هل من الممكن أن الفيروسات تمتلك إستراتيجيات هجومية تخدعنا وتدفعنا إلى زيادة مخالطتنا للآخرين وبالتالي الى زيادة انتشار هذه الفيروسات؟
هذه هي الفرضية التي عكف على دراستها باحثون من جامعة «ستيت نيويورك آت ألباني» والرامية الى اكتشاف ما إذا كانت بعض الفيروسات، ومنها فيروس كورونا، تهاجم دماغ الانسان الذي تصيبه وتحدث تغييرا في سلوكه بحيث يزيد من احتمال نقل العدوى إلى الآخرين.
ويقول موقع «ميل أونلاين» إن الفيروسات تلجأ إلى هذه الاستراتيجية لكي ترفع معدل تكاثرها وبالتالي انتشارها وبقاءها. ومن المحتمل أنها تفعل ذلك خلال فترة الحضانة عندما يكون الشخص مصابا بالعدوى ولكن من دون ظهور أعراض وهذا يزيد من احتمال مخالطته للآخرين.
وكانت دراسة أجريت عام 2010 قد عززت هذه الفرضية عندما أعطى باحثون مجموعة من المتطوعين فيروس الإنفلونزا بشكل لقاح ووجدوا أنه بعد يومين من إعطائه لهم تضاعف العدد الوسطي للأشخاص الذين خالطوهم من 54 إلى 101 مقارنة باليومين اللذين سبقا أصابتهم بالعدوى.
واستبعد الباحثون فرضية كون الناس شعروا بأمان أكبر بعد اللقاح لذلك أصبحوا اجتماعيين أكثر، لأنهم اكتشفوا أن معدلات المخالطة لديهم عادت بعد 4 أسابيع إلى مستواها قبل اللقاح مما يشير إلى صحة النظرية بأن اليومين اللذين يعقبان الإصابة بفيروس الإنفلونزا مهمان لأنهما يحملان خطرا أكبر بالإصابة بالعدوى على الرغم من عدم ظهور الأعراض الأمر الذي يساعد على انتشار الفيروس.
وأورد الموقع مثال فيروس مرض الكلب الذي يصيب الدماغ والجملة العصبية وينتقل إلى الإنسان نتيجة عضة من حيوان مصاب، فهو يجعل الحيوان أكثر عدوانية ورغبة في العض والخدش، الأمر الذي يزيد من انتشار الفيروس.
ومضى بعض الباحثين إلى حد أنهم فسروا أعراض السعال والعطس التي تحدثها بعض الفيروسات بأنها ليست في الحقيقة إلا وسائل تستخدمها الفيروسات لنشر العدوى والتكاثر.