سامي الجدعان
توقعت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح ان تثمر خطط الوزارة لمعالجة السلوكيات الدخيلة على المجتمع عن مواجهة حاسمة في المدى القريب.
جاء ذلك في خطة قدمتها الوزيرة الى لجنة السلوكيات في مجلس الامة، وقالت الوزيرة الصبيح:
من المناسب التأكيد على ان العمل التربوي يعتمد بصفة اساسية على الجانب النفسي والاجتماعي للطالب، ولما كانت وزارة التربية بإداراتها المتخصصة مسؤولة عن هذا الجانب فهي تعمل بصفة دائمة ومستمرة على الحفاظ على الصحة النفسية للطالب، والعمل على توفير بيئة مجتمعية صالحة.
وتقوم الوزارة باتباع الاسلوب العلمي المناسب لمتابعة الطلاب واكتشاف الظواهر السلوكية السلبية ووضع الحلول المناسبة لها. لذا حرصت وزارة التربية على اعداد خطة متكاملة لمواجهة السلوكيات السلبية الدخيلة على المجتمع الكويتي التي تؤثر مباشرة على ابنائنا وبناتنا الطالبات، وتتلخص الخطة بالآتي:
أولا: عناصر الخطة
- حصر الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع الكويتي في جميع المدارس بنين وبنات في جميع المناطق التعليمية.
- دراسة الاسباب التي ادت الى هذه الظواهر السلوكية السلبية، سواء كانت اسبابا بيئية أو ذاتية.
- وضع خطة علاجية ووقائية للطلاب المشار اليهم عن طريق ما يلي:
ندوات وحلقات نقاشية.
عقد مؤتمر طلابي.
عقد حلقات نقاشية لأولياء الامور.
تقديم فلاشات تلفزيونية لتدعيم الظواهر الايجابية.
- وضع البرامج العلاجية للحالات التي تم اكتشافها، ووضع البرامج الوقائية اللازمة لتلافي حدوث مثل هذه الظواهر أو تفاقمها.
ثانيا: آلية العمل والإجراءات التنفيذية
- العمل على توفير افضل الطرق والوسائل لمساعدة الطلاب نفسيا وسلوكيا واجتماعيا، وذلك من خلال مجالات العمل الثلاثة: الفـــرد، الجماعــة والمجتمــع.
- استخدام الاساليب العلمية في الكشف المبكر للسلوكيات السلبية التي تظهر بين الطلاب ودراستها دراسة علمية دقيقة للتوصل الى الحلول والتوصيات التي يمكن في ضوئها وضع البرامج والانشطة التي تقي الطلاب من هذه السلبيات وسبل الوقاية منها.
- تدعيم السلوكيات الايجابية لدى الطلبة من خلال العديد من البرامج والانشطة واستغلال قدراتهم وامكاناتهم.
- تكثيف الجهود للتركيز على الخدمات التي تقدم للطلبة، وذلك تحقيقا للاهداف المنشودة على المستويات الوقائية والعلاجية والانمائية.
- تشكيل الجماعات الاجتماعية التي تنمي قدرات الطلبة وتعمل على استغلال امكاناتهم وإحداث التغيير والتعديل في سلوكياتهم السلبية وعلاج العديد من الظواهر المدرسية.
- احداث تعاون فعال بين المدرسة واولياء الامور من خلال تفعيل دور مجالس الآباء والمعلمين ومجالس الطلاب وتهيئة الجو المدرسي الذي يسوده الهدوء والتفاهم من خلال توفير المساندة الاجتماعية والنفسية للطلبة.
- استثمار المجالس الطلابية في المجالات التالية:
أ - خدمة المجتمع وتعميق الحس الوطني وتحقيق الولاء للمجتمع، وتحمل المسؤولية الاجتماعية بما يحقق المواطنة الصالحة.
ب - مساعدة الطلاب على قضاء وقت فراغهم فيما يعود عليهم بالنفع، واتاحة الفرص لهم لممارسة الانشطة المختلفة التي يعبرون من خلالها عما يدور في انفسهم.
- الاسهام والتعاون في مجال تفعيل تطبيق السلم التعليمي وتذليل المعوقات الاجتماعية والنفسية التي تواجه الطلبــة.
توفير الكوادر من الباحثين الاجتماعيين والنفسيين ورفع مستوى قدراتهم وكفاءاتهم من خلال برامج التنمية المهنية المتكاملة: دورات داخلية وخارجية، ندوات، محاضرات، لقاءات علمية، حلقات نقاشية، مؤتمرات متخصصة، تبادل الزيارات بين مكاتب الخدمة الاجتماعية والنفسية في المدارس والمناطق التعليمية.
دراسة الظواهر المدرسية بشكل عام والوقوف على اهم اسبابها وتشخيصها ووضع الخطط المناسبة لعلاجها من خلال برامج وانشطة توعية على مستوى العمل الجماعي والمجتمعي.
تفعيل دور فرق التدخل السريع على مختلف المستويات التنظيمية بحيث تتمكن من السيطرة على المواقف التي يمكن ان تنعكس سلبا على العملية التربوية وتوفير الدعم المالي والفني لبرامجها في المدارس حتى تتمكن من تحقيق الاهداف المرجوة.
دعم وتطوير خدمات (الخط الساخن) التي تقدمها ادارة الخدمات الاجتماعية والنفسية والتي يتم من خلالها الرد على استفسارات الطلاب واولياء امورهم حول المشكلات التي تعترض الابناء لمساعدتهم على التصدي لها واستعادة توازنهم والاستمرار في اداء وظائفهم الاجتماعية والنفسية بشكل سليم.
وضع خطة مبرمجة زمنيا ومحددة الاهداف لدعم الاعتدال والوسطية، ونبذ العنف والتطرف بين الطلاب بالكويت، بحيث تطبق هذه الخطة على مستوى كل من الاسرة وادارة الخدمات الاجتماعية والنفسية والمنطقة التعليمية والمدرسة.
ثالثا: الدراسات الميدانية والمشروعات بالخطة
وقد تضمنت خطة وزارة التربية العديد من الدراسات الميدانية والمشروعات اهمها:
الدراسة الميدانية لدور التنشئة في تنمية اتجاهات الطلاب نحو الوسطية، وقد شاركت فيها جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.
الدراسة الميدانية لاساءة معاملة الأبناء في المجتمع الكويتي التي تمت بمشاركة جامعة الكويت.
المشروع الوقائي لمواجهة المظاهر السلوكية المستجدة بين طلبة مدارس الكويت.
الحملة التربوية «التوعية النفسية والاجتماعية» التي تمت بمشاركة جامعة الكويت ووزارات الاعلام والاوقاف والداخلية.
بالاضافة الى ان مراقبات الخدمة الاجتماعية والنفسية قامت بالعديد من الانشطة والبرامج والاجراءات المنبثقة من خطط الادارة لتحقيق اهدافها، وذلك على امتداد العام الدراسي وبمشاركات طلابية واكاديمية وممثلي الهيئات المجتمعية في مختلف المجالات من الشخصيات الدينية والاعلامية والاجتماعية.
وقد اثمرت هذه الجهود كثيرا من الامور الايجابية والنتائج الطيبة وعالجت كثيرا من السلوكيات السلبية لدى عدد من الطلاب والطالبات، والمتوقع ان تسفر عن مواجهة حاسمة لجميع السلوكيات الدخيلة في المدى القريب بإذن الله.
الصفحة في ملف ( pdf )