حامد العمران
مع إطلاق صافرة النهاية للمباراة الختامية للدوري الممتاز لكرة اليد والتي جمعت الكويت مع كاظمة الخميس الماضي كتب تاريخ اللعبة صفحة جديدة بأرقام غير مسبوقة، أولها كسر الكويت لعدة أرقام بعد تتويجه بطلا للدوري للموسم.
فقد شهد موسم 2018- 2019 تحقيق نادي الكويت اللقب للمرة التاسعة بتاريخه والسابعة على التوالي محققا إنجازا ورقما جديدا بالظفر 7 مرات متتالية حيث لم يسبق لأي فريق الوصول لهذا الرقم، علما ان السالمية كان أول من وصل للفوز بالدوري 4 مرات متتالية من موسم 1993 لموسم 1997، اما «الأبيض» فأراد أن يكتب تاريخا جديدا قد يستمر طويلا ومن المتوقع مواصلة كسر هذا الرقم في المواسم المقبلة بالوصول لرقم قد يكون مخلدا في تاريخ الرياضة الكويتية بالفوز ببطولة الدوري ومحققا رقما يصعب على أي لعبة جماعية كسره، وهو الأمر الذي يجب على إدارة نادي الكويت كتابته بأحرف من ذهب وتسطير أسماء اللاعبين المشاركين في هذا الإنجاز منذ موسم 2012 ولنهاية الموسم الحالي.
وبما أننا نذكر الرقم القياسي فلا بد ان نقف عند الرقم العالمي الذي سجله أبطال القلعة البيضاء بالفوز للمرة 147 تواليا دون هزيمة كاسرا رقم فريق برشلونة الإسباني صاحب الرقم 146 فوزا متتاليا ورقم الكويت القياسي مرشح للزيادة وقد يصل مستقبلا عدد مرات الفوز إلى رقم يصعب تحطيمه ويعد ذلك إنجازا جديدا لنادي الكويت.
مميزات البطل
في البداية لا بد من الوقوف عند بطل الدوري، نادي الكويت الذي يزخر بكم هائل من نجوم الصف الأول في اللعبة وما يميز الفريق وجود اكثر من 18 لاعبا مستواهم الفني متقارب مما يضمن للجهاز الفني بقيادة الجزائري سعيد حجازي إيجاد الحلول الفنية التي تساعد الأبيض على المحافظة على الرتم الفني المتصاعد خلال وقت اي مباراة ولكن الملاحظ ان لاعبي الأبيض على الرغم من تفوقهم إلا ان إمكانياتهم الفنية لم تظهر كما هي وقد يعود ذلك لقلة التدريب لعدم انتظام البعض وهذا ما يجب تداركه في المستقبل إلى جانب أعطاء فرصة اكبر امام الناشئين للاستفادة من لاعبي الخبرة عبر الاحتكاك العملي مع اللاعبين النجوم.
تاريخية «برقان»
وأيضا من الأسطر التاريخية الجديدة التي سجلت بتاريخ اللعبة حصول فريق برقان على المركز الثالث والميدالية البرونزية للمرة الأولي بتاريخه القصير بالرياضة الكويتية، وأيضا هذا تاريخ لا بد أن يسجله نادي برقان بأول صفحة بتاريخه ويحفظ أسماء اللاعبين الذين فرضوا اسم النادي كأحد فرق النخبة في اللعبة بالوقوف على منصة التتويج بقيادة المدرب الجزائري محمد مسعودان ومساعده المجتهد والنشط خالد الملحم العجمي وبإدارة حكيمة من مدير اللعبة وأمين السر العام للنادي أنور زيد العتيبي وذراعه اليمنى الإداري شايع علي شايع حيث عمل هؤلاء بروح الأسرة الواحدة إلى أن سجلوا تاريخا بالوصول إلى الهدف الأول وهو الوقوف على منصة التتويج وبالطبع سيتغير الهدف في الموسم المقبل ويتحول للمشاركات الخارجية المشرفة بعد حصوله على المركز الثالث المؤهل للمشاركة في البطولة العربية للأندية وبذلك ينتقل اسم برقان من المستوى المحلي إلى الخارجي.
