- تعرض لإطلاق نار بعد نزاع مع جاره على قطعة أرض في صربيا
مبارك الخالدي ـ عبدالله العنزي ـ عبدالعزيز جاسم
فجعت الاوساط الرياضية بنبأ اطلاق النار الذي تعرض له مدرب منتخبنا الوطني الصربي غوران توفاريتش في صربيا حيث يتمتع باجازة خاصة.
وذكرت التقارير الواردة من هناك ان مدرب منتخبنا خضع لعملية جراحية لانتزاع رصاصة استقرت في الجانب الأيمن من صدره اثر نزاع نشب مع جاره على قطعة ارض قام على اثره جاره البالغ من العمر 86 عاما بإطلاق النار من سلاح كان يحمله حيث استقرت الرصاصة في جسد غوران الذي تم نقله على الفور الى أحد المستشفيات هناك وأخضع لعملية جراحية تم على اثرها استخراج الرصاصة ولاتزال حالته حرجة للغاية.
وفور ورود الخبر الى المعنيين في اتحاد الكرة، بادر رئيس الاتحاد الشيخ د. طلال الفهد بالاتصال بزوجة غوران للاطمئنان عليه حيث استنكر الفهد الحادث الأليم.
وعبر الفهد عن بالغ حزنه لما تعرض له غوران آملا ان يخرج من المستشفى بعد ان يمنّ الله عليه بالصحة والعافية وان يعين أسرته في هذا المصاب الجلل.
ومن جهته، أبدى نائب رئيس الاتحاد هايف المطيري تأثره بالحادث وقال «كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي ما تعرض له الخلوق غوران خصوصا اننا نعرفه عن قرب ونعلم ما يتمتع به من دماثة خلق وهدوء أعصاب ونتمنى من العلي القدير ان يتجاوز هذه المحنة ويعود سريعا الى اسرته وزوجته ومحبيه».
علاقاته رائعة
ويتمتع غوران بأخلاق عالية مكنته من تكوين علاقات رائعة مع جميع المحيطين به فهو دائم الابتسامة في أحلك الظروف ولم يتأثر بالأصوات التي قللت من امكاناته الفنية في انتقادات قاسية له بعد خروج الازرق من التصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2014 في البرازيل، وأبدى حبا للكويت والتمسك بالبقاء في البلاد بسبب حب أسرته وابنيه للكويت وأجواء العيش بها وهذا ما صرح به غوران نفسه في أكثر من مناسبة مفضلا الكويت على العديد من الدول التي تقدمت بعروض للتعاقد معه.
حمادة الى صربيا
ومن جانب آخر، يدرس اتحاد الكرة ارسال المدرب الوطني عبدالعزيز حمادة كونه على صلة قريبة مع غوران وأسرته الى صربيا للوقوف على آخر التطورات الخاصة بالحادث وتقديم المساعدة اللازمة التي قد يحتاجها غوران وأسرته في هذا الظرف الدقيق الذي يمرون به تجسيدا للعلاقات الإنسانية التي تجمع أعضاء الاتحاد بالمدرب وأسرته وانطلاقا من المعاني الأخلاقية التي يتمتع بها الشعب الكويتي في التعامل مع أصدقائه وقت المحن في اشارة الى ان العلاقة التي جمعت غوران بالكويتيين أكبر من علاقة العمل لمساهمته في ادخال الفرحة والبهجة الى قلوب الجماهير بتحقيق الأزرق على يديه عدد من البطولات أبرزها كأس «خليجي 20» التي أقيمت في اليمن خلال شهر ديسمبر 2010.
المرشحون لقيادة «الأزرق»
وألقى الحادث بظلاله على الوضع الحالي للجهاز الفني لـ «الأزرق»، فبلاشك الاصابة التي تعرض لها غوران لاتزال تداعياتها في علم الغيب وستفرض على المسؤولين اختيار مدرب آخر مؤقت يقود المنتخب في المرحلة المقبلة خصوصا وان الأزرق مرتبط بمباريات ودية دولية لا يمكن تأجيلها وهي مواجهته لأوزباكستان في 7 الشهر المقبل والامارات 14 منه وهي من المباريات المدرجة على قائمة «فيفا» وتأتي ضمن استعدادات الأزرق لخوض بطولة غرب آسيا التي تستضيفها البلاد ديسمبر المقبل وكذلك بطولة الخليج الـ 21 في البحرين يناير المقبل وهناك عدد من السيناريوهات المطروحة من بينها اسناد المهمة لأحد المدربين الوطنيين ريثما تتضح الصورة بشأن الحالة الصحية لغوران خصوصا محمد ابراهيم وعبدالعزيز حمادة وهما من العناصر التي تعاملت مع غوران في السنوات الأخيرة في عمر المنتخب فيما يلوح في الأفق اتجاه آخر وهو اختيار احد المدربين الأجانب العاملين في الكويت للإشراف على قيادة المنتخب ومن بينهم مدرب الجهراء البرازيلي جانسينيز داسيلفا الذي سبق ان اشارت بعض التقارير الى ان الاتحاد دخل في مفاوضات معه لقيادة الأزرق قبل التجديد مع غوران مايو الماضي. كما يبرز اسم البرتغالي جوزيه روماو مدرب العربي لمكوثه في البلاد أكثر من موسمين وحقق نتائج مميزة مع ناديي الكويت والعربي فضلا عن معرفته الجيدة بأوضاع الكرة الكويتية والخليجية.
