رغم أن الفضل في فوز برشلونة ببطولة الدوري الأسباني لكرة القدم يعود إلى الكرة الجماعية التي يقدمها الفريق، لكن يبقى هناك دور أكبر لأربعة لاعبين في تحقيق هذا الإنجاز:
الأرجنتيني ليونيل ميسي بمهاراته الإبداعية والبرازيلي دانييل ألفيس بروحه القتالية والأسباني أندريس إنييستا بتفانيه المطلق والمكسيكي رافاييل ماركيز بعودته القوية.
وربما أثار جوسيب غوارديولا المدير الفني لبرشلونة ملل الجميع من كثرة ما قال «إنها هدية أن يقوم المرء بتدريب لاعبين كهؤلاء»، لكنه يبقى وصفا عادلا لأفراد أقوى أندية العالم حاليا.
وليس من اليسير البحث عن أعلام لجنسيات مختلفة في صفوف برشلونة، الذي أبهر الجميع بتطبيق رائع لمفهوم الكرة الشاملة، فالدفع بأي 11 لاعبا كافيا لرؤية فريق يهاجم ويدافع على قلب لاعب واحد، لكن يبقى لكل لاعب مكانته وفي مقدمة هؤلاء يأتي النجم ميسي.
وارتدى المبدع الأرجنتيني ثوب الإجادة هذا الموسم، وسجل أفضل أرقامه منذ ارتدى قميص النادي الكاتالوني حيث أحرز 23 هدفا في 31 مباراة في بطولة الدوري، محتلا المركز الثاني في ترتيب هدافي الفريق خلف الكاميروني صامويل إيتو هداف الدوري برصيد 28 هدفا.
وتخطى ميسي أخيرا أزمة شهرته كلاعب دائما ما يعاني من الإصابات العضلية، وأضاف إلى حالته البدنية الممتازة نضجا كلاعب كرة قادر على اتخاذ القرارات الصحيحة في كل لحظة من المباراة، كما اكتشف في نفسه قدرة جديدة على التسديد القوي المحكم.
وبعد أن حاول تدليله قدر الإمكان على مدى الموسم، قال غوارديولا عن ميسي «لاعب كهذا لا يقدر بثمن».
لكن ميسي استفاد كثيرا من انضمام البرازيلي ألفيس إلى صفوف الفريق، بعد أن أثبت الأخير أنه يستحق الانضمام إلى برشلونة مقابل 32 مليون يورو (نحو 43.3 مليون دولار (ذهبت إلى خزائن ناديه السابق إشبيلية في يوليو الماضي.
وبعدما ترك الظهير البرازيلي شيئا من الشكوك حول حقيقة مستواه في المباريات الأولى للموسم عاد وأثبت نفسه كلاعب لا غنى عنه في التشكيل الأساسي بسبب روحه العالية وسعيه الدائم إلى إدراك الفوز فضلا عن قدرته على خلق المتاعب في دفاع الفرق المنافسة بانطلاقاته من الجانب الأيمن. باختصار إنه مهاجم في زي مدافع.
وأخيرا، احتفل برشلونة بلحظة تفجر موهبة إنييستا، الذي طالما حظي بتقدير النقاد، لكن طبيعته المتحفظة أبقته بعيدا عن مجموعة اللاعبين ذوي المكانة الخاصة لدى الجماهير، وهو الأمر الذي يمكن القول بأنه قد تغير.