Note: English translation is not 100% accurate
خلاص من حبكم يا «زين» عزلنا
الأربعاء
2006/9/6
المصدر : الانباء
عدنان يوسف
سيدقق لاعبو منتخب فرنسا جيدا في قمصان لاعبي منتخب ايطاليا اليوم لأنهم سيشاهدون نجمة رابعة تزين قميص الازوري بعد ان كان يعلو شعار الاتحاد الايطالي لكرة القدم 3 نجمات في المباراة النهائية لمونديال المانيا في 9 يوليو الماضي.
في ايطاليا، يتداول الناس مثلا شعبيا لكن معناه معروف عالميا «occhio per occhio, dente per dente» العين بالعين والسن بالسن، ويحمل معنى الثأر والقصاص وهو انطبق فعلا على مباراة ايطاليا وفرنسا في برلين حيث رد «الازوري» الصاع صاعين لـ «الديوك» بعد الخسارة في نهائي كاس امم اوروبا 2000 بهدف ذهبي 1 ـ 2، لذا فإن الفوز بلقب عالمي هو الثأر المضاعف لخسارة لقب قاري.
ولن تكون المباراة بين منتخبي فرنسا وايطاليا اليوم ثأرية لاعتبارات عدة، اهمها ان اللقاء يأتي ضمن التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس امم اوروبا 2008 بينما لعب المنتخبان قبل اقل من شهرين لتتويج بطل العالم، كما يخوض منتخبا «الديوك» و«الازوري» اللقاء بغياب النجم الفرنسي زيندين زيدان والمدافع الايطالي ماركو ماتيرازي بطلي حادثـــة الدقيقة 109 من نهائي كأس العالم.
واذا فاز منتخب فرنسا في المباراة اليوم فإنه لن ينال كأس العالم فـ «الطيور طارت بأرزاقها» بل سيحصل على 3 نقاط سترفعه الى رأس المجموعة، اما اذا تغلب المنتخب الايطالي على مستضيفه الليلة فإنه سيذكر الجماهير بأنه بطل العالم وسيساعده الانتصار ايضا على استعادة هيبته التي فقدها امام ليتوانيا في الجولة الاولى من التصفيات عندما سقط متعادلا 1 ـ 1 السبت الماضي.
يدخل المنتخب الايطالي تحت عوامل ضغط ظهرت آثارها بوضوح امام ليتوانيا ويقع حاليا ايضا تحت الهجوم الاعلامي من صحافته المحلية، ويدرك مدربه روبرتو دونادوني ان جزءا كبيرا من الضغط يقع عليه لوحده لأنه تولى قيادة بطل العالم ويتوقع منه الجمهور الايطالي افعال الابطال.
لم يكن التعادل امام ليتوانيا مفاجئا لمتتبعي اداء الازوري الذي تظهر قوته امام المنتخبات الكبيرة فقط، بينما يتعثر عند مواجهة منتخبات لا تملك سجلا حافلا بالانجازات لأنه منتخب لا يبدأ الهجوم الا بعد استثارته من الخصم ليطبق خطته الشهيرة.
اما منتخب فرنسا فيبدو ان الفوز على جورجيا منحه ثقة كبيرة واستعاد لاعبوه ايقاع اللعب في المونديال الالماني في اول مباراة رسمية بعد خسارة النهائي، حيث رصد المتابعون التجانس والتفاهم في منتخب ريمون دومينيك رغم التخوف من آثار الهزيمة امام ايطاليا.
ولا يمكن للجمهور الفرنسي نسيان اعتزال زيدان وتأثير غيابه على وصيف بطل العالم، فالنجم قاد منتخب بلاده الى لقب كأس العالم عام 1998 وكأس امم اوروبا عام 2000 وكاس القارات 2001 في فترة ذهبية قلما يمر بها منتخب عالمي الا ان «زيزو» كان من ذلك الصنف الذي يفعل امــورا اقرب الى السحر والخيال منها الى الواقع.
وكاد زيدان ان يختتم اللعب بأروع طريقة بيد ان الدقيقة 109 لم يكن له فيها حظ ابدا فنال بطاقة حمراء اثر ضربه صدر ماتيرازي برأسه بعد سماعه ألفاظا بذيئة من مدافع ايطاليا، علما أنه سجل هدف منتخب بلاده في بداية المباراة.
وبينما يجمع الخبراء على ان هدف ركلة الجزاء لا يمكن اعتباره جميلا لأنه يأتي من منظر ثابت ومتكرر لكن هدف زيزو في مرمى بوفون لم يكن عاديا بل هو من اجمل اهداف البطولة.
زيدان الذي رفض الاسبوع الماضي استلام دولار واحد من 6 ملايين دولار قيمة ما تبقى من عقده مع ريال مدريد الاسباني، لم يزحه الطرد في المباراة النهائية من قلوب الفرنسيين وظل متربعا على افئدتهم في جميع الاستفتاءات التي اجريت بعد نهائي المونديال حتى بعد اعتزاله اذ مازال الشخصية المفضلة الاولى لدى الفرنسيين، وربما لا يستطيع الرئيس جاك شيراك ضمان حب الشعب لو انه اخطأ في السياسة كما اخطأ زيدان في الرياضة.
وربما حان الوقت ليضع الفرنسيون ايديهم على كتف نجم جديد لكن كم من الوقت يمكن لشعب ان يستغرقه في العثور على لاعب «زين»؟
وهل يمكن ان ينتهي حب الفرنسيين لزيدان ويقول له «خلاص من حبكم يا زين عزلنا»؟
ثم ألا يمكن وضع صورة زيدان على قميص فرنسا ليصبح القميص الازرق مزينا بنجمتين تذهل انظار لاعبي ايطاليا؟