واصلت نسقها التصاعدي في تقارير التنافسية العالمية، كما واصلت مسيرة تطوير بنيتها التشريعية.
وتوقع مصرف الإمارات المركزي أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي نموا بنسبة 2.8% خلال عام 2018، فيما أعلنت الإمارات عن مشاريع سياحية رائدة.
وارتقى حضور الإمارات ليعم المنطقة عبر المساهمة في قيادة الجهود الإقليمية والعالمية لمواجهة التطرف والإرهاب، والتعامل مع التحديات المحدقة بالمنطقة وفق قراءة واضحة لماهية التحديات، وبشراكة مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة حول العالم.
وأسهمت المواقــــف السياسية الحكيمة والثابتة للدولة في تجاوز المنطقة للعديد من التحديات وتعضيد القرار السيادي العربي، فيما اتسمت ديبلوماسية الدولة بالتحركات النشطة على مختلف دوائرها الخليجية والعربية والدولية، وقد ساهمت تلك الجهود في تعزيز مكانة الدولة وتقوية صداقاتها على المستويات الخليجية والعربية والدولية.
وانعكـــــس نجــــــاح الديبلوماسية الإماراتية وسياستها الداعية إلى الانفتاح على جميع دول العالم وإقامة العلاقات والشراكات الاستراتيجية على المكانة التي بات يحتلها جواز السفر الإماراتي عالميا وعلى الحضور الإماراتي الفاعل على الساحة الدولية.
وحققت العديد من القطاعات الاستراتيجية والحيوية في الدولة نجاحات باهرة.
فقد واصلت الإمارات استشرافها للمستقبل بإطلاق أول قمر صناعي صنع بأيدٍ إماراتية بنسبة 100%، فيما تابعت تصدرها العديد من المؤشرات العالمية في مجالات التنمية، وواكب ذلك كله رفد منظومة التشريعات والقوانين بتشريعات جديدة بتنسيق بين الحكومة والمجلس الوطني الاتحادي، إضافة إلى العديد من الإنجازات والتطورات على مختلف الأصعدة والقطاعات.
وحافظت الإمارات على حضورها العالمي في مجال التسامح، وواصلت جهودها لتعزيز التعايش ومحاربة التطرف والكراهية عبر منظومة مؤسساتية تتصدرها وزارة التسامح، والعديد من المؤسسات الفكرية والدينية التي تتخذ من الإمارات مقرا لها.
واستضافت الدولة العديد من الأحداث والمناسبات التي عززت مكانتها في هذا الصدد أبرزها القمة العالمية للتسامح والتي جاءت تتويجا لسلسلة الأنشطة والفعاليات التي شهدتها الدولة خلال المهرجان الوطني للتسامح الذي أقيم هذا العام تحت شعار «على نهج زايد» خلال الفترة من 9 إلى 16 نوفمبر.
وشهد «مؤتمر التسامح والوسطية والحوار في مواجهة التطرف» - الذي استضافته العاصمة أبوظبي في الخامس من مارس الماضي - تأسيس جمعية الامارات للتسامح والتعايش السلمي، وفي 30 سبتمبر جاء الإعلان من أبوظبي أيضا عن تشكيل المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة انطلاقا من الرسالة الحضارية لدولة الإمارات الهادفة إلى نشر ثقافة السلم لتحقيق الأمن المجتمعي.
ديبلوماسية الانفتاح على الخارج
ومثلت رؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إلهاما للسياسة الخارجية لدولة الإمارات، والتي التزمت ببناء جسور الصداقة، والعمل والتعاون مع الدول الأخرى، وفقا لروح ميثاق الأمم المتحدة المبني على الالتزام بالأخلاق والمثل والمبادئ الدولية.
واليوم تستمر دولة الإمارات في دعم أهداف التنمية المستدامة، والتي تمثل خارطة طريق أو مسارا محددا لبناء غد أفضل وأكثر استدامة للعالم والأجيال القادمة.
كما وتبقى دولة الإمارات مستمرة في تكريس جهودها لمواجهة التحديات العالمية الرئيسية، ولا سيما تلك المتعلقة بالقضاء على الفقر، والحفاظ على البيئة ومواجهة التغير المناخي، وإرساء أسس وقواعد العدل والسلام، ودعم وتعزيز التقدم العالمي.
وقد عملت دولة الإمارات على تبني ديبلوماسية نشطة قامت على الانفتاح على العالم الخارجي، وتمكنت الدولة من نسج شبكة علاقات واسعة مع مختلف دول العالم، استندت في جوهرها على احترام مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وعلى رأسها الديموقراطية وحقوق الإنسان، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
الإمارات في عصر الفضاء
وقد تخطت إنجازات «عيال زايد» كل التوقعات والحدود لتعانق الفضاء.
ودخلت الإمارات خلال عام 2018 عصر التصنيع الفضائي الكامل بعد نجاحها في إطلاق «خليفة سات» الذي أشرف على صناعته وتطويره مهندسون إماراتيون بنسبة 100%، ليرتفع عدد الأقمار الصناعية التي تديرها الإمارات إلى 9 أقمار متعددة الاستخدامات، فيما ارتفعت قيمة استثمارات الإمارات في القطاع لتبلغ أكثر من 22 مليار درهم.
