امير زكي - عبدالهادي العجمي
اكد وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المؤسسات الاصلاحية وتنفيذ الأحكام بالانابة العميد أنور الياسين، ان السجون لم تعد تهدف لمعاقبة السجناء فقط بل هي كذلك مؤسسات اصلاحية تعمل على تأهيلهم ليخرجوا منها أعضاء فاعلين في المجتمع.
جاء ذلك في تصريح ادلى به العميد الياسين للصحافيين عقب افتتاحه المعرض التاسع لمنتجات السجون في جمعية الهلال الأحمر الكويتي والذي يستمر حتى الـ 17الجاري تحت رعاية وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد.
وقال الياسين: ان اقامة مثل هذه المعارض من شأنها أن تتيح الفرصة أمام السجناء لاعادة تأهيلهم وتدريبهم ليكتسبوا خبرات حرفية تساعدهم على الاندماج في المجتمع بعد ان أصبحوا فاعلين ومؤهلين للبناء فيه، لاسيما ان السوق المحلية تعاني شحا شديدا في الخبرات المهنية والحرفية.
وذكر ان «تكاليف الانشطة التأهيلية والاصلاحية كبيرة ولكن العائد منها اكبر وذلك من خلال الاستثمار في العنصر البشري واصلاحه»، مشددا على ان «العنصر البشري هو الاساس في تحقيق النهضة الحقيقية للبلاد».
واضاف العميد الياسين ان مثل هذه الانشطة تكسب المساجين بعض المهارات والخبرات التي تعود عليهم بالنفع وتعينهم على مواجهة أعباء الحياة بعد خروجهم من السجون.
ولفت الى ان هذه الانشطة التأهيلية مستمرة بدعم من القيادة العليا في الوزارة، كاشفا عن توجه لانشاء مجمع ورش متكامل وفق احدث التجهيزات والمعدات يحوي جميع المهن التي يمكن للسجين مزاولتها بعد خروجه منه.
وافاد بان نهج التشغيل والتأهيل في المؤسسات الاصلاحية الكويتية ليس أمرا جديدا «اذ انطلق في البداية قبل الاحتلال العراقي الغاشم للكويت عام 1990 بتحفيظ السجناء آيات قرآنية وتطور بعدها ليتم اشراكهم في ورش متنوعة تتصل بالطباعة والنجارة وتصليح السيارات وغيرها من المهن والحرف. وتحدث عن التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي في هذا المجال بهدف تبادل الخبرات ونقل الافكار وتطوير العمل في تلك المؤسسات واصفا مستوى التنسيق فيما بينها بـ «المتكامل».
وعن آخر مستجدات موضوع العفو الاميري عن السجناء ذكر العميد الياسين، انه سيتم قريبا اعداد كشوف بأسماء السجناء الذين سيشملهم العفو بعد اعتماد القواعد اللازمة لذلك من طرف المسؤولين في النيابة العامة ووزارة الداخلية.
وعبر عن الامل بأن تتطور هذه القواعد الى الافضل، مشيرا الى ترقبه اعتمادها من وزير الداخلية ليتم تنفيذ الرغبة السامية لصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد. وردا على سؤال حول عدد السجناء المتوقع ان يشملهم العفو، اشار الياسين الى ان ذلك يتوقف على القواعد بغض النظر عن الاعداد، مضيفا ان «الرغبة السامية تنفذ كما يأمر سموه». وحول امكانية اتباع منظومات اخرى في السجون مثل السجون المفتوحة قال ان ذلك يعتمد على المنظومة الامنية الموجودة في البلاد، لافتا الى ان هناك بعض الدول لديها سجون مفتوحة وأخرى مغلقة. وشدد على ضرورة مواكبة التطور في مجال اصلاح السجناء باتباع «نهج السجون شبه المفتوحة و الزيارات»، مشيرا الى أن ذلك يحتاج الى وقت ليتم تنفيذه.
من جانبه قال مدير السجن المركزي العقيد عادل الختلان ردا على سؤال صحافي حول الخلوة الشرعية في السجون، ان «هذا الموضوع في طور الدراسة» متوقعا ان يتم تطبيقه العام المقبل بعد اعتماده من القيادة العليا في الوزارة.
وجال العميد الياسين وسائر الزوار ارجاء المعرض الذي ضم عددا من المشغولات اليدوية المتنوعة التي تظهر مهارة صانعيها.
الصفحة في ملف ( pdf )