تعرّف الأمم المتحدة العنف ضد المرأة على أنه «أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه أو يرجح أن يترتب عليه أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة».
ويجعل هذا التعريف العنف ضد المرأة مظلة واسعة تضم تحتها أشكالا متنوعة من الممارسات تتجدد وتستحدث بتطور وسائل التعامل مع المرأة.
وتعد وسائل التواصل الاجتماعي واحدة من حاضنات العنف المسلط على المرأة.
وقد أصدرت منظمة العفو الدولية عام 2018 تقريرا بعنوان «تويتر السام» رصدت فيه «فشل الشركة في احترام الحقوق الإنسانية للمرأة بسبب ردها غير الكافي وغير المؤثر على العنف والإساءة».
وفي سبتمبر هذا العام نشرت منظمة «العفو الدولية» تقريرا يقول إن «تويتر لايزال يخذل النساء بخصوص العنف والإساءة عبر الانترنت، رغم الوعود المتكررة بفعل ما يجب لجعل الانترنت مكانا أكثر أمانا للمرأة».
يقول التقرير ان شركة «تويتر» حققت بعضا من التقدم في هذا الشأن لكنه غير كاف.
وأقرت «تويتر» بأنها بحاجة لمزيد من الجهد في هذا المجال، لكنها أكدت أنها تتخذ مزيدا من الإجراءات الاستباقية لمواجهة الإساءات عبر شبكتها.
وفي الخامس من أكتوبر من هذا العام أطلقت منظمة «بلان انترناشيونال» (plan international) حملة بعنوان «حرية التواجد على الإنترنت» بعد أن أظهر بحث لها تحدثت فيه إلى أربعة عشر ألف فتاة في اثنين وعشرين بلدا حول العالم، أن أكثر من 50% منهن تعرضن للعنف والتحرش على الانترنت.
ويظهر البحث أن واحدة من كل خمس فتيات أجبرت على تحجيم استخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي، جزئيا أو كليا، بسبب هذا العنف.
وحسب تقرير «بلان»، فإن هذا النوع من العنف يحدث على كل وسائل التواصل الاجتماعي لكن موقع فيسبوك هو الحاضنة الأكبر، يليه إنستغرام وواتساب وسناب شات ثم تويتر
وتيك توك. المفارقة هنا هي أن وسائل التواصل الاجتماعي كان من المفترض أن تكون المساحة التي تعطي للمرأة حرية لم تجدها في محيطها الواقعي، وأن تمكنها من التعبير عن رأيها والإسهام فيما يحصل حولها.
لكن كثيرات من النساء وجدن مقابل تعبيرهن عن رأيهن على وسائل التواصل الاجتماعي تهديدا وتحرشا وتنمرا وأشكالا مختلفة من العنف.
ونادرا ما تكون وسائل التبليغ التي تتضمنها المواقع الاجتماعية فعالة في مواجهة هذا الأمر.
وكلما زاد اختلاف المرأة عن «السائد» زادت فرص تعرضها للعنف، فنجد النساء من المعارضات والأقليات والتوجهات الجنسية المخالفة لـ «المقبول الاجتماعي» أكثر عرضة للعنف.
اقرا ايضا