وعززت الإمارات خلال عام 2018 من ريادتها في قطاع الفضاء إقليميا عبر مجموعة من الإنجازات والأحداث التي تؤكد مضيها في الطريق الصحيح نحو بلوغ المريخ واستيطانه في عام 2117.
وشهد العام 2018 إعلان وكالة الإمارات للفضاء، بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، والجامعة الأميركية في رأس الخيمة، عن إطلاق مشروع تطوير القمر الصناعي «مزن سات» لدراسة الغلاف الجوي للأرض.
وفي الثالث من سبتمبر 2018.. أعلنت الإمارات للعالم اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين هما هزاع علي عبدان خلفان المنصوري، وسلطان سيف مفتاح حمد النيادي للتوجه إلى محطة الفضاء الدولية.
وفي أكتوبر 2018.. أبرمت وكالة الإمارات للفضاء اتفاقية تاريخية مع وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، لتحديد أطر التعاون بين الجانبين في مجال استكشاف الفضاء ورحلات الفضاء المأهولة.
تطوير البنية التشريعية
وفي الجانب التشريعي، واصلت الإمارات خلال العام 2018 مسيرة تطوير بنيتها التشريعية وعملت على استصدار عدد كبير من المراسيم والقوانين الاتحادية الهادفة إلى تعزيز أمن المجتمع وسلامته وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لأبناء الدولة وإرساء مبادئ المسؤولية والشفافية والكفاءة في مختلف الأجهزة الحكومية.
ومن أبرزها المرسوم بقانون اتحادي رقم (20) لسنة 2018 في شأن مواجهة جرائم غسيل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة، والمرسوم بقانون اتحادي رقم (9) لسنة 2018 في شأن الدين العام والذي ينظم القواعد العامة التي تحكم إصداء وثائق الدين العام ويدعم تطوير سوق مالية عالية الكفاءة في الدولة.
ويعتبر المرسوم بقانون رقم (19) لسنة 2018 بشأن الاستثمار الأجنبي المباشر أحد أبرز المراسيم الصادرة في عام 2018، كما أصدر صاحب السمو رئيس الدولة القانون الاتحادي رقم (5) لسنة 2018 بشأن الوقف، وقانون اتحادي بشأن التشريعات التجريبية لتقنيات المستقبل والذي يخول مجلس الوزراء منح ترخيص مؤقت لتنفيذ أي مشروع مبتكر قائم على تقنيات حديثة ذات صفة مستقبلية أو باستخدام الذكاء الاصطناعي.
المركز الأول في الشرق الأوسط على مؤشر التنافسية
وحافظت الإمارات على نسقها التصاعدي في تقارير التنافسية العالمية لهذا العام وأكدت صدارتها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث احتلت المركز الأول، بينما احتلت المركز الـ17 على المستوى العالمي، وذلك وفقا لتقرير مجموعة البنك الدولي، بالاشتراك مع المنتدى الاقتصادي العالمي ومؤسسة التمويل الدولية.
وحصلت الإمارات على المركز الأول عالميا في مؤشرات كفاءة الإنفاق الحكومي، وشراء الحكومة للمنتجات التقنية، وجودة الطرق، وانخفاض تأثير الضرائب على الاستثمار، ومؤشر انخفاض معدلات التضخم.
وحصلت الدولة على المركز الثاني عالميا في مؤشرات قدرتها على استقطاب أصحاب المواهب، وقدرتها على تعيينهم في وظائف مناسبة لهم، وعدد اشتراكات الأفراد في شبكة الهاتف الجوال ذات النطاق العريض، ومؤشر ثقة المواطنين في الساسة وأصحاب القرار.
وفي سياق متصل، تصدرت العاصمة الإماراتية أبوظبي قائمة المدن الأكثر أمانا على مستوى العالم، للعام الثاني على التوالي، وذلك بحسب الموقع الإلكتروني «نومبيو»، متفوقة على 300 مدينة حول العالم، من بينها طوكيو وبازل وميونيخ وفيينا.
واحتلت الإمارات المركز الأول عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم للعام 2017 وذلك وفقا للبيانات الأولية التي أعلنتها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وحصلت الدولة على المركز الأول عالميا بصفتها أكبر دولة مانحة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للشعب اليمني الشقيق لعام 2018 كمساعدات بتنفيذ مباشر.. فيما بلغ مجموع المساعدات المقدمة لليمن منذ بداية عام 2018 ولغاية الأول من أكتوبر الماضي 4.56 مليارات درهم ما يعادل 1.24 مليار دولار أميركي.
التمكين السياسي
برلمانيا.. واكب المجلس الوطني الاتحادي مسيرة التنمية والبناء في الدولة، مرتكزا على برنامج التمكين السياسي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في العام 2005، ليساهم في تمكين ممارسة اختصاصاته الدستورية وتعزيز نهج الشورى ومشاركة المواطنين في صنع القرار.
