- محافظة «الجهراء» تؤوي 21% من إجمالي المدمنين
- رجال المكافحة اكتشفوا مؤخراً حقناً متداولة بين المتعاطين مخصصة للكلاب والقطط والأفيال
عبدالكريم أحمد
أكد مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات العميد بدر الغضوري أن أعداد المدمنين في الكويت لا تشكل ظاهرة لكنها تدق ناقوس الخطر، مشيرا إلى أن آخر الإحصائيات كشفت عن وجود نحو 20 ألف مدمن في الكويت، منهم 39% لا يعملون و28% يعملون بوظائف مدنية و19% بوظائف عسكرية و14% في القطاع الخاص، و68% منهم عزاب و25% متزوجون و7% مطلقون، موضحا ان محافظة الجهراء تحتل المركز الأول في هذا الصدد حيث تضم 21% من المتعاطين فيما يبلغ عددهم في محافظة مبارك الكبير 16.4% وهي نسبة مرتفعة في محافظة يتركز فيها المواطنون وتضم نسبة ضئيلة جدا من المقيمين.
وكشف الغضوري أن هناك عددا لا يستهان به من الفتيات المتعاطيات، مضيفا أن عدد المتوفين نتيجة تعاطي مادة الكيميكال بلغ 85 حالة منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية أغسطس الماضي وهناك ما يقارب 50 متعاطيا للمادة ينتظرون الموت بسبب انتكاس حالتهم لاسيما ممن يبلغون 40 عاما وما فوق، داعيا إلى إنشاء مستشفى متكامل لعلاج الإدمان بطاقة سريرية تضم 1000 سرير على الأقل، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تخفض كثيرا من عدد المدمنين في البلاد خاصة أن مركز الإدمان الحالي يضم طاقة سريرية محدودة جدا.
وقال العميد الغضوري خلال حديثه مساء أمس الأول في ندوة في جمعية المحامين حول مشكلة المخدرات: إن الكويت تعتبر معبرا «ترانزيت» لدول الجوار بتهريب المواد المخدرة.
وأشار إلى أنه ومنذ أن تولى إدارة مكافحة المخدرات في 5 مارس 2017 انطلق بخطط واستراتيجية واجتماعات وجهود أفضت إلى تقليل عمليات تهريب المواد المخدرة إلى داخل البلاد بنسبة 90%، لافتا إلى أن إدارة مكافحة المخدرات لديها مصادر سرية قوية جدا جعلتها تتوصل إلى ضبطيات كبيرة وخطيرة ومن يقف وراءها، ومن بين هذه الضبطيات قيام دولة أوروبية بإغلاق مصنعين لتصنيع الحبوب المخدرة داخل أراضيها بفضل إخباريات الإدارة وهذا يرجع إلى التنسيق مع الدول الأخرى.
وكشف العميد الغضوري عن أن هناك مادة مخدرة جديدة بدأ البعض بإدمانها بديلا عن المواد الأخرى وهي مادة غيرة مجرمة إلى الآن، مشيرا إلى أن هناك اجتماعا قريبا سيركز عليها وعلى حبوب اللاريكا التي يسعى إلى الدفع نحو تجريمها، مشيرا إلى أن رجال المكافحة ضبطوا في الفترة الأخيرة بعض الأشخاص يتعاطون حقنة مخصصة للفيل وأخرى لتخدير الكلاب والقطط بعد تضييق الخناق على مروجي المواد المخدرة.
