فقدت الكويت أمس النائب الأسبق حمود الجبري عن عمر يناهز (70) عاما، وهو صاحب سجل كبير ومشرف في خدمة الوطن والمواطنين في كل المجالات التي شغلها بدءا من التدريس وصولا الى العمل البرلماني.
شغلته التجارة لفترة قصيرة قبل دخوله مجلس الأمة عام 1982 من خلال الانتخابات التكميلية ثم فاز بعضوية مجلس الأمة عام 1985 و1992 و1999 وعضوية المجلس الوطني عام 1990 ليكون أحد أكثر النواب الذين مثلوا دائرة خيطان لأربعة فصول تشريعية.
شارك في عضوية العديد من اللجان البرلمانية كلجنة الشؤون المالية والاقتصادية ولجنة حماية المال العام واللجنة التعليمية ولجنة شؤون الزراعة والثروة السمكية.
وكان «بوأحمد» رحمه الله نصيرا لقضايا المواطن فشغلته قضايا الإسكان والتوظيف ومحدودي الدخل، ونذر نفسه لخدمة أبناء منطقته فكانت ديوانيته مفتوحة دائما لمساعدة أهالي خيطان يستمع اليهم ويعمل ما بوسعه لمساعدتهم.
ولد الراحل عام 1942 وتخرج مع الدفعة الأولى لمعهد المعلمين وعمل مدرسا عام 1964 لسنتين ثم ترقى الى وكيل مدرسة لمدة عامين ليصبح بعدها ناظرا حتى تقاعد عام 1981.
وروى النائب الراحل ـ رحمه الله ـ للزميل منصور الهاجري ذكرياته في صفحة من الماضي قائلا: حصلت على اجازة دراسية وسافرت الى ولاية تكساس بأميركا لإكمال الدراسة الجامعية والتحقت بمعهد انترناشيونال أوفيس ولمدة 6 شهور حصلت على شهادة «التوفل» في اللغة الانجليزية، ثم درست لمدة 4 سنوات تخصص رياضيات ولظروف خاصة أوقفت الدراسة ورجعت الى الكويت وعدت الى عملي ناظر مدرسة سفيان الثوري في خيطان، وبعد ذلك نقلت الى مدرسة جليب الشيوخ ناظرا لمدة سنة.
وأضاف: كنت أخا وأبا وصديقا للمدرسين وكنت أرشد الصغار منهم، وتقدمت للتقاعد عام 1981 ويومذاك كنت اشتغل في السوق.
وتابع الجبري رحمه الله سرد ذكرياته قائلا: انتخابات عام 1981 كانت الدوائر 25 دائرة لأول مرة وقد نجح المرحوم ناصر العصيمي عن خيطان ولكن الأجل لم يمهله حيث توفي بعد 3 شهور من النجاح، فرشحت نفسي في انتخابات تكميلية بتاريخ 7/4/1982 ونجحت وكان ينافسني المرحوم خلف الهضيبان ولكن فزت عليه.
وأكمل الفقيد ذكرياته قائلا: دخلت مجلس الأمة نائبا عن خيطان وكان لي دور مع زملائي ورئيس المجلس الأسبق محمد العدساني في تشريع قوانين واقتراحات، وقد تم حل المجلس في 3/7/1985، وكان مجلسا جيدا، حيث كنا نعطي للناس حقوقها، أنشأنا «التقدم العلمي» وغيره من المؤسسات، جميع المؤسسات مثل هيئة الإسكان وغيرها وكان عندنا اقتراح بتحويل الطيران لهيئة ولكن لم نعط الوقت لإقراره بسبب حل المجلس، ولم يمكن هناك شراء أصوات ولم نسمع عن هذه الظاهرة قديما.
وزاد: بعد حل المجلس عام 1985 رشحت للمجلس الوطني ونجحت وصرت عضوا فيه، وحصل الاحتلال العراقي الغاشم وبعد تحرير الكويت من براثن الاحتلال وفي عام 1992 تمت دعوة الناخبين لانتخابات اعضاء مجلس الأمة ورشحت نفسي للمجلس ونجحت وكان معي علي بوحديدة من خلال الـ 25 دائرة.
وشاركت زملائي في العمل من اجل الوطن والمواطن وتم تشكيل لجنة اقتصادية وكنت عضوا فيها، وكنا نجتمع عند المغفور له الشيخ سعد العبدالله ـ رحمه الله ـ في الليل ونواصل العمل ليلا ونهارا وكنت أيضا عضوا في اللجنة المالية في مجلس الأمة وأكملت
4 سنوات في المجلس، وبرأيي ان المصالح الشخصية لبعض النواب تغلب على عملهم والبعض الآخر يغلب عليه العمل الوطني.
«بوأحمد» رحمه الله كان ضد الكتل ويراها غير شرعية حتى الآن، موضحا ان الأحزاب كانت موجودة في الماضي لكنها كانت مغطاة بـ «شرشف».
كان الفقيد رحمه الله هاجسه قضايا الاسكان والتوظيف ومحدودي الدخل وقد سلّح نفسه بحلول لهذه القضايا، فكان يرى ان اعتماد نصف مليار دينار يشكل الخطوة الأولى لإقامة المشروعات الاسكانية، وإلزام الشركات والمقاولين في القطاع الخاص المتعاونين مع الوزارات بتوظيف عدد من المواطنين يحل مشكلة التوظيف جزئيا.
كان خبيرا دائما في اللجنة المالية حاضر فيها منذ انتخابه في 1982 «تكميلية» و1992 و1999، ويرى ان اللجنة محورية في مجلس الأمة، لذلك دوامه فيها مثل دوامه في البيت، فهو يعمل ليلا ونهارا في مراجعة الحسابات والميزانيات والمشروعات.
ولد «بوأحمد» رحمه الله في عام 1942 وطفولته كانت مقسمة بين الدراسة وصيد الطيور، ولعب «الدربيحة» وركوب «القواري».
عشق ممارسة الزراعة في مزرعته في العبدلي، وفيها كان يقضي الربيع مع عائلته.
كانت زوجته أقرب أصدقائه، وله من الأولاد 7 ذكور و9 بنات، كان حازما في تربية أولاده وينصحهم دائما بالتزام تقوى الله سبحانه وتعالى.
كما عشق الراحل الشعر السياسي وكان من متذوقي الشعر النبطي والفصيح، وقصائده ليست للنشر، وكان يميل لقصائد الثناء ان كان المدح في محله.