ترقّب لحالة غوران «الوفي»
أجرى الفريق الطبي المتابع لحالة غوران صباح أمس عملية جراحية دقيقة له لاستخراج الرصاصة من جسده وإيقاف نزيف الدم، وقد استمرت العملية لساعات عدة نظرا لصعوبتها، الا انها تكللت بالنجاح ولله الحمد، وقد تم نقل أكياس دم عديدة لغوران لتعويض فقدانه للدم خلال الساعات الأولى من اصابته، وقال الأطباء هناك ان الـ 48 ساعة المقبلة لوضع غوران الصحي تتطلب متابعة دائمة وان تخطاها فان حالته ستتجه للمزيد من الاستقرار.
وغوران المولود في 15 نوفمبر 1971 صنع اسمه في عالم التدريب عن طريق الكرة الكويتية، فبعد ان عمل كمساعد للمدرب الوطني محمد ابراهيم في القادسية وحقق معه العديد من البطولات، انتقل لتدريب الشباب في موسم 2007/ 2008 وقاده لتحقيق لقب دوري الدرجة الاولى، قبل ان تتم الاستعانة به للعمل كمساعد لمحمد ابراهيم ولكن هذه المرة للمنتخب الوطني خلال «خليجي 19» في سلطنة عمان، واستطاع من خلالها الأزرق الوصول الى الدور نصف النهائي رغم فترة الاعداد البسيطة والظروف التي صاحبت مشاركته بعد ان كان مهددا بعدم المشاركة على خلفية الإيقاف من قبل الاتحاد الدولي للكرة (فيفا).
وبين ليلة وضحاها وجد غوران نفسه أمام تركة ثقيلة جدا بعد ان تم اسناد له قيادة الأزرق في المباراة بعد خسارته في المباراة الأولى أمام عمان ضمن تصفيات كأس آسيا الأخيرة، وجاء ثقل التركة لأن الأزرق عليه التوجه الى استراليا وخوض مواجهة قوية هناك أمام المنتخب الاسترالي في ملعبه وبين جماهيره، ليستخرج حينها غوران شهادة ميلاده كاسم على الصعيد الدولي بعد ان حقق الفوز هناك بأستراليا وبهدف نظيف.
ولم يفوت غوران هذه الفرصة الثمينة واستمر مع الأزرق ليقوده الى التأهل الى النهائيات الآسيوية التي أقيمت في يناير 2011 بقطر بعد ان كان الأزرق قد أخفق بالتأهل الى النهائيات التي سبقتها، لتبدأ بذلك اولى محطات شهر العسل بين غوران والجماهير الكويتية.
ولم يتأخر رئيس اللجنة الانتقالية آنذاك الشيخ أحمد اليوسف في تجديد عقد غوران لمدة سنتين، ليقود الأزرق نحو تحقيق لقبين في غضون 3 أشهر فقط وهما بطولة غرب آسيا وكأس «خليجي 20».
ورغم ذلك لم تكن جميع الأيام لغوران مع الأزرق بطعم الشهد، فهو اخفق في التأهل الى الدور الحاسم من تصفيات كاس العالم 2014، وقبلها فشل مع الأزرق في التأهل الى الدور الثاني من نهائيات كاس آسيا 2001 بعد 3 هزائم متتالية بمجموعته الاولى امام الصين واوزبكستان وقطر، وبطولة كأس العرب مؤخرا.
غوران رجل «شهم» وذو أخلاق عالية هو أصلا لم يساوم اتحاد الكرة على تجديد عقده مع العروض الكثيرة التي تلقاها من أندية أو منتخبات بالمنطقة، حتى انه أعلن مرارا خلال تجديد عقوده مع اتحاد الكرة ان حبه وأسرته للعيش بالكويت هو الدافع الأول للتجديد رغم الفروقات المالية الكبيرة بين عقده مع الأزرق والعروض التي يتلقاها.