وعرج الغضوري على دراسة محلية في العام 2013 حول انتشار المخدرات شملت 11380 طالبا وطالبة من المدارس الحكومية والخاصة انتهت إلى أن 19.6% جربوا المخدرات و15.6% أحد أصدقائهم يتعاطى المخدرات و59.9% رأوا أن وفرة المواد المخدرة هي السبب في بدء التعاطي و89.4% لديهم معلومات عن المخدرات من وسائل مختلفة، وقد انتهت هذه الدراسة إلى نتيجة خطرة مفادها أن بداية سن التعاطي هو 15 سنة، كما انتهت دراسة أعدها نفس الباحث في العام 2016 حول دور وسائل التكنولوجيا الحديثة في انتشار العنف والمخدرات شملت 22434 طالبا وطالبة من المدارس الحكومية والخاصة إلى أن 18.6% تعاطوا المخدرات و67.7% رأوا أن لوسائل التكنولوجيا الحديثة دورا في التعرف على المخدرات و58% رأوا أن وسائل التكنولوجيا الحديثة ساهمت في ممارسة العنف.
وحذر من استهداف الشباب بالمواد المخدرة كونهم الثروة الحقيقية لهذا الوطن، لافتا إلى أن آخر الإحصائيات الرسمية تكشف أن عدد سكان الكويت خلال العام 2017 بلغ 4.500.476 نسمة بينهم 1.370.013 مواطنا بنسبة 30.4% و3.130.463 غير كويتي بنسبة 69.6%، وقد بينت هذه الإحصائية أن الفئة العمرية 0-29 عاما تبلغ 1.986.457 نسمة بنسبة 44.1% من إجمالي السكان منهم 861.093 ألف مواطن بنسبة 43.3% و1.125.364 غير كويتي بنسبة 56.7%، وأن الفئة العمرية 0-19 عاما تبلغ 1.105.630 نسمة بنسبة 24.6% من إجمالي السكان بينهم 618.741 ألف مواطن بنسبة 56% و486.889 ألف غير كويتي بنسبة 44%، أما الفئة العمرية من 20-29 عاما فبلغت 880.827 نسمة بنسبة 19.6% من إجمالي السكان بينهم 242.352 ألف مواطن و638.475 غير كويتي بنسبة 72.5%.
وأبدى الغضوري أسفه إزاء قيام عدد كبير من المقيمين بعمليات جلب وترويج المواد المخدرة واستهداف الشباب الكويتي بها، مشيرا إلى أن أغلب التجار والمروجين هم من المقيمين لا المواطنين.
ورأى أن الأسباب الحقيقية لتنامي مشكلة المخدرات هو قرب الكويت من مناطق الانتاج والتوزيع مع امتداد السواحل البحرية.
حدث في 5 سنوات
تحدث الغضوري عن إحصائيات تتعلق بآفة المخدرات في الكويت خلال 5 أعوام وتحديدا منذ مطلع العام 2013 وحتى نهاية العام 2017، موضحا أن عدد المتهمين بلغ خلال هذه الفترة 13232 متهما منهم 9435 متهما حازوا المواد المخدرة بقصد التعاطي و2770 بقصد الاتجار و1065 جلبوها من الخارج، فيما بلغ عدد القضايا خلال هذه الفترة 9982 قضية تتوزع على 6836 قضية حيازة بقصد التعاطي و1753 بقصد الاتجار و906 قضايا جلب و501 ضد مجهول، أما ضبطيات المخدرات فبلغت خلال هذه الفترة 6 اطنان و490 كيلو حشيش و293 كيلو شبو و159 كيلو هيروين و78.5 كيلو كيميكال و68.5 كيلو أفيون و18.8 كيلو ماريغوانا و350 غرام كوكايين و43.596 مليون حبة مؤثرة عقليا.
السعيدي: الأرقام تدعو إلى تضافر الجهود
قالت رئيسة مركز حقوق الأسرة في جمعية المحامين الكويتية المحامية آلاء السعيدي، ان الإحصائيات والدراسات التي افصح عنها العميد بدر الغضوري، تجعلنا نسعى لتضافر الجهود لمحاربة آفة المخدرات، مضيفة: نحن الآن بصدد عمل حملة وطنية توعوية قانونية بالتعاون مع مؤسسات الدولة وإدارة مكافحة المخدرات، أما عن مركز حقوق الأسرة فمن واجبنا تنظيم فعاليات نتفاعل بها مع قضايا المجتمع.