بشرى الزين
أكد وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله حرص الكويت على علاقات طيبة مع العراق وعلى تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة وبالتالي امن واستقرار العالم أجمع.
وأوضح الجارالله في تصريح للصحافيين لدى حضوره الاحتفال باليوم الافريقي الذي نظمه عدد من رؤساء البعثات الديبلوماسية مساء اول من امس في قاعة سلوى الصباح ان التحرك الكويتي تجاه الامم المتحدة وعدد من دول العالم بخصوص القضايا العالقة بين الكويت والعراق، وان الجولة التي قام بها المستشار بالديوان الأميري محمد أبوالحسن يبعثان على ارتياح كبير، مشيرا الى ان هذه الجولة مهمة لتوصيل رسالة الكويت وتبيان الحقائق.
مبينا تفهم الكويت لخروج العراق من الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة، وهناك استحقاقات وقضايا معلقة ليس من المنطق ان تترك وألا تعالج أو تعلق تلك الملفات الخاصة بها.
واضاف الجارالله ان الامم المتحدة شريك ويجب ان تبقى ضامنا لهذه الالتزامات ما دامت صدرت تحت الفصل السابع من الميثاق، ونحن ندرك تماما ان هذه الالتزامات لن تعوق العراق الشقيق عن ان يعود الى المجتمع الدولي أو ان يمارس أيا من ممارسات السيادة، مذكرا بأنه لا يمكن وبأي حال من الاحوال ان تكون القضايا المعلقة بين الكويت والعراق عائقا للعراق الشقيق الذي نتمنى له مزيدا من التقدم والازدهار، وتابع: نحرص دائما على ان تكون علاقاتنا مع اشقائنا في العراق قائمة على الاحترام المتبادل وتفهم المصالح المشتركة بين الطرفين، مشيرا الى ان هذه العلاقات متميزة دائما كما عبرت عنها رسالتنا الى العالم التي حرصنا من خلالها على توضيح هذا المعنى.
وفي رده على سؤال حول زيارة السفير البريطاني لدى الكويت مايكل ارون الى العراق أخيرا وبحثه مع القيادة العراقية هذه الامور، قال الجارالله: نحن نقدر هذا التحرك من جانب بريطانيا، وأي تحرك آخر يسعى معنا لإقناع العراق بعدم اخراج القضايا المتعلقة بصيانة العلامات الحدودية وترسيم الحدود البحرية. موضحا ان تلك الحدود انتهت بموجب القرار الدولي رقم 833، مؤكدا الحديث عن الجانب المتعلق بالحدود البحرية التي لم يتم ترسيمها، لافتا الى ان هناك تجاوزات لعدد من المزارع العراقية على الحدود الكويتية، كما ان هناك ايضا رفات الاسرى الكويتيين والتعويضات، مذكرا بان هناك آلية لهذه التعويضات، مشددا على انه من مصلحة البلدين حسم كل تلك القضايا المعلقة.
وحول اعلان العراق نيته التنقيب عن البترول واستغلال الحقول النفطية المشتركة، قال الجارالله: ان هذا الموضوع تختص به وزارة النفط الكويتية، مشيرا الى وجود اجتماعات بين وزارتي النفط في البلدين للتنسيق حول هذه الامور.
ونفى الجارالله ان تكون ايران طرفا في ترسيم الحدود البحرية الكويتية ـ العراقية، موضحا انه شأن خاص بين الكويت والعراق فقط وبعد الانتهاء منه سيتم اطلاع الجانب الايراني عليه والتباحث بشأنه.
وفي تعليقه على انسحاب الامارات العربية المتحدة من مشروع العملة الخليجية الموحدة قال: اعتقد ان الامارات لم تنسحب ولكنها ربما تحفظت على بعض الامور، مشيرا الى انه في اطار الاسرة الخليجية يمكن حل هذه المشكلة وغيرها.
وحول عدم تسمية العراق سفيرا لها لدى الكويت حتى الآن، أوضح الجارالله: ان الاشقاء في العراق اكدوا منذ فترة ان تسمية السفير استحقاق قديم وليس بجديد، مشيرا الى انه ستتم تسمية السفير العراقي لدى الكويت خلال الشهور القليلة المقبلة.
ومن جهة أخرى، اشاد وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله بالعلاقات التاريخية والمتطورة التي تربط الكويت بدول القارة الافريقية، مبينا ان هذه العلاقات المتينة نمت وتطورت بفضل التعاون البناء واللقاءات المتواصلة بين صاحب السمو الأمير وقادة الدول الافريقية الصديقة، موضحا ان تلك العلاقات تجسدت في الدور الذي يقوم به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية في المساهمة بدعم المشاريع التنموية في افريقيا انطلاقا من حرص الكويت على الارتقاء بالعملية التنموية والعمل على تحقيق مصالح شعوب القارة الافريقية.
واضاف: ان افريقيا تحتل مكانة مهمة بين القارات وتساهم بدور كبير في تعزيز السلام والتنمية الاقتصادية في العالم لما تتمتع به من ثروة بشرية، مشيرا الى دور الافارقة المهم في الميادين الدولية وخاصة تلك المتصلة بمجال الدعوة للسلام والأمن العالمي وان هذه القارة رسمت للعالم أنصع صور الكفاح من اجل حرية الانسان.
ومن جانبه، قال نائب عميد السلك الديبلوماسي سفير الصومال لدى البلاد عبدالقادر شيخ امين انه منذ تأسيس منظمة الوحدة الافريقية التي تغيرت تسميتها عام 2000 الى الاتحاد الافريقي عمل قادة دولنا على تحقيق حلم القارة الافريقية في تقوية العلاقات مع شعوب العالم وايجاد التعاون في شتى المجالات وخاصة في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي على اساس المبادئ والاهداف الدولية وعلى رأسها احترام واستقلال الدول ووحدة اراضيها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى.
وذكر امين ان الاتحاد الافريقي سعى منذ انشائه الى بذل جهود مضنية لحل كثير من النزاعات حيث تمكن بجهوده الخاصة وبجهود الامم المتحدة والمنظمات الاقليمية من ايجاد عدة حلول واعادة السلام والاستقرار الى كثير من دولنا وان العمل الجاد مازال جاريا على قدم وساق في الاماكن الاخرى والامل كبير في حل مشاكلها. وبين ان الاتحاد الافريقي والعالم العربي تربطهما روابط تاريخية واخوية قديمة اذ ان جزءا مهما من العالم العربي يقع في القارة الافريقية ودور الآليات التي ترعى وتنظم هذه العلاقات ملموس في كثير من المجالات وبالأخص مؤسسات التمويل التي انشأتها بعض الدول كالصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وصندوق ابوظبي للتنمية والصندوق السعودي للتنمية والصندوق المصري للتعاون الفني مع افريقيا وكذلك المؤسسات الألمانية العربية المشتركة.
واشار امين الى انهم لا يقللون من اهمية تعاونهم مع الدول الآسيوية والأوروبية وأميركا اللاتينية لما فيه مصلحة عالم مستقل يعمه السلام والمحبة.
ووجه دعوة مفتوحة من الدول الافريقية الى جميع اصدقائها من الدول العربية للتوجه اليها حيث انها غنية بالخامات والثروات والفرص الاستثمارية المتاحة في الكثير من الميادين مثل السياحة.
وهنأ امين الشعب الكويتي الصديق باختيار اعضاء مجلس الامة الجدد وبالأخص المرأة الكويتية التي فازت بعضوية المجلس الموقر بكفاءة وجدارة كما رفع تهانيه الحارة لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لإعادة تعيينه رئيسا للوزراء وحصوله على ثقة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.