أكد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، جيمس بيكر، أن الولايات المتحدة قد بذلت جهودا مضنية على مدى عام كامل من أجل إقناع المقبور صدام حسين بالانضمام مجددا إلى المجتمع الدولي، لكنه دأب مرارا وتكرارا على إدارة ظهره لبعض مطالب الولايات المتحدة.
وأضاف: «كما تعلمون فإن الولايات المتحدة قدمت إلى العراق معلومات استخباراتية إبان الحرب العراقية ـ الإيرانية، وتعاونا مع الحكومة العراقية لبعض الوقت. غير أنه لدى احتلال المقبور صدام حسين الكويت.. بلد كبير يتصرف بوحشية ضد بلد مجاور بلا مبرر، مقدما بذلك مثالا لعدوان وحشي كان على الولايات المتحدة برأينا أن تقود المجتمع الدولي لإنهاء العدوان، وهذا ما فعلناه».
وأردف: «قبل العدوان ساعدنا العراق على الدفاع عن نفسه ضد العدوان الإيراني خلال حرب طويلة، وتاليا كانت الولايات المتحدة إلى حد ما حليفة للعراق، ولم يكن هناك ما يجعلنا نعتقد أن صدام حسين سيقدم على ما فعله باحتلاله بلدا جارا صغيرا بكل وحشية وإخضاع شعبه لاحتلال وحشي».
وأشار بيكر إلى السياسة التي كانت تنتهجها الولايات المتحدة في ذلك الوقت، والتي كانت تقوم على عدم التورط عسكريا في شكل خاص في النزاعات الحدودية بين الدول العربية في المنطقة. وأضاف: «بمجرد أن اتضح أن الوضع كان يتجاوز النزاع الحدودي (بين العراق والكويت)، تحركت الولايات المتحدة في شكل سريع وحازم وباستخدام واسع للقوة. لكن سياستنا كانت تقوم على عدم اللجوء إلى استخدام القوة لتسوية النزاعات الحدودية التي كان يوجد الكثير منها في تلك الفترة بين بلدان كثيرة في المنطقة. لست أدري كيف كان يمكن للولايات المتحدة أن تفعل أكثر مما فعلته لوضع حد للعدوان والكثير من البلدان في المنطقة، لاسيما منهم حلفاؤنا كانوا محظوظين لأن الولايات المتحدة تحركت على النحو المعروف».
وأشار بيكر إلى أن دنيس روس لم يكن يعارض زيارته إلى دمشق «لأنه بداية لم يكن يرى داعيا لإشراك سورية في مساعي التوصل إلى اتفاق سلام شامل بين البلدان العربية وإسرائيل، فهو كان يرى في سورية دولة رافضة يجب ألا تكون طرفا في المساعي المبذولة، لكني كنت في المقابل أرى عكس ذلك، حيث يجب إشراك جميع البلدان العربية لمحاولة التوصل إلى تسوية شاملة للنزاع العربي ـ الإسرائيلي».
وأضاف: «التقيت حافظ الأسد في مناسبات كثيرة لا أستطيع تعدادها.. ومن الأمور اللافتة التي نجمت عن لقاءاتي بالرئيس الأسد هو انضمامه إلى الولايات المتحدة ضمن التحالف الدولي لطرد العراق من الكويت»، مضيفا: «لقد كانت لدينا علاقات ديبلوماسية مع سورية على الرغم من التوتر الذي كان يسودها من حين لآخر.. لم نقدم له أي وعود في شأن لبنان، ولم نقم بأي تحرك أو نمتنع عن القيام بذلك في لبنان مكافأة له على مشاركته في التحالف الدولي» المناهض لصدام.
وأضاف: «لم يتعلق الأمر بالسماح لسورية بإرسال قوات إلى لبنان والموافقة على البقاء فيه في حال قبولها محاربة قوات صدام إلى جانبنا. لم نتطرق إلى هذه القضية جملة وتفصيلا».