مع اقتراب فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي شنت السلطات الصحية حملة واسعة لحقن لقاح الانفلونزا الموسمية خشية ان تتسبب في آثار كارثية على الأنظمة الصحية التي تنوء سلفا تحت وطأة التصدي لكوفيد-19.
لكن أرقام منظمة الصحة العالمية أظهرت انخفاضا كبيرا في حالات الاصابة بالانفلونزا مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وقد أطلقت بريطانيا ما تصفه صحيفة «صندي ميل» بأنه أضخم برنامج تلقيح ضد الانفلونزا في تاريخ البلاد، حيث من المعروف ان نحو 10 آلاف بريطاني يقضون نحبهم سنويا بسبب الاصابة بالانفلونزا.
وفي نصف الكرة الجنوبي، حيث يأتي الشتاء في توقيت صيف النصف الشمالي، أفادت أستراليا عن 14 إصابة فقط بالانفلونزا في ابريل الماضي مقارنة بـ 367 إصابة في ابريل 2019 أي بانخفاض بنسبة 96%. بل، وفي ذروة موسم الانفلونزا في يونيو لم تسجل أي حالة. وفي التشيلي سجلت 12 حالة فقط بين ابريل وأكتوبر من هذا العام بينما كانت هنالك نحو 7000 حالة في الفترة ذاتها من العام الماضي. فأين ذهبت الانفلونزا الموسمية؟
هنالك من يقول ان الحالات اختلطت مع حالات كوفيد-19 وان الاختبارات لا تميز بين فيروس كورونا والانفلونزا. ولكن التفسير الأكثر منطقية هو ان اجراءات الوقاية من كوفيد-19 وفرت الوقاية أيضا من فيروس الانفلونزا. يضاف الى ذلك تفسير آخر هو ان فيروس كوفيد-19 فرض هيمنته ونبذ فيروس الانفلونزا. سنرى!