- البارون: المعاكس يتصف بشخصية ضعيفة وعدم ثقة في نفسه وضعف في مواجهة الآخرين
انتشرت ظاهرة خطيرة بين الشباب وهي ارسال رسائل عبر وسائل الاتصال تحمل الفاظا مخلة بالآداب وصورا خليعة، عن طريق رسائل غير مفهومة لا يعرف مصدرها.. فما أسباب هذه الظاهرة وما علاجها الشرعي؟
يقول د. أحمد الكوس: ان حفظ الأعراض من أصل مقاصد الشريعة الإسلامية ولذلك تم تحريم الفاحشة بمختلف اشكالها وصورها وسد الذرائع الموصلة إلى الفاحشة لذلك حرم الله تعالى النظر المحرم وحرم على المرأة التبرج والخضوع بالقول وحرم الخلوة بالنساء، ومن هذه المعاكسات عبر وسائل الاتصال المتنوعة سواء الواتساب أو غيره فيها العديد من الذرائع التي تؤدي إلى الفتنة والوقوع في المعصية وأكد د. الكوس أن أسباب المعاكسات هي ضعف الإيمان وقلة مراقبة الله تعالى وضعف التربية والتوجيه، وبغياب هذا التوجيه تنمو الظواهر السيئة لاسيما في مرحلة الشباب أو المراهقة، وإذ غفل الوالدان عن توجيه الأبناء فإن العواقب ستكون وخيمة.
وأرجع د. الكوس هذه الظاهرة إلى ضعف الإيمان وخاطب الشباب قائلا: اعلم أن الله معك في خلوتك وانه يراك في حركاتك وسكناتك وأنه يسمع كل كلمة تبوح بها ويعلم مكنون نفسك ومرادات قلبك من وراء معاكساتك وتحرشك فبم ستجيبه إذا وقفت بين يديه فسألك عن كل كلمة حرام وكل همسة حرام وكل لمسة حرام، قال تعالى: (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون). وأضاف انه من المؤسف أن نرى الشباب يلاحق الفتيات في الأسواق والشوارع ويتحرش بهن عن طريق رمي رقم التلفون وقد تأخذه بعض الفتيات وتتصل بهذا الشاب ويبدأ التلاعب بها ثم التشهير بها إذا لم تستجب لرغباته، مؤكدا أن هذه المعاكسات لها مفاسد كثيرة وأضرار على الفتاة وعلى الشباب. وقد حذر ونهى الله عز وجل النساء عن الخضوع بالقول للرجال صيانة لهن فقال عز وجل: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا).
مشاكل عدة
يرجع أستاذ علم النفس بجامعة الكويت د.خضر البارون ظاهرة المعاكسات والتحرشات سواء عبر الهاتف أو في الأسواق والتي يعاني منها كثير من الأسر لما تسببه هذه الظاهرة من إزعاج وإرباك لمجريات الحياة الطبيعية لهذه الأسر الى عوامل عديدة تدفع الشخص المعاكس لاستخدام الهاتف مستهترا بالقيم والتقاليد والمعايير الاجتماعية بحيث يزعج راحة الآخرين من أهمها غياب رقابة الأسرة وعدم سعيها لغرس القيم والأخلاق الحميدة والالتزام بها، ولفت د.البارون إلى أن هذه الظاهرة تنتشر بين الشباب خاصة المراهقين كما قد يمارسها ايضا الراشدون أو كبار السن لما فيها من تسلية وقضاء وقت الفراغ وتنفيس عن بعض الرغبات الجنسية المكبوتة، ويصف البارون المعاكس بأنه ذو شخصية ضعيفة وعدم الثقة في نفسه ويتصف بالخجل وضعف التعبير في مواجهة الآخرين فهو يخفي هويته وشخصيته وراء الهاتف فهو مستتر وغير ظاهر أمام الأعين ويلجأ الى ممارسة هذه الظاهرة لأسباب عديدة منها فشل القدرة على الاتصال المباشر ومواجهة الجنس الآخر، أو الخوف من عقاب الآخرين، كما قد يكون احد اسبابه الشعور بالفراغ وحب التسلية بإزعاج الآخرين.
العلاج
يرى د.البارون ان علاج هذه الظاهرة يكون عن طريق المواجهة بشكل حازم وعدم التراخي او التساهل مع المعاكس خاصة اذا تكرر الامر فيجب استخدام النصح بأن هذا السلوك غير مرغوب فيه وأن هذا اسلوب شائن، كما يجب توضيح عواقب سلوكه وما يسببه من اضطراب في الأسر، واذا لم ينفع النصح فمن الممكن ان نشكو هذا الشخص الذي يقوم بذلك الى الجهات المختصة لمراقبة الهاتف وتعقب المعاكس والامساك به ومن ثم يأخذ العقاب اللازم لذلك، كما يجب الاهتمام بتربية الأبناء تربية سليمة وصحيحة وأن نغرس فيهم القيم والأخلاق الحميدة وأن يتحلوا بمبادئ الاسلام وأن يحترموا مشاعر الآخرين وأن يأخذوا بمبدأ «أحب لغيرك ما تحبه لنفسك».