تقدير دون المتوسط
واذا عرجنا في حديثنا عن المستوى الفني العام لبطولة الدوري الممتاز، فلا يمكننا أن نعطيه تقديرا افضل من دون المتوسط وهذا التقدير مؤشر سلبي لكرة اليد الكويتية ولا يسعفنا هذا التقدير لان نقارع الدول المجاورة سواء الخليجية أو الآسيوية ويجب على إدارات اللعبة بالأندية الوقوف عند هذه النقطة ومحاولة إيحاد الحلول المناسبة لتخطيها بمعالجة السلبيات، وأولاها النقاط الفنية التي تتحملها الأجهزة الفنية، وثانيتها البحث عن السبب الرئيسي في عدم ظهور اغلب اللاعبين بمستوياتهم الحقيقية فعلى سبيل المثال وليس الحصر المركز الرابع الذي تحصل عليه كاظمة لا يتناسب مع أسماء اللاعبين وأيضا العربي الذي ورغم حصوله على الوصافة إلا انه في بعض المباريات كانت عروضه باهتة وافتقد للحلول الفنية وهو الأمر الذي يحتاج لوقفة ومراجعة قبل بداية الموسم المقبل.
العربي.. يحتاج لوقفة
العربي جاء ثانيا، وإذا أرادت إدارة الفريق الوقوف على منصات التتويج من جديد، فلابد من إيجاد جهاز فني قادر على قراءة المباريات بشكل فني صحيح ولا نخفي على الجماهير وعشاق اللعبة ان المركز الذي وصل له الأخضر جاء نتيجة هبوط مستوى المنافسين على الرغم من إمكانيات الفريق التي تؤهله لان يكون احد فرسان المقدمة ولكن بالوضع الحالي لا يمكن أن يكون للفريق موقع جيد في البطولة الآسيوية المقبلة، ويجب تدعيم الفريق بصفقات جديدة لمعالجة نقاط الضعف إلى جانب توفير البديل الذي ينافس الأساسي لخلق المنافسة التي تسهم برفع المستوى الفني.
برقان.. طفرة فنية
يعتبر برقان الأفضل فنيا في الفرق الخمسة وفقا لامكانياته الفنية المتمثلة باللاعبين والجهاز الفني حيث انه لاعبيه لا يعتبرون الأفضل ولكن المدرب محمد مسعودان لعب وفق الإمكانيات المتاحة بالتركيز على الجانب الدفاعي وتسريع اللعب في محاولة لمعالجة الضعف الهجومي إلى جانب قيام أدارة اللعبة بالتعاقد مع لاعب القرين عبدالعزيز نجيب في فترة الانتقالات الشتوية وتعتبر هذه الصفقة ضربة معلم وهذا ما عالج جزءا من المشكلة الهجومية لينطلق برقان بقوة في الدوري الممتاز ليحقق المركز الثالث.
كاظمة.. الخاسر الأكبر
يعتبر كاظمة الخاسر الأكبر حيث كان مرشحا في بداية الموسم لان يكون المنافس الأول على اللقب لوجود لاعبين مميزين بجميع المراكز ولكن من خلال العروض وضح ان المدرب الجزائري الأصل فرنسي الجنسية رابح غربي عانى كثيرا في العمل وهو ما اثر على ظهور اللاعبين بمستواهم الطبيعي مما كان له الأثر السلبي على الشكل العام للفريق وخسارة بعض المباريات ليس لارتفاع مستوى المنافس ولكن للهبوط الفني الحاد في مستوى الفريق وهذا ما يجب على مدير اللعبة النشط عمر الملا معرفته ليتم معالجة الأخطاء والنهوض من جديد بالفريق في بطولة الكأس.
السالمية.. ربح المستقبل
السالمية جاء بالمركز الخامس برصيد نقطتين من تعادلين أمام العربي وبرقان ويعتبر هذا المركز مناسبا للسماوي وفق إمكانيات الفريق الذي يعتبر افضل فريق له مستقبل ومن الممكن عودته إلى منصات التتويج على المدى الطويل بنفس لاعبيه الحاليين لان جميعهم من العناصر الشابة باستثناء عبدالعزيز الزعابي، كما يعتبر المدرب الوطني خالد الملا من أكفأ المدربين لمعرفته كيف يوظف إمكانيات لاعبيه سواء في الجانب الدفاعي أو الهجومي وفرصة الفريق جيدة في بطولة الكأس للوصول إلى الدور قبل النهائي وهو ما قد يمكن الفريق من التعويض والوقوف على منصة التتويج.