ونجحت الإمارات في تقديم نموذج خاص في الممارسة البرلمانية يتسم بالوعي والحرص عملية التدرج في تعزيز صلاحيات المجلس، وبرز ذلك بشكل واضح في برنامج التمكين الذي اشتمل على انتخاب نصف أعضاء المجلس، وتعزيز مشاركة المرأة عضوة وناخبة، وتنظيم انتخابات لعضوية المجلس، وزيادة أعداد الهيئات الانتخابية.
في الجانب الاقتصادي، حافظ الاقتصاد الوطني على نموه المتوازن خلال عام 2018 على الرغم من كثرة التحديات والمتغيرات الاقتصادية عالميا، حيث توقع مصرف الامارات المركزي أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي نموا بنسبة 2.8% خلال 2018. وبلغت نفقات الميزانية الاتحادية للسنة المالية 2018 نحو 53 مليارا و369 مليون درهم، وذلك بعد احتساب الاعتماد الإضافي للميزانية الذي صدر بمرسوم بقانون اتحادي رقم (6) لسنة 2018.
وحظيت القطاعات ذات العلاقة المباشرة بالمواطنين وخدماتهم بالنصيب الأكبر من ميزانية عام 2018 بمخصصات تزيد على نصف اجمالي الميزانية وبمبلغ قدره 26.3 مليار درهم.
وشهدت جميع إمارات الدولة تنفيذ مشاريع إنمائية ضخمة أسهمت جميعها في تحسن مستوى جودة الخدمات المقدمة للجمهور ووفرت الآلاف من فرص العمل، وتركزت على المشروعات السكنية ومشاريع تطوير البنية التحتية التي تعتبرها الإمارات المفتاح الأساسي لبناء اقتصاد قوي ومزدهر ومستدام.
ويعد مشروع طريق المفرق - الغويفات الدولي أحد أهم مشاريع النقل الاستراتيجية التي افتتحتها إمارة أبوظبي مطلع العام الحالي بعد إنجاز أعمال تحسينات على الطريق بطول 246 كم وبتكلفة 5.3 مليارات درهم.
وشهدت أبوظبي خلال يوليو الماضي افتتاح «عالم وارنر براذرز أبوظبي» المدينة الترفيهية المغطاة الأولى من نوعها في العالم باستثمارات بلغت مليار دولار.
وفي خطوة جديدة لتعزيز اقتصاد دبي وجذب ملايين السياح إلى المدينة، جاء افتتاح «دبي فريم» أو «برواز دبي» مطلع العام الحالي الذي بلغت تكلفته النهائية أكثر من 200 مليون درهم.
ويعتبر افتتاح المرحلة الأولى من طريق خورفكان والبالغ طولها 89 كيلومترا، بتكلفة 5 مليارات و500 مليون درهم، أحد أبرز المشاريع الحيوية والتنموية التي دشنتها إمارة الشارقة هذا العام والذي سيربط مدينة خورفكان بمدينة الشارقة بصورة مباشرة، ما ينعكس بصورة إيجابية على سهولة التنقل والنمو الاقتصادي.
وشهدت الإمارات فعاليات متعددة في المجال الثقافي والفني، وشكل معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ37 الحدث الثقافي الأبرز خلال عام 2018 حيث نجح في تحقيق رقم جديد بعدد زواره تجاوز 2.23 مليون زائر، وحقق أكثر من 2.7 مليار مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي.
بدوره، استقطب معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ28 أكثر من 300 ألف زائر من جمهور القراءة والشعر والأدب والثقافة من الفئات العمرية كافة وذلك على مدار سبعة أيام شهدت مشاركة أكثر من 1181 جهة عارضة قدمت من 63 بلدا.
وسجل معرض «فن أبوظبي 2018» حضورا كبيرا من محبي الفنون الذين تابعوا باهتمام ندواته الحوارية المتميزة، واطلعوا على ما فيه من أعمال فنية استثنائية، جاءت من 19 دولة من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى روائع الأعمال العربية.
وشهد الشهر الوطني للقراءة هذا العام أكثر من 1700 مبادرة وفعالية قرائية تغطي مختلف المجالات نظمتها أكثر من 66 جهة اتحادية ومحلية إضافة إلى القطاع الخاص في الدولة.
واستضافت الإمارات على أرضها خلال عام 2018، عددا كبيرا من الأحداث والمؤتمرات العالمية، مثل «القمة العالمية للحكومات»، حضرها أكثر من 4 آلاف شخصية من 140 دولة، وملتقى تحالف الأديان ومجالس المستقبل العالمية 2018، و«أسبوع أبوظبي للاستدامة 2018»، والقمة العالمية للتسامح، وغيرها من الفعاليات التي كرست الإمارات مركزا عالميا لاستقطاب الفعاليات والمؤتمرات الدولية.
