أسامة أبوالسعود
تقدم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الاحمد جموع المصلين الذين احتشدوا لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد الدولة الكبير صباح أمس.
وشهد الصلاة مع سموه كبار رجالات أسرة آل الصباح الكرام والوزراء والمسؤولين في الدولة، وحشود من المصلين الذين كبروا وهللوا لله العلي العظيم ابتهاجا بهذا اليوم السعيد لأمة خير الأنام محمد ( صلى الله عليه وسلم ).
وألقى الطبيب د.محمد الكندري خطبة عيد الاضحى المبارك في مسجد الدولة الكبير وأم المصلين في الصلاة حيث شدد في خطبته على أن «حب الوطن من الايمان» داعيا المسلمين الى التعاون، لأن الشعب اذا تعاون أمن من الخوف واطمأن الى الراحة، وزال فقره واجتمع شمله، وساد السلام بين أفراده.
وفيما يلي نص خطبة د.الكندري التي ألقاها أمس: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة واصيلا، سبحان من خلق الانسان وصوره وقدر رزقه وأجله، وشق سمعه وبصره، وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا. وتابع قائلا: الحمد لله الذي لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار، وهو اللطيف الخبير، قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في القبور، عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير، (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير)، وأشهد أن لا اله الا الله العلي الغفور يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، وأشهد ان سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) عبده ورسوله وحبيبه وخليله الذي جعله للمرسلين ختاما، وللانبياء إماما، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الاطهار وصحبه الاخيار.
وأردف الداعية د.الكندري قائلا: أما بعد، فيا عباد الله اتقوا الله وطهروا قلوبكم من الادناس وتزينوا بصالح الاعمال، التي من عري منها لم ينفعه التزين بالطيب واللباس، واعلموا ان يومكم هذا يوم جليل المقدار، وعيد جميل الشعار، اعلى الله قدره وعظمه وشرفه وكرمه وجعله يوم الحج الاكبر والموسم الانور، فتقربوا عباد الله فيه الى ربكم الجليل بالاضحية، فإنها سنة أبيكم ابراهيم الخليل، وقد أمرنا الله باتباع ملته المرضية وشرعته الحنيفية، قال تعالى في كتابه الكريم (قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين)، (قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).
وأضاف قائلا: فاحتسبوا اراقة دم الاضاحي بعد الصلاة، وتأسوا بأبي الانبياء الحليم الاواه، وقد بين لنا نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) تلك الاسوة، فكان لنا في ذلك خير قدوة وقد قال تعالى في تنزيله المبين (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها، ولكن يناله التقوى منكم، كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين).
وتابع قائلا: وقد قضت السنّة باستحسانها واستسمانها والمغالاة بلا مباهاة في اثمانها، والسنّة ان يطعم منها أهل بيته ثلثا، ويهدي ثلثا ويحتسب بالصدقة ثلثا.
وأردف: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا اله الا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، عباد الله: اطيعوا الله فيما امركم به من بر الوالدين وصلة الارحام والشفقة على الذرية والضعفاء والايتام، وعليكم بوفاء المكاييل والموازين، واللين في معاشرة النساء والاحسان الى الجيران وذوي القربى والاصدقاء والتفضل بكظم الغيظ ودفع السيئة الحسنة فإنه «من يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون».
وأضاف د.الكندري قائلا: وتعاونوا - رحمكم الله - على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الاثم والعدوان، والشعب اذا تعاون افراده أمن من الخوف واطمأن الى الراحة وحسنت حاله وزال فقره، واجتمع شمله وساد السلام بين افراده، ومتى ساد السلام في شعب وجد حلاوة الوطنية فحب الوطن من الايمان.
ثم انتقل د.الكندري الى الخطبة الثانية حيث قال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الحمد لله على آلائه وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في عظمته وكبريائه، وأشهد ان سيدنا ونبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) خاتم رسله وانبيائه، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأحبائه، أما بعد: ايها الناس، اتقوا الله الذي تساءلون به والارحام، ان الله كان عليكم رقيبا، وتزودوا ليوم يجعل الولدان شيبا، وتكون الجبال منه كثيبا، واعلموا ان الله حرم عليكم صيام هذا اليوم، والثلاثة التي تليه على التحقيق وشرع لكم التكبير عقب الصلوات المكتوبات في الجماعات الى عصر آخر ايام التشريق، الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا اله الا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
وختم د.الكندري خطبته بالدعاء: اللهم اعز الاسلام والمسلمين، واذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك المؤمنين يا قوي يا متين اللهم وفق أميرنا وولي عهده لهداك، واجعل عملهما في رضاك، اللهم احفظهما بحفظك واكلأهما برعايتك والبسهما ثوب الصحة والعافية والايمان يا ذا الجلال والاكرام، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، عباد الله (ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)، سبحانك اللهم رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين» وكل عام وأنتم بخير.
هذا وبحفظ الله ورعايته غادر أرض الوطن صباح أمس صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يرافقه نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد متوجها الى سلطنة عمان الشقيقة في زيارة خاصة.
وكان في وداع سموه على أرض المطار سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ووزير الداخلية الشيخ جابر الخالد والمستشار بالديوان الأميري الشيخ محمد الخالد وكبار المسؤولين بالدولة. رافقت سموه حفظه الله السلامة في الحل والترحال.
الصفحة في ملف ( pdf )