عبدالعزيز جاسم
من «إيدك هذي لإيدك هذي»، كان هذا لسان حال لاعبي القادسية لجماهيرهم في إشارة منهم اذا البطولة راحت من اليمين نجيبها بالشمال، وفعلا بعد ان خيم الشؤم على جماهير الاصفر، ان الفوز قد تخلى عنهم بعد إدراك الكويت التعادل في الوقت الحرج، ولكن الحارس «الجسور» نواف الخالدي ابى الا ان يضع بصمة له في المباراة النهائية كانت كفيلة بفوز القادسية بلقب كأس سمو ولي العهد للمرة السادسة في تاريخه، والانفراد بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب (6 القاب) وتفوقه على غريمه التقليدي العربي بلقب واحد، ورد الدين للابيض الذي توج بطلا على حساب الاصفر في النسخة السابقة.
وفي المقابل، انتاب الحزن جماهير الكويت وهي تضرب كفا بكف، لأن من اضاع اللقب هو افضل لاعب في المباراة وليد علي الذي رغم إضاعته ركلة الترجيح الرابعة، راحت الجماهير تحييه بحرارة وتؤازره، وذهب البعض للقول ان افضل اللاعبين دوما هم من يهدرون ركلات الترجيح، والأمثلة على ذلك كثيرة أشهرها اهدار الايطالي روبرتو باجيو افضل لاعب في كأس العالم 94 في الولايات المتحدة، ركلة ترجيح في المباراة النهائية امام البرازيل، اضاعت على «الازوري» اللقب العالمي.
وتبقى حقيقة واحدة هي ان الاصفر بات رقما صعبا في البطولات المحلية، وهو حصد كل الالقاب في الموسم الحالي، ولم يتبق له الا مسابقة كأس سمو الأمير ليكمل سطوته محليا.
الأصفر فاز بالشوط الأول
في مفاجأة من مدرب القادسية «الجنرال» محمد ابراهيم، على غير العادة، بدأ المواجهة دون ان يرمي بثقله في الهجوم، وترك الكويت يستحوذ على الكرة، ولكن دون فاعلية.وكاد الاصفر ان يسجل اكثر من 3 اهداف قبل وبعد هدف خلف السلامة الذي «هندسه» بدر المطوع بأنامله، على طريقة الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا في المباراة مع البرازيل في مونديال 90 في ايطاليا، عندما مرر الكرة بالطريقة نفسها الى كانيجيا ليسجل هدف الفوز على «السامبا» في الدور ربع النهائي.
وأضاع صالح الشيخ هدفين محققين بتمريرتين ايضا من المطوع، ولكن في الشوط الثاني انقلب الحال، وتراجع اداء الاصفر بشكل مخيف وغريب، وكان ابراهيم ومساعدوه يحثون اللاعبين على التقدم الى الامام دون جدوى.
وكان التبديل الأول للأصفر اضطراريا بخروج طلال العامر لإصابته، ودخول فهد الانصاري الذي لم يستطيع ان يسد مكان العامر بصورة جيدة. ولكن التبديل الثاني كان غريبا بخروج السلامة ودخول التونسي سليم بن عاشور، وكان الأجدى هو الزج بحمد العنزي الذي شارك بدلا من البحريني محمود عبدالرحمن «رينغو». ولم يقدم البدلاء ما يشفع لهم، بل بالعكس فاستقبلت شباك القادسية هدف التعادل «العادل» في الدقائق القاتلة. فمن غير المعقول ان تكتفي بالدفاع طيلة فترات الشوط الثاني، ولا تنظم أي هجمة على مرمى المنافس، وتقوم بتشتيت الكرة فقط، ولا تستقبل الاهداف، وهذا ما ينطبق على القادسية حتى في الوقت الاضافي، بيد ان ركلات الترجيح وقفت الى جانب الاصفر، وتمكن البديلان بن عاشور والعنزي من التسجيل، مما يثبت صحة اختيارات ابراهيم، وانه يجب التفكير في كل جزئية من المباراة وحتى في ركلات الترجيح.
الأبيض وبداية بانيد
ربما يعض المدرب الفرنسي لوران بانيد اصابعه ندما على ما فعله بالكويت في الشوط الاول، وكان من الافضل ان يبدأ المباراة بتشكيلة الشوط الثاني، وظهر واضحا ان الابيض غير قادر على طرق مرمى الاصفر، لان العماني اسماعيل العجمي فقد خطورته من الاطراف، بعد ان اشركه بانيد في مركز رأس الحربة، ولعب وليد علي في منتصف الملعب، وجراح العتيقي في الوسط الايسر. ورب ضارة نافعة، فجاءت اصابة يوسف اليوحة في نهاية الشوط الاول لتصحح الاوضاع، فعاد يعقوب الطاهر الى قلب الدفاع، بعد ان كان البحريني عبدالله المرزوقي واليوحة في واد، والمباراة في واد آخر.
وأثبت بانيد مقولة ان الشوط الاول شوط اللاعبين، والثاني شوط المدربين، فأشرك خالد عجب واعاد الفريق الى توازنه الطبيعي بتواجد وليد علي في الوسط الايسر فكان نجم المباراة بلا منازع، واستحق الدرجة الكاملة، وأنقذ السوري جهاد الحسين الابيض في الدقائق الاخيرة، بتسجيله هدف التعادل بفدائية. وفي الوقت الاضافي تأثر الابيض كثيرا بإصابة الحسين وخروجه، وكان الاكثر استحواذا على الكرة، ولكنه اكتفى بنقلها بين اقدام لاعبيه، ولم يتعظ من ان ركلات الترجيح لم تنصفه أبدا امام القادسية فخسر لقبه.