رغم الهدوء النسبي الذي شهدته البلاد يوم اول من امس والتزام شريحة كبيرة من العمال بالعودة الى مقار عملهم في ظل تأكيدات بأن الرواتب للعمالة الوافدة وبالاخص العاملة في مجال التنظيف سيعاد النظر فيها ولكن يبدو ان الاوضاع المعيشية والغلاء اصبحا لا يحتملان لدى هذه الشريحة من ذوي الرواتب المتدنية.
كما لم تعد المطالبات بزيادة الرواتب مقتصرة على العمالة الآسيوية، بل امتدت ايضا الى العمالة المصرية والذين احضرتهم احدى الشركات، وهم الشريحة التي تسمى «الحجّاب»، اذ شهدت 4 مناطق على مدار الـ 24 ساعة اضرابات ولكنها كانت شبه سلمية باستثناء ما شهدته الجليب صباح امس حيث تدخلت قوة الامن وحاصرت نحو 200 وافد آسيوي والقت القبض على 15 محرضا ارسلوا الى ادارة الابعاد تمهيدا لأن يلحقوا بغيرهم الى التسفير او الابعاد الاداري.
وباستثناء الحوادث الاربع التي شهدتها كل من الجليب والصليبية ومزارع الصليبية وجنوب الصباحية والمهبولة، الى جانب اضراب وقع في الشويخ وتحديدا في مرفق حيوي ومتعلق بالشحن، فقد واصلت العمالة مهام عملها اعتياديا من مختلف الشركات.
وحول الحوادث الجديدة يقول مصدر امني ان شركة خاصة مستحوذة على مناقصة من الباطن أضرب منها 400 عامل داخل مقارات سكنهم في الصليبية، مشيرا الى ان وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الامن العام بالوكالة اللواء د.مصطفى الزعابي وكعادته انطلق الى حيث يعتصم العمال الـ 400 وجرى استدعاء مسؤول من الشؤون ومسؤول من الشركة وبدأ الاستماع الى مطالب العمال الذين قالوا ان رواتبهم والتي يتقاضونها 20 دينارا اصبحت لا تتماشى مطلقا مع غلاء المعيشة وطلبوا برفع رواتبهم الى 40 دينارا، واجازة سنوية.
وقال المصدر ان الشركة كانت متفهمة لهذه الطلبات واكدت لهم ان رواتبهم سيتم تعديلها الى 40 دينارا اعتبارا من الشهر المقبل وكذلك سيتم منحهم اجازة سنوية مدتها شهر، مشيرا الى ان العمال ابدوا ارتياحا وانطلقوا فور تلقي الوعود تلك الى مقار عملهم دون ان تصدر عنهم اي اعمال مخلة بالامن او تهشيم او اتلاف ممتلكات.
والى منطقة الجليب ونحو السابعة صباحا كانت منطقة الجليب والتي شهدت مطلع الاسبوع احداث واعمال شغب فقد رصدت اجهزة الامن المنتشرة تجمعا لنحو 200 عامل نظافة وفورا توجهت قوة من الامن العام ودوريات الفروانية والحرس الوطني ورجال من المباحث الجنائية وتم الاستماع الى شكوى العمال لضعف الراتب.
وقال مصدر امني: حاول بعض من العمال الخروج على القانون بالهتاف وعليه تمت ترجمة التعليمات الصادرة سابقا بالتعامل بحزم وجرى تحديد المحرضين والقاء القبض على 15 منهم وجرى الاتصال بوكيل الداخلية المساعد اللواء د.مصطفى الزعابي والذي امر بإرسال كشف بأسمائهم ووقع على قرار ابعادهم اداريا مع مخاطبة الشركة لإرسال جوازات سفرهم تمهيدا لترحيلهم الى اوطانهم.
والى منطقة جنوب الصباحية فقد ابلغت شركة متخصصة بتزويد المحاكم بالحجاب وموظفي أمن وسلامة عن عدم حضورهم الى العمل ونقل البلاغ الى مدير امن الاحمدي اللواء طارق حمادة والذي سارع الى موقع البلاغ وكان الحجاب ملتزمين داخل مقار سكنهم ومثلما قال الآسيويون بتدني الرواتب قال هؤلاء ان بعضهم دفع مبالغ مالية مقابل الحضور ويتقاضون رواتب لا تكفي احتياجاتهم المعيشية ولا يستطيعون ان يدخروا منها فلسا واحدا للانفاق على اسرهم وقد وعدت الشركة باعادة النظر في رواتبهم في غضون ايام العطلة.
والى المهبولة فقد التزم 70 عامل نظافة يعملون في شركة عقارات بعملهم وقالوا ان الـ 18 دينارا اصبحت غير كافية بالمرة وابلغوا ممثلي الداخلية والشؤون والشركة بترحيبهم بالتسفير في حال استمرارية اوضاعهم المعيشية تلك.
والى منطقة الشويخ فذكر مصدر ان شركة تورد عمالة الى منفذ جنوبي يتعلق بالشحن هددوا بالامتناع عن العمل صباح امس وقد توجه مسؤولون من الشركة واجروا معهم مفاوضات استمرت حتى ساعة متأخرة من مساء امس الاول كللت باستجابة العمال وعددهم 500 بوعود الشركة.
وعلى صعيد التحقيقات مع المحتجزين من الآسيويين والذين لم يبعدوا بعد قال مصدر امني ان الذين تورطوا في التحريض والاتلاف ابلغوا عن اشخاص كانوا وراء تحريضهم للقيام بأعمال عنف وشغب، مشيرا الى ان الادارة العامة للمباحث الجنائية نفذت عمليات في غضون الساعات الماضية والقت القبض على عشرات ممن كانوا وراء اعمال الشغب تلك ولم يتم القبض عليهم.
واكد المصدر ان الذين تقرر ابعادهم قالوا ان ما دفعهم الى التجمهر هو الاوضاع المعيشية السيئة وان شركات النظافة تضع المرضي عنهم في اماكن سكنية او عند التقاطعات وهؤلاء يتحصلون على مبالغ مالية من المحسنين وأهل الخير فالمبلغ الذي يحصلون عليه كأجر هو الدخل الوحيد لهم، هذا ومن المنتظر ان تبعد وزارة الداخلية المزيد من العمالة الآسيوية في غضون الايام المقبلة بعد الانتهاء من اجراءات تسفيرهم واخذ بصماتهم.
تغطية خاصة وشاملة في ملف ( pdf )