تفاصيل الواقعة
حصلت «الأنباء» على تفاصيل الواقعة الاليمة لمدربنا غوران وأسبابها من مصادرنا الخاصة حيث سبق لغوران وأن اشترى قطعة ارض في صربيا وعن طريق المحامي الا ان والد اصحاب الارض كان رافضا لبيعها وهو يبلغ من العمر 86 عاما، وظل النزاع قائما بينهم منذ فترة الا ان غوران اراد العمل في الارض اول امس واشترى بعض المواد لوضعها في الارض ففوجئ بوجود هذا الرجل الكبير في السن في الارض فطلب منه الرحيل فرفض، ثم قام غوران بالاتصال بالشرطة التي طلبت منه ان يتفاهم مع الرجل اولا كونه كبير في السن على ان تصل لغوران خلال دقائق الا ان الرجل باغت غوران وأشهر السلاح في وجهه وأطلق عليه رصاصة استقرت في الجهة اليمنى من صدر غوران فذهبوا به الى مستشفى البلدة التي تعتبر نائية ولم يعرفوا التعامل مع الحالة لينزف كثيرا من الدماء، ثم تم نقله الى مستشفى العاصمة بلغراد التي تبعد عن مدينة غوران 75 كلم ليقوموا بعملية انعاش سريعة للمدرب ومن ثم تم اجراء عمليتين: الاولى: لم يتمكنوا من خلالها من استئصال الرصاصة والثانية: نجح من خلالها الاطباء من استئصالها.
ميلوش لـ «الأنباء»: حالة غوران مستقرة
أكد مساعد مدرب منتخبنا السابق الصربي ميلوش أن حالة المدرب غوران باتت مستقرة بعد استخراج الرصاصة منه ظهر امس بعد عملية جراحية استمرت لمدة 3 ساعات تمكن من خلالها الاطباء من استخراج الرصاصة التي فشلوا في استخراجها في العملية الاولى.
وقال ميلوش في تصريح خاص لـ «الأنباء» من صربيا ان الاطباء اخبروه بأن النزيف قد توقف تماما وأن ظهر اليوم اي بعد مرور 24 ساعة من اجراء العملية ستتضح الرؤية في حالته اكثر.
واضاف ميلوش انه سيكون متواجدا في المستشفى الذي يرقد فيه غوران حاليا للوقف مع عائلته في هذا الحادث الاليم.
حمادة: أستغرب الشائعات في هذا التوقيت عن خلافة المدرب
قال مدرب منتخب 22 ومساعد مدرب الازرق عبدالعزيز حمادة انه تأثر كثيرا بهذه الواقعة كونه يعتبر غوران اخا صغيرا له لان ما يربطه بغوران ليس العمل فقط بل كان صديقه في الكويت مشيرا الى انه غادر سريعا الى صربيا من اجل الوقوف معه ويرافقه مدرب الحراس فيا ومدرب اللياقة الكسندر لافتا الى ان السفارة الصربية لم تقصر وفتحت ابوابها له بعد ان علموا بالحادثة ومنصب غوران في الكويت وأعطوه الفيزا خلال 5 دقائق امس السبت وهو يوم عطلة كما هو معروف بعد امر القنصل الصربي باستخراج فيزا له لكي يتمكن من السفر سريعا.
وطلب حمادة من الرياضيين وبعض المدربين احترام الحالة التي يمر بها غوران والابتعاد عن الشائعات في الوقت الحالي بان المنتخب سيقوده محمد ابراهيم او حمادة بل عليهم الدعاء وتمني الشفاء العاجل لهذا المدرب الخلوق الذي منذ وقت قدومه الى الكويت كان مثالا يحتذى من خلال التعامل الراقي مع الاجهزة التي تعمل معه او مع اللاعبين.
محمود: الكل حزين على غوران
عبر مشرف المنتخب علي محمود عن حزنه لما اصاب المدرب غوران من حادث اطلاق اليم، مشيرا الى ان هذا المدرب لم تكن له اي عداوة مع اي شخص عمل معه او حتى لاعب بسبب دماثة خلقه واحترامه للصغير قبل الكبير لافتا الى انه ومن خلال عمله معه طوال السنوات الماضية لم يجد من هذا المدرب الا كل تقدير واحترام.
وأضاف محمود الى انه تلقى العديد من الاتصالات من معظم لاعبي المنتخب يطمئنون على صحة غوران ويتمنون له السلامة وعودته قريبا لقيادة دفة الازرق.