لم يكن غريبا أن تهتف جماهير نادي برشلونة الأسباني لكرة القدم «أخرج ميسي، أخرج ميسي يا غوارديولا» لتحفيز المدرب جوسيب غوارديولا المدير الفني للفريق على استبدال نجمه الأرجنتيني الشاب ليونيل ميسي في أواخر المباراة التي تغلب فيها برشلونة على أتليتك بلباو 4-1 يوم الأربعاء الماضي في نهائي كأس ملك أسبانيا.
وهتفت الجماهير مطالبة غوارديولا بإخراج ميسي بعد الاطمئنان لنتيجة المباراة وحسم لقب الكأس خوفا من إصابته في الدقائق الأخيرة من اللقاء نظرا لأنها تضع عليه أملا كبيرا في المباريات الباقية للفريق في الموسم الحالي.
وتأتي في مقدمة هذه اللقاءات التي ينتظرها برشلونة المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام مان يونايتد الإنجليزي 27 الحالي على الستاد الأولمبي بالعاصمة الإيطالية روما.
ويمثل اللاعب الموهوب ميسي القلق الرئيسي لأي من منافسي برشلونة محليا وأوروبيا ولذلك فإنه مصدر الإزعاج الرئيسي الذي يخشاه مان يونايتد ومديره الفني القدير سير أليكس فيرغسون ونجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو وباقي نجوم مان يونايتد.
وتضع جماهير برشلونة آمالا عريضة على ميسي(21 عاما) في قيادة فريقها نحو إحراز الثلاثية التاريخية في الموسم الحالي والتي بدأها بإحراز لقب كأس ملك اسبانيا وينتظر أيضا حسم لقب الدوري الاسباني ودوري أبطال أوروبا.
وتعرض ميسي للركل أكثر من مرة خلال المباراة أمام بلباو في نهائي الكأس الاسبانية ولذلك هتفت الجماهير مطالبة غوارديولا بإخراجه خشية إصابته بعد أن أدى دوره تماما في هذه المباراة.
وسجل ميسي الهدف الثاني لفريقه في هذه المباراة كما صنع الهدف الذي سجل منه زميله بويان كركيتش الهدف الثالث بينما تعرض للعرقلة واحتسبت له ضربة حرة سددها زميله خافي هيرنانديز محرزا الهدف الرابع للفريق.
وقدم ميسي في هذه المباراة أفضل ما لديه لكنه نال إنذارا للجدال مع الحكم. وأثار غورديولا دهشة الجميع عندما رفض الاستجابة لمطالب الجماهير وأبقى على ميسي في المباراة رغم أنه يدرك تماما أن ركلة واحدة إضافية في قدم أو ساق ميسي قد تحرم الفريق من جهوده في نهائي دوري الأبطال أمام مان يونايتد.
ويرجح أن الاستمرار في الملعب كان بناء على طلب ميسي.
وأوضح ميسي ذلك قائلا «سمعتهم يطالبون باستبدالي ولكن يتعين عليهم الاحتفاظ بالهدوء. إنني على ما يرام ويمكنني الاستمرار حتى النهاية».
ويعرف ميسي جيدا معنى الفوز بمباراة نهائية مع فريق برشلونة. وسبق أن حرمت الإصابة ميسي من المشاركة مع برشلونة في نهائي دوري الأبطال أمام أرسنال الإنجليزي في مايو 2006 وكذلك في نهائي كأس العالم للأندية بعدها بستة شهور فقط في اليابان أمام انترناسيونال بورتو أليغري البرازيلي.
وخاض ميسي مع الفريق مباراة كأس السوبر الاسباني أمام أشبيلية ولكنه خسر المباراة. ولا يمكن للاعب مثل ميسي أن يتنازل عن شعور الفوز بمباراة نهائية كما أنه لاعب مثالي لبدء المباراة ضمن التشكيل الأساسي وهو ما يعزز أهمية مشاركة ميسي في نهائي دوري الأبطال أمام مان يونايتد.
وستكون هذه المباراة فرصة لمشاهدة المواجهة الخاصة بين ميسي والبرتغالي رونالدو وربما تظهر هذه المباراة أي اللاعبين أحق بجائزة أفضل لاعب في العالم. ويتفق معظم المتابعين للفريق على أن ميسي هو الأفضل بين صفوف برشلونة. كما يتقبل باقي لاعبي الفريق أن يتقاضى ميسي أعلى راتب بالإضافة لحصوله على أفضل امتيازات عندما يحين الكلام عن الراحة.
وقال غوارديولا «بالنسبة لي، لا يلعب ميسي بشكل سيئ أبدا. ميسي مختلف، وهذه المباريات هي مبارياته». وكان غوارديولا لاعبا سابقا في خط وسط الفريق وقائدا لبرشلونة قبل سنوات كما اصبح الآن العقل المفكر وراء هذا الفريق المتألق الذي قد يصبح الأكثر نجاحا على مدار تاريخ النادي.
ويقدر غوارديولا لاعبه ميسي بشكل خاص بفضل الموهبة الفائقة التي يتمتع بها النجم الأرجنتيني الشاب الذي يترجم تألقه دائما إلى أرقام.
وسجل ميسي 37 هدفا في مختلف البطولات ليكون هداف الفريق هذا الموسم بفارق خمسة أهداف خلف رصيد كريستيانو رونالدو نجم مان يونايتد الذي أحرز به جائزة الحذاء الذهبي في العام الماضي. ولم يحقق ميسي هذه الأرقام لأنه دقيق التسديد فحسب ولكن لأنه أيضا يتميز بمتابعة كل فرصة لحين نهايتها بالفعل فهو لا يكتفي بالمشاهدة عندما تحوم الكرة أمام مرمى المنافس ويبحث دائما عن الفرصة التي لا يراها غيره.
ولم يتأثر ميسي هذا العام بالإصابات التي أفسدت مسيرته في المواسم الماضية. وقبل أسابيع قليلة، قدم ميسي عرضا رائعا أمام المنتخب الڤنزويلي في أول مباراة للمنتخب الأرجنتيني تحت قيادة مديره الفني الجديد دييغو مارادونا.
كما كان ميسي الرجل الأول في المباراة التي فاز فيها الفريق على ريال مدريد 6-2 بالدوري الأسباني على ستاد «سانتياغو برنابيو» معقل فريق ريال مدريد، كما صنع ميسي الهدف الثمين الذي سجله زميله أندريس إنييستا في شباك تشلسي الإنجليزي في الدقيقة الأخيرة من مباراة الغياب بالدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا والذي صعد ببرشلونة لنهائي البطولة هذا الموسم. ويملك غوارديولا فكرة واضحة للغاية عما يحدث حيث يقول «بالنسبة لبرشلونة، وجود لاعب مثل ميسي في صفوفه أمر لا يقدر بثمن. يتعين علينا أن نعتني به وندعه يلعب». ويشتهر غوارديولا بأنه لا يحب الارتجال ودائما ما يزن الكلمات التي يدلي بها.