بيروت ـ عمر حبنجر
أمضى لبنان يوما مناخيا عاصفا أمس، يبدو انه سيتكرر لبضعة أيام تحت تأثير منخفض جوي مصحوب بكتل هوائية وعواصف رعدية حوّلت المطر إلى ثلوج كللت قمم الجبال اللبنانية بالأبيض الناصع من ارتفاع 1400 وما فوق.
هذا الطقس، لم يؤثر على حرارة الحراك السياسي التي بقيت مرتفعة، رغم سفر الرئيس ميشال سليمان الى واشنطن ووجود الرئيس سعد الحريري في الرياض وتحضره للزيارة المقررة الى دمشق.
وحول زيارة الرئيس الحريري إلى الرياض استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مخيمه الصحراوي في روضة خريم امس وهنأه على الثقة التي منحه إياها الشعب اللبناني وتوليه رئاسة مجلس الوزراء.
وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) ان الملك عبدالله هنأ في بداية الاستقبال الحريري على «نيله ثقة الشعب اللبناني وتوليه رئاسة مجلس الوزراء»، متمنيا له «النجاح والتوفيق ولعلاقات البلدين الشقيقين مزيدا من التقدم».
من جهته، أعرب الحريري عن تهنئته للملك عبدالله بمناسبة عودة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران إلى المملكة «سالما معافى» بعد رحلته العلاجية الموفقة خارج المملكة.
وأضافت «واس» أن الحريري عبر أيضا «عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على اهتمامه ومؤازرته وحرصه الدائم على استقرار الأوضاع ووحدة الصف في لبنان ليستعيد مكانته الفاعلة بين أشقائه في المنطقة».
وأضافت الوكالة انه جرى خلال اللقاء «بحث مجمل التطورات في المنطقة وموقف البلدين الشقيقين منها إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات».
أما عن زيارة الحريري إلى سورية فبعض صحف المعارضة «السفير والأخبار» أكدت ان الحريري سيكون في دمشق غدا الاثنين، بينما توقعتها «اللواء» القريبة من قريطم، اليوم الأحد، في حين تفيد معلومات لـ «الأنباء» بان الزيارة ستتم الاثنين وان لقاء الحريري مع الرئيس بشار الأسد سيتم في الحادية عشرة قبل الظهر بتوقيت بيروت.
غير ان النائب عمار حوري عضو كتلة «لبنان أولا» قال لتلفزيون المستقبل أمس ان زيارة رئيس الحكومة الى سورية قررت، لكن موعدها لم يحدد بعد، وان كل الكلام المذكور في وسائل الإعلام مجرد تكهنات، معتبرا ان توقيت المذكرات القضائية السورية سيئ وفيه رسالة سياسية وان الموضوع مناط بالقضاء اللبناني.
وقال النائب حوري ردا على سؤال ان الرئيس الحريري أكبر من ان يتعاطى مع هذه الأمور.
ونفى بعض نواب الأكثرية لـ «الأنباء» علمهم بتحديد موعد الزيارة الاثنين أو الاحد بدليل عدم التداول في برنامجها، بيد ان مصادر «توافقية» لفتت الى ان هذا الموضوع كان ضمن المباحثات التي أجراها الرئيس سعد الحريري مع الرئيس سليمان قبل مغادرة الأول الى الرياض، والثاني الى واشنطن، لكن الاعتبارات الأمنية تحظر كشف توقيتها قبل حلوله بأيام.
وفي معلومات المصادر المطلعة ان رئيس وزراء لبنان سيغادر الى الدنمارك بعد غد الثلاثاء لحضور اختتام المؤتمر الدولي لمكافحة الاحتباس الحراري يرافقه وزير البيئة محمد رحال وسفير لبنان في الأمم المتحدة نواف سلام. وقبل مغادرته بيروت الى الرياض مساء الجمعة افتتح الحريري المعرض السنوي للكتاب الذي يقيمه النادي الثقافي العربي في بيروت، ثم توجه مباشرة الى المطار. وقال الحريري خلال الافتتاح ان لبنان على مشارف مرحلة جديدة نريد ان تكتمل فيها عناصر الاستقرار السياسي والأمني مع التقدم الاجتماعي والاقتصادي. وشدد رئيس الحكومة على عدم تضييع الطاقات اللبنانية في زواريب الطوائف.
وقال ان رسالة لبنان هي ان يكون وطنا للحوار والتلاقي وهذا هو مفهوم العيش المشترك الذي نريد له ان يبقى ركنا رئيسيا من اركان النظام اللبناني، وهذا هو البلد الذي لا يجوز بعد اليوم ان نضيع طاقاته الانسانية والثقافية.
الحريري تلقى دعوة من النائب الاول للرئيس الايراني محمد رضا رحيمي لزيارة ايران في اطار برقية تهنئة وجهها الى رئيس الحكومة بمناسبة تشكيل الحكومة. بدوره النائب احمد فتفت (المستقبل) وصف المذكرات القضائية السورية التي وجهت الى بيروت وتتناول استدعاء شخصيات لبنانية رسمية واعلامية الى دمشق لاستجوابها في دعاوى اقامها اللواء المتقاعد جميل السيد بـ «الزكزكات ومحاولة العرقلة». وعن زيارة وليد جنبلاط المنتظرة الى دمشق، قال فتفت ان دور جنبلاط التاريخي في قيام ثورة الارز لن يسهل هضمه في دمشق، معتبرا ان كل التنازلات التي قدمها لا تبدو كافية.
من جهته، رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال امس ان مرحلة الثقة بالحكومة انتهت وبدأت مرحلة العمل.