وحافظت دولة الإمارات للعام الخامس على التوالي على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياسا لدخلها القومي بنسبة 1.31% وبما يقترب من ضعف النسبة العالمية المطلوبة 0.7% التي حددتها الأمم المتحدة كمقياس عالمي لقياس جهود الدول المانحة.
محمد بن زايد: الإمارات ماضية بقوة نحو المستقبل بسواعد أبنائها
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إن دولة الإمارات العربية المتحدة، في يومها الوطني السابع والأربعين، ماضية بقوة نحو المستقبل، معتمدة على سواعد أبنائها وثقتها بنفسها وقدراتها، وروح الوحدة التي تربط بين أهلها برباط وثيق لا تنفك عراه، وطموحها الذي لا تحده حدود، ووعيها العميق بالتطورات والتحولات في البيئتين الإقليمية والدولية.
وقال سموه انه في كل عام نحتفل فيه باليوم الوطني نفتخر بما حققناه من إنجازات تنموية وحضارية في عام مضى، ونراجع كل الخطوات والبرامج، كما نتطلع بكل أمل وتفاؤل وثقة إلى ما نحققه خلال الأعوام المقبلة.
وأضاف: «إن 47 عاما من عمر دولتنا الغالية تجسد مسيرة حافلة فريدة في التطور والنجاح والرقي والإنجاز والتغلب على التحديات بروح الاتحاد والعزيمة والإرادة والتصميم.. وتؤكد قوة الإنسان الإماراتي وقدرته على الإسهام بالإيجابية في مسيرة التقدم الإنساني».
وقال: «في هذه الذكرى الوطنية التي تثير في نفوسنا مشاعر الفخر والاعتزاز، نتذكر بكل تقدير ووفاء المؤسسين الأوائل لصرح دولتنا الفتية بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) الذين وضعوا الأسس القوية لنهوض الإمارات وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحقيق حلم الوحدة وما تبعها من نجاحات مجددين العزم والعهد على مواصلة المسيرة بكل قوة وإيمان، حتى يظل الوطن، كما أراده الشيخ زايد وإخوانه من الآباء المؤسسين، رحمهم الله جميعا، عزيزا قويا وفي مقدمة الصفوف بحكمة قيادته، ووعي شعبه، وحبه لوطنه، واستعداده للتضحية من أجله بالغالي والنفيس، ونؤكد أن سعادة الإنسان الإماراتي ونهضته وتقدمه ورفاهيته وعزته كانت، ولا تزال، الأولوية القصوى لكل الخطط والاستراتيجيات والسياسات الوطنية، لأننا نؤمن بأن ثروة الوطن الحقيقية هي الثروة البشرية، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة تدخل عصر الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي ليس بالمال والنفط، وإنما بالإنسان المتعلم والمؤهل، الذي يملك مهارات العصر والقدرة على الابتكار والإبداع، وخلق الثروة المعرفية من خلال العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي، في ظل عصر سريع التحول على المستويات العلمية والتكنولوجية، وغدت فيه المعرفة أساس الثروة ومصدرها».
ولفت إلى أن «الشعوب والمجتمعات المتحضرة لا تنسى زعماءها الذين صنعوا تاريخها، ووضعوا أسس مجدها وعزتها وتقدمها، وإنما تخلدهم، وتسجل ذكراهم في أنصع صفحات المجد والفخار، ليظلوا على الدوام مصدر إلهام للأجيال بعد الأجيال، ولقد كان «عام زايد» 2018 تعبيرا عن قيمة الوفاء المترسخة في المجتمع الإماراتي، والضاربة بجذورها في أعماق قيمه وأخلاقه، فقد مثل هذا العام مناسبة لتسليط الضوء على ما قدمه هذا القائد الاستثنائي في تاريخ الوطن والمنطقة، بل والعالم من جهد وفكر وتضحية ورؤى ثاقبة سبقت عصرها، من أجل بناء تجربة الاتحاد، وتمتين أركانها، ومن أجل أن نقف اليوم بكل فخر مرفوعي الهامات تغمرنا السعادة والفرح والاعتزاز والأمل، ونحن نحتفل بمرور 47 عاما على مسيرتنا الاتحادية المباركة».
وأعرب عن الثقة المطلقة «بأن دولة الإمارات العربية المتحدة ستظل تمضي بقوة إلى الأمام، وأن احتفالها بيوبيلها الذهبي بعد سنوات قليلة سيكون احتفالا بإنجازها مشروعاتها الحضارية الكبرى التي تهدف إلى جعلها من أفضل دول العالم، لأن البنيان كان أساسه قويا وراسخا».
رئيس الدولة: الحفاظ على روح الاتحاد يظل دوماً هدفنا الإستراتيجي الأسمى
أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أن الثاني من ديسمبر يوم خالد، ومناسبة مجيدة، نستلهم منها العبر، ونستمد منها القوة، ونستحضر السيرة العطرة للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه الآباء المؤسسين، الذين أقاموا هذه الدولة على قواعد متينة من العدل والمساواة، ونذروا النفس لما فيه صالح العباد ومصلحة البلاد، ووضعوا الدعائم الأساسية لدولة عصرية ناجحة، ينعم الجميع فيها بالرفاهية والأمن والسعادة، حتى أصبحت بإنجازاتها الباهرة وسمعتها الطيبة مثالا يحتذى حول العالم.
وقال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في كلمة نقلتها وكالة الأنباء الإماراتية وام «نحتفل اليوم بذكرى عزيزة وغالية هي الذكرى السابعة والأربعين لإعلان اتحادنا، وتأسيس دولتنا، بعدما كانت حلما في الصدور، وأملا في الضمائر، ثم أصبحت واقعا مضيئا لمواطنينا ولمنطقتنا ولأمتنا، بل وللعالم بأكمله».
وأكد انه، وبفضل من الله والرؤى الحكيمة للآباء والقرارات الرشيدة للقيادة والجهود المخلصة لأبناء الوطن، تعيش بلادنا اليوم واحدة من أعظم لحظاتها التاريخية، إذ تحظى بحكومة رشيدة تشرك المواطنين في صنع قراراتها ورسم سياساتها، وتملك بنى تحتية متطورة وخدمات صحية وتعليمية وسكنية عالية الجودة ومؤسسات عدلية وأمنية ودفاعية عالية الكفاءة والجاهزية، وأسست لمجتمع منفتح حريص على تمكين المرأة وتعزيز دور القيادات الشابة.
وقال: انه في ذكرى هذا اليوم الخالد نؤكد أن الحفاظ على روح الاتحاد يظل دوما هدفنا الاستراتيجي الأسمى، والذي نعمل على إنجازه برؤية متماسكة موحدة وغايات واضحة محددة وسياسات تنموية وتطويرية شاملة، مشيرا سموه إلى أن دولتنا انتقلت في يسر من «مرحلة التأسيس» إلى «مرحلة التمكين».
وأضاف: «في هذه المناسبة نتقدم باسمكم بأسمى عبارات التهاني لأخي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» وأخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولإخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وهم يقودون المسيرة الاتحادية نحو غاياتها، لإقامة دولة العدل والأمن والأمان، ولترسيخ قيم المساواة وتكافؤ الفرص.. ونتقدم بخالص التهاني لأبناء وبنات وطننا، والمقيمين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة، والتحية لقادة وضباط وجنود قواتنا المسلحة، والأجهزة الأمنية المختلفة، لما يؤدون من واجب مقدس، دفاعا عن الوطن وذودا عن حدوده وحماية لمكتسباته».
وتوجه «في هذه المناسبة العطرة بخالص التحية والإجلال لشهدائنا الأبرار الذين سطروا بدمائهم الزكية صفحات خالدة في سجل البطولة والفداء، داعين الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم بواسع فضله ورحمته، جزاء لهم على تضحياتهم بأرواحهم الطاهرة دفاعا عن وطنهم وأمتهم، مجددين لهم العهد بأننا لن ننسى من يضحي من أجل وطننا الغالي، وأنهم سيظلون نماذج نفخر بها، وستبقى أسماؤهم محفورة في تاريخ دولتنا، وأن أبناءهم وعائلاتهم هم في رعايتنا وعهدتنا، حرصا منا على تقديم كل أشكال الدعم والرعاية لهم، فيما يعكس إيماننا الراسخ بأن التقدير والتكريم لتضحيات من افتدوا الوطن بدمائهم وأرواحهم سيبقى دائما بلا حدود».
محمد بن راشد: الشيخ زايد كان وسيظل واحداً من قادة معدودين في تاريخ البشرية
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن «الشيخ زايد كان وسيظل واحدا من قادة معدودين في تاريخ البشرية كانت همتهم بحجم آمال أمتهم، كان الاتحاد مشروع عمره ورسالته في الحياة، وكان بالنسبة له فعل إيمان يتمثل في مبادئ شريعتنا الغراء، ويستلهم قيم أسلافنا العليا، ويقوى بالصفحات المشرقة في تاريخ العرب والمسلمين».
وأضاف في كلمة له نقلتها «وام» بمناسبة اليوم الوطني: «وها نحن نحتفل بالذكرى السابعة والأربعين لتأسيس الاتحاد ونردد بفخر واعتزاز: «هذا زايد.. وهذه الإمارات».
فإنجازاتنا تتواصل وتكبر، وقدراتنا تنمو، ودولتنا تتقدم، ومعرفتنا بعصرنا تتسع، ووعينا بالتحديات يزداد، وعلاقتنا بمتغيرات زماننا تنتقل من مواكبتها إلى المشاركة في صنعها».
وقال «اليوم يكتسب احتفالنا بهذه المناسبة الخالدة في تاريخنا أهمية استثنائية، لأنه يتوج مئوية الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بذكرى إنجازه الأهم.
فلولا الشيخ زايد لما كان الاتحاد، ولولا عمق إيمانه بوحدة شعب الإمارات لما تمكن من تذليل الصعاب ومواجهة العقبات وتجاوز التحديات الداخلية والخارجية التي سعت الى عرقلة مشروعه الاتحادي.. وحاولت إعاقة مسيرته».
وتذكر، قول الشيخ زايد في سنوات الاتحاد الأولى: «نحن الذين رسمنا خطة الاتحاد. لم يكن ذلك عن خبرة، إنما عن إيمان بأمتنا، إيمان بالوطن، إيمان بضرورة الوحدة، ورغبة في تحقيق المصلحة التي لا تدرك إلا بالاتحاد».. وقوله: «إن الاتحاد يعيش في نفسي وفي قلبي وأعز ما في وجودي، ولا يمكن أن أتصور في يوم من الأيام أن أسمح بالتفريط أو التهاون نحو مستقبله».. وحين غادرنا الشيخ زايد قبل أربعة عشر عاما إلى دار البقاء، كان مطمئنا كل الاطمئنان على الاتحاد ومستقبله، وكان على أتم اليقين بأن إرثه محفوظ في صدور أبنائه وإخوانه، وفي صدور الإماراتيين والإماراتيات جميعا، وأن رسالته أمانة في أعناقهم إلى يوم الدين.
وتابع «كما في كل عام، تدعونا مناسبة يومنا الوطني لمراجعة أنفسنا وتقييم أدائنا في العام الذي مضى.
وحين أتأمل في يوميات العام الماضي، تمتلئ نفسي بالرضا والسرور، وأحمد الله سبحانه وتعالى على تمكينه لنا من تحقيق إنجازات ونجاحات نوعية وكمية تليق بمئوية الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وترتقي إلى طموحات أخي صاحب السمو رئيس الدولة.
وهذه المنجزات تضيف إلى مكتسباتنا ومصادر قوتنا، وتنمي قدرات أبنائنا، وتوطد أمن واستقرار دولتنا، وترتقي بمكانتها، وتزود التنمية الشاملة بعناصر استدامة إضافية، وتفتح أمامنا آفاق تقدم وازدهار جديدة».
وأضاف «لقد سجل العام الاتحادي الذي انقضى تقدم ترتيب دولتنا في أهم مؤشرات التنافسية العالمية والتنمية الشاملة وبخاصة التنمية الإنسانية.
كما سجل تقدم وزاراتنا ودوائرنا في عملية التحول نحو الحكومة الذكية، وسجل تطورا مهما في قانون الشركات بالسماح للمستثمرين العالميين بالملكية الكاملة للشركات، ومنح المستثمرين والكفاءات في المجالات الطبية والبحثية والعلمية والتقنية إقامة مدتها عشر سنوات، إضافة إلى تطوير منظومة تأشيرات الدخول والإقامة للكفاءات والمواهب.
وفي العام الماضي عززنا توسيع اقتصادنا وتنوعه، حيث انخفضت مساهمة الأنشطة المتصلة بإنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي إلى 22.3% من الناتج المحلي الإجمالي الذي ارتفع في العام 2017 إلى 1422.2 مليار درهم».
الزعابي: العلاقات الكويتية ـ الإماراتية وصلت إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية بين البلدين والشعبين
بقلم رحمة الزعابي سفير دولة الإمارات في الكويت
نحتفل في هذه الأيام بمرور سبعة وأربعين عاما على قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، ووطني الإمارات يمضي بخطى راسخة وقوية بكل حكمة وعزيمة، على خطى مؤسس الدولة وباني نهضتها، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وبسواعد أبنائها المخلصين، الذي يشكلون عماد البناء والتنمية، نحو تحقيق العديد من الإنجازات التنموية والحضارية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وفي هذه المناسبة الوطنية المجيدة، أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريك إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وإلى حكومة وشعب الإمارات بمناسبة اليوم الوطني السابع والأربعين للاتحاد.
يمثل الثاني من ديسمبر من كل عام بالنسبة لمواطني الدولة والمقيمين فيها مناسبة للتعبير عن فخرهم واعتزازهم بوطنهم الإمارات وإنجازاته التنموية والحضارية.
وتتزامن احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ47 مع إعلان عام 2018 في دولة الإمارات العربية المتحدة «عام زايد»، وذلك احتفاء بالذكرى المئوية لميلاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الوالد المؤسس لدولة الإمارات، والذي لقب بـ«حكيم العرب»، لما عرف عنه من حكمة واسعة ونفاذ بصيرة، ولدوره وسياساته في بناء الدولة، وتحقيق تنميتها وتعزيز اقتصادها وأمنها الوطني، وقيادتها نحو مستقبل زاهر.
وقد مثلت قيم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، الأسس والمرتكزات التي قامت عليها النهضة الحضارية والتنموية المعاصرة في الدولة، حيث استلهمت القيادة الرشيدة هذه القيم في بناء مستقبل زاهر للدولة، وتعزيز مكانتها المرموقة بين دول المنطقة والعالم، وتثبيت موقعها كواحة للأمن والسلام والاستقرار السياسي، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتسامح.
فعلى الصعيد الوطني، آمن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، بأن الاستثمار في ضمان رفاه الشعب وتعزيز معرفته ومداركه وقدراته سيعود بأكبر المنافع على الفرد والأسرة والمجتمع.
وحرص، طيب الله ثراه، على تحقيق التقدم في شتى المجالات كالرعاية الصحية والمرافق التعليمية والبنى الأساسية الأخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة، ما أسفر عن إحداث تحولات إيجابية سريعة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي.
كما لم يقتصر جوده وسخاؤه على شعبه فحسب، بل امتد إلى عدد كبير ومتنوع من شعوب العالم لشد أزرها ومساعدتها في سد احتياجاتها.
وقد عملت دولة الإمارات على ترسيخ قيم التسامح والتعددية الثقافية، ونبذ التمييز والكراهية، وقبول الآخر، من خلال تبني برامج وطنية بالشراكة مع مختلف الجهات المحلية والإقليمية والدولية.
وتعتبر دولة الإمارات اليوم نموذجا وقدوة تحتذى في التسامح وقبول الآخر لاحتضانها أكثر من 200 جنسية على أراضيها يعيشون بانسجام ووئام، ويضمن القانون الحق للمقيمين في استخدام مرافق الدولة الصحية والتعليمية والثقافية والترفيهية أسوة بمواطنيها بدون أي تمييز.
كما تعمل دولة الإمارات بشكل حثيث في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، حيث يعد مكافحة الإرهاب والتطرف عنصرا أساسيا ضمن مساعي دولة الإمارات لضمان أمنها القومي، وتعزيز الأمن الدولي.
وقد حققت الدولة إنجازات مهمة على هذا الصعيد، سواء عبر المشاركات العسكرية في التحالفات الإسلامية والدولية، أو عبر سن القوانين المحلية التي تحاصر الإرهاب ومسبباته مثل «قانون مكافحة التمييز والكراهية»، والقانون الاتحادي المنشئ لمركز هداية الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف، إضافة إلى إصدار مرسوم بقانون يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة أشكال التمييز، ونبذ خطاب الكراهية، وتجريم التمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين أو العقيدة أو المذهب أو الملة أو الطائفة أو العرق أو اللون أو الأصل.
من جهة أخرى، فقد قامت رؤية الشيخ زايد، طيب الله ثراه، على ضرورة بناء اقتصاد متكامل ضمن مراحل زمنية متتالية، وقد أثمرت هذه الرؤية من خلال نجاح الدولة في بناء وتطوير بيئة أعمال اقتصادية نشطة ومزدهرة وجاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة في الوقت الحالي، حيث تصدرت الإمارات الدول العربية في قدرتها على استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال العام 2017، ما كرس مكانتها كمركز تجاري استراتيجي يقدم للمستثمرين الأجانب فرصة الدخول إلى الأسواق الإقليمية، فضلا عن الحرية في تحويل الأموال والأرباح، بالإضافة إلى وجود نظم وتشريعات قانونية فعالة، ومحاكم محايدة، وقوانين وتشريعات لحماية رأس المال الأجنبي، وتعريفات جمركية منخفضة تتراوح بين 0 و5 % تقريبا على كل السلع.
ويمثل «إكسبو دبي 2020» أحد أهم الإنجازات التي يجري العمل حاليا على تحقيقها في الآونة الأخيرة، حيث يمثل المعرض تطبيقا فعالا لسياسات التعاون الدولي، وذلك لدوره في توسيع وتعميق علاقات الدولة الثنائية ومتعددة الأطراف، حيث يتوقع أن يستضيف المعرض أكثر من 200 دولة مشاركة، وأكثر من 25 مليون زائر، ما يسهم في تقوية وترسيخ التفاهم الثقافي بين الأمم وتغيير المفاهيم السائدة حول المنطقة، فضلا عن دوره في ترسيخ مكانة الدولة كمهد للتكنولوجيا الناشئة وبيئة حاضنة للمشاريع والشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال في المنطقة.
ولم تقتصر إنجازات الدولة على المستوى المحلي على الجانب الاقتصادي، وإنما تخطت إنجازات «عيال زايد» كل التوقعات والحدود لتعانق الفضاء. ففي إنجاز تاريخي غير مسبوق، أعلنت الدولة عن إطلاق القمر الصناعي الإماراتي «خليفة سات» بنجاح، والذي يعد أول قمر صناعي إماراتي صنع بالكامل في الدولة وبأيدي مهندسين إماراتيين 100%، وذلك في خطوة تؤسس لمرحلة جديدة في قطاع الفضاء الوطني.
الإمارات الأولى عالمياً في تقديم المساعدات الخارجية
وقد مثلت رؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلهاما للسياسة الخارجية لدولة الإمارات، والتي التزمت ببناء جسور الصداقة، والعمل والتعاون مع الدول الأخرى، وفقا لروح ميثاق الأمم المتحدة المبني على الالتزام بالأخلاق والمثل والمبادئ الدولية.
واليوم تستمر دولة الإمارات بدعم أهداف التنمية المستدامة، والتي تمثل خارطة طريق أو مسارا محددا لبناء غد أفضل وأكثر استدامة للعالم والأجيال القادمة.
كما وتبقى دولة الإمارات مستمرة في تكريس جهودها لمواجهة التحديات العالمية الرئيسية، لاسيما تلك المتعلقة بالقضاء على الفقر، والحفاظ على البيئة ومواجهة التغير المناخي، وإرساء أسس وقواعد العدل والسلام، ودعم وتعزيز التقدم العالمي.
وقد عملت دولة الإمارات على تبني ديبلوماسية نشطة قامت على الانفتاح على العالم الخارجي، وتمكنت الدولة من نسج شبكة علاقات واسعة مع مختلف دول العالم، استندت في جوهرها على احترام مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وعلى رأسها الديموقراطية وحقوق الإنسان، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
ولعل من أبرز المؤشرات على نجاح الديبلوماسية الإماراتية هي قوة جواز السفر الإماراتي، والذي حقق في السنوات الأخيرة قفزات متتالية، حيث حل في العام 2018 في المرتبة الثالثة عالميا وفقا للمؤشر العالمي لقوة جواز السفر، بدخول 163 دولة دون تأشيرة مسبقة.
ولم تكن من قبيل الصدفة أو المفاجأة أن تحافظ دولة الإمارات للعام الخامس على التوالي على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياسا لدخلها القومي، بنسبة 1.31%، حيث تقترب مساهمة دولة الإمارات من ضعف النسبة العالمية المطلوبة، وهي 0.7% التي حددتها الأمم المتحدة بمنزلة مقياس عالمي لقياس جهود الدول المانحة، وفقا للبيانات الأولية التي أعلنتها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وقد احتلت دولة الإمارات المركز الأول عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم للعام 2017، حيث قدمت الإمارات خلال عام 2017 مساعدات إنمائية بقيمة 19.32 مليار درهم، (5.26 مليارات دولار)، وتميزت المساعدات بأن أكثر من نصف قيمتها تمت على شكل منح لا ترد «بنسبة 54%» وذلك دعما للخطط التنموية التي تنفذها الدول المستفيدة.
وغني عن القول بأن تقديم هذه المساعدات جاء انسجاما مع رؤية الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بالانفتاح على العالم، والتفاعل مع قضاياه العالمية، وضمن توجهات الدولة الرامية إلى إحداث تأثير إيجابي ملموس لأجل تحقيق الهدف الأسمى للإنسانية وهو القضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
وقد احتلت الإمارات موقع الصدارة بين دول العالم في بذل الجهود لمحاربة الفقر وتقديم المساعدات الخارجية للمحتاجين، بما فيهم الفئات الأكثر ضعفا وهشاشة.
في هذه المناسبة التاريخية، أود أن أشيد بمستوى العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الشقيقين، وهي العلاقات التي قامت على مبادئ التعاون والاحترام المتبادل، ووصلت في السنوات الأخيرة إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والشعبين.
وما الزيارات المتبادلة لقادة البلدين، ومستويات التبادل التجاري والاقتصادي والثقافي المتزايدة باستمرار، إلا شاهد قوي ومؤشر صادق على متانة العلاقات الثنائية ورسوخها في مختلف المجالات.
المرأة الإماراتية.. حجر زاوية في الحاضر والمستقبل
تبقى المرأة الإماراتية حجر زاوية أساسي ليس في الحاضر الإماراتي فحسب، بل في مستقبله كذلك.
حيث ترى الدولة أن التقدم في القضايا المتعلقة بحقوق النساء أمر محوري لبناء مجتمع عصري يتحلى بالتسامح.
ومن خلال إدراكها للمزايا العائدة من هذا الأمر، تعمل الإمارات دون كلل لضمان تمكين النساء في بقية أنحاء العالم من الاستمتاع بنفس الشعور بالتقدير والشراكة.
وتتصدر الإمارات العربية المتحدة العديد من المؤشرات الإقليمية والعالمية فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين وإنجازات المرأة، والتعليم ومحو الأمية، ونصيب المرأة في قطاع التوظيف، ومؤشر «معاملة النساء باحترام» ضمن مؤشرات الرقم القياسي للتقدم الاجتماعي، إلى جانب مؤشرات عديدة أخرى. علاوة على هذا، تسهم المرأة في ملكية ما يقرب من نصف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المجتمع.
وتدعم دولة الإمارات مشاركة المرأة في صنع القرار، ولذا أصدرت الحكومة عام 2012 قانونا يلزم جميع المؤسسات الحكومية بتمثيل العنصر النسائي في مجالس الإدارات، وقد بلغت نسبة تمثيل النساء 15% في المؤسسات الحكومية.
وهي تمثل 20% من عضوية البرلمان.
هذا، وقد تم إغلاق الفجوة بين الجنسين في التحصيل العلمي للفتيات في مراحل التعليم الأساسي والجامعي، حيث تبلغ نسبة الفتيات أكثر من 70% من خريجي